ان ديننا الاسلامي هو دين الانسانية الحقة ، حيث انه يدعو الى مكارم الأخلاق ، وجميل الخصال ، ويريد بالفرد المؤمن الرقي الى أعلى درجات التسامي والتكامل في عالم الفضيلة .
فلا نكاد نجد الاسلام قد ترك زاوية من زوايا حياة المسلم الا ووصل اليها ولا باب في حياة الفرد الا وفتحه ؛ بغية تنظيم وتقنين حياة الفرد وفق قوانين وضوابط ترجع فائدتها على الفرد والمجتمع على حد سواء .
ومن الامور التي حث عليها الشرع المقدس هو المشاورة ،
فلنأتِ أولاً الى معنى المشاورة .
فما هو ما معنى المشاورة ؟
يقول العلامة الطريحي في مجمع البحرين :
المشاورة : وهو المفاوضة في الكلام ليظهر الحق، أي لا ينفردون بأمر حتى يشاوروا غيرهم فيه . (1)
وقال الراغب الأصفهاني في المفردات : والتشاور والمشاورة والمشورة: استخراج الرأي بمراجعة البعض إلى البعض . (2)
اذن فالمشاورة هي مشاركة الآخرين في آراءهم والاستفادة من خبراتهم ، وهذه لها من الفوائد ما ل ايخفى على عاقل لبيب ، ومع ذلك نجد كثير من الروايات والأحاديث تحث على المشاورة ، وتحث بنفس الوقت على النصح في المشاورة وعدم غش المستشير ؛ لأن المستشار هو بمثابة الأمين على ما أتمنه المستشير وأباح له بسره ، فلا يجوز له خيانته بكتمان النصح له .
ونذكر بعضاً من هذه الاحاديث :
عن أبي حفص الاعشى، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه فقد خان الله ورسوله " »(3)
وعن سماعة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " أيما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه، فقد خان الله ورسوله "(4)
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة، فلم يبالغ فيها بكل جهده، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين " قلت: ما تعني بقولك: المؤمنين؟ قال (عليه السلام): " من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم "(5)
وعن أبي جميلة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " من مشى في حاجة أخيه، ثم لم يناصحه فيها، كان كمن خان الله ورسوله، وكان الله خصمه "(6)
وعمر بن يزيد، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي، سلبه الله عز وجل رأيه "(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ (1) [مجمع البحرين - للعلامة الطريحي - (3 / 355) ] (2) [مفردات ألفاظ القرآن: ص277 ] (3) وسائل الشيعة - للشيخ الحر العاملي - (16 / 383) (4) وسائل الشيعة - للشيخ الحر العاملي - (16 / 383) (5) وسائل الشيعة - للشيخ الحر العاملي - (16 / 383) (6) وسائل الشيعة - للشيخ الحر العاملي - (16 / 384) (7) وسائل الشيعة - للشيخ الحر العاملي - (16 / 384)
ما هي المشاورة ؟ وهل أنت ممن يشاور أخوانه في أموره ؟