الحَظْرُ وإشكاليَّة الإباحة في الحَراكِ الثقافي المُعاصِر
كاتب الموضوع
رسالة
خادم اهل البيت
عدد المساهمات : 747 نقاط : 2249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2013
موضوع: الحَظْرُ وإشكاليَّة الإباحة في الحَراكِ الثقافي المُعاصِر الأربعاء يوليو 31, 2013 2:35 am
الحَظْرُ وإشكاليَّة الإباحة في الحَراكِ الثقافي المُعاصِر
================== ========
مُسْتَطَرٌ الثقافةِ في القرآن : السطرُ السادس ======================
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين إنَّ من المفاهيم التي كثُرَ فيها الجدل الثقافي في وقتنا المُعاصر هما مفهومي الحَظر والإباحة خاصة بعد ما ظهرت على أرض الواقع ثمةَ أنماط ثقافية آيديولوجية وسياسية ومنها الليبرالية الحديثة .
والتي دعتْ إلى الإباحة و التحرر من مفهومي الحظر والمُقدّس ثقافيا.
لتصطدم بصخرة الدين والأخلاق المَحوطة بحدود الحظر والمنع المعيَّن .
ومفهوم الحَظر هو خلاف الإباحة وهو يعني المنع من أشياء محددة .
وفي الرؤية الدينية يعني المُحرّم من الأشياء شرعيا وأما مفهوم الإباحة فهو خلاف الحظر ويعني رفع اليد عن كل محظور وإستباحته والتجاهر به وإظهاره عند الليبراليين .
وأما معناها في المفهوم الديني فهو قريبٌ من تحليل المحرمات والممنوعات الدينية .
وإنما ظهرَ مفهوم الحظر في الرؤية الدينية أو ما يُردافه من المُحرمات
لا من أجل كبح حق الفرد الإنساني في إشباع حاجاته ورغباته البشرية على مستوى ممارسة الجنس أو الطعام والشراب أو أي معاملة أو سلوك آخر.
وإنما جاء ذلك المنع والحظر الديني للسلوك المخصوص
إقراراً للحق الخاص والعام للفرد وضماناً لعدم التعدي عليه في حال عدم رغبته بالإباحة
أوإيمانه بالحظر.
وحفظاً للنظام المدني والإجتماعي العام وضبطاً لمساراته في الأمن والأمان .
بخلاف نمط الليبرالية التنويرية والثقافية الحديثة والتي تعمل على منح الفرد حريات مطلقة على مستوى الفكر والسلوك ولاتأبه بالممنوع الديني أو حتى الأخلاقي أبدا
لذا ظهرتْ عندهم الإباحيَّة الجنسية والمشاعية والمثليَّة والسحاق ووو.......والعياذ بالله تعالى
حتى أنهم قننوا هذه الحريات الإباحية في دساتيرهم رسميا ووظفوا لها مؤسسات وفضائيات خاصة تشتغل على إباحة المحظور وهتكه .
ولا أُريد أن أتحدث بلغة الأرقام بقدر ما أهدف إلى التحليل المفاهيمي والموضوعي للجدل القائم بين الحظر والإباحة في حراكه الثقافي المُعاصِر .
من المعلوم أنَّ العقل العملي الإنساني والنوعي هو يُدرك تماماً مفهوم الحظر والإباحة وآثارهما وشؤوناتهما
ويقدر على إعمال خياره في ذلك فضلاً عن بيان الحكم وآثاره.
فلا أحد يستطيع أن ينكر أنَّ الإغتصاب الجنسي هو نوع ظلم عملي للآخر.
حتى أنَّ نظام الليبرالية الحديثة هو نفسه قد جعل الإغتصاب الجنسي جريمة يُعاقبُ عليها القانون الوضعي .
ولكن مع رسمنة الإباحة المشاعية وثقافة خرق حريم المحظور فالأمر يختلف عندهم مفهوميا
هم يُفسرون الإباحيَّة وممارسة الحريات بالحقوق الخاصة بالأفراد حصراً.
وفي الواقع هذا الفهم الثقافي لمفهوم الحق الخاص
هو فهم مغلوط بل هو الظلم والتعدي بعينه
وفي حال مارس الشاب عندهم حريته الخاصة على مستوى سلوكه الجنسي الإباحي
فهو في الواقع يكون قد تعدى على غيره وإن كان الآخر يقبل الإباحة تطبيقاً.
لأنَّ للآخر من أول الجعل الطبيعي والتكويني حقوقاً لايحق لأي أحد إختراقها بالمعنى الديني أو القانوني
ذلك لما في إسقاط الحق وقبول الإباحة وإختراق المحظور
من إيجاد للمفسدة النوعية والإجتماعية والأخلاقية والدينية في نظام التعايش البشري .
نعم إنَّ الحق مفهوما وتطبيقا ممكن أن يقبل الإسقاط الإجرائي في حدود مساحة المُباح الديني والوضعي الصحيح عقلائيا
كما هو الحال في إمكان إسقاط الزوجة لحقوقها الخاصة أو منحها لزوجها الشرعي .
أو إسقاط أي فردٍ لحقوقه ضمن المباح الشرعي
إذ إنَّ ثقافة ممارسة الحق الخاص هي مشروطة بعدم التعدي والتجاوز على حق الآخر وشؤوناته الطبيعية .
من هنا تكون ثقافة الإباحة الجنسية
هي ثقافة عدوانية غاصبة ومتعدية على الآخرين
فضلاً عن كونها تمثل هتكاً أخلاقيا للأعراض وسمات الشرف والعفة .
وواضح أنَّ ثقافة الإباحيّة الجنسية في المنظومة الليبرالية الحديثة
هي تعني رفع الحظر عن ممارسة الجنس أوعن مفهوم الزنى بالمعني الأخلاقي والديني. لتبيحه مُطلقا برضا الآخر أو بكراهته
في وقتٍ يرى النظام الديني والأخلاقي أنَّ الإباحية الجنسية هي أمرٌ مُستقبح عقلاً ومُستبشع فعلاً
حتى سماه بالفاحشة ليعطي مفاداً دلالياً وأخلاقيا قيِّماً
بأنَّ الفحش من الأفعال هو ما جاوزَ الحقّ وقدره بل هو العدوان بعينه
ولو لاحظنا القرآن الكريم لوجدناه سبق الكل في روعة مقاييسه الدينية والأخلاقية والحقوقية والقيميَّة
وليسم ِ الإباحية الجنسية
ب ( الزنى أو اللواط والمثلية و........) حاشاكم بالفاحشة والسوء
بمعنى أنَّ الإشتهاء الجنسي لنفس النوع البشري كما حصل في قوم لوط هو سلوكٌ دخيلٌ وأجنبي عن الفطرة وطبيعة الإجتماع الإنساني .
بخلاف ما يذهب إليه الليبراليون الجدد وهو أنَّ للفرد حق إعمال لذاته الجنسية وإشباعها من أي جهة كانت ليمسخون بذلك الفهم الشاذ كرامة وقدر هذا الإنسان القويم