عدد المساهمات : 121 نقاط : 368 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 05/08/2013
موضوع: المكي والمدني السبت سبتمبر 21, 2013 3:22 am
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعيم محمد وآله الطيبين الطاهرين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
(المكي والمدني) القسم الأول/
المعنى
قسم علماء التفسير القرآن الى مكي ومدني فبعض آياته مكية وبعضها مدنية ، واختلف المفسرون في هذا التقسيم على ثلاثة إتجاهات :
1/ أن يكون المناط هو هجرة النبي صلّى الله عليه وآله أي حسب الترتيب الزماني ، فما كان قبل الهجرة (أي الآية التي نزلت) تعتبر الآية مكية وما كان بعدها فهي مدنية وإن نزلت في مكة ، فالعبرة بالزمان وليس المكان .
2/ المناط هو المكان وليس الزمان ، فالآية التي نزلت في مكة فهي مكية وما نزلت في المدينة فهي مدنية .
3/ المناط هو على أساس الناس المخاطبين فما كان موجهاً الى أهل مكة فهو مكي (أي الآية مكية) ، وما كان موجهاً الى أهل المدينة فهو مدني (أي الآية مدنية) .
وبالنظر الى هذه التقسيمات علينا استبعاد التقسيم الثالث لأنه لايمكن أن يكون المخاطب موجها الى جهة معينة فقط وينحصر بها بل يكون عاماً موجهاً الى الكل مادام الخطاب مطلقاً ، وبذلك يسقط هذا التقسيم .
أما القسمان الآخران فكل مفسر له اسلوبه في إتخاذ الآيات منهم من يتخذ الاسلوب الأول ومنهم الاسلوب الثاني ولاضير مادام إنّ التقسيم (المكي والمدني) ليس بشرعي بل من فعل الواضع ، لكن أكثر المفسرين يرجحون التقسيم الأول على أساس الزمان وليس المكان ، لأن فيه فائدة أكثر للبحوث القرآنية من الثاني ، فهناك فائدتان من هذا التقسيم أحداهما فقهية ، فهي تبين لنا الناسخ من المنسوخ ، لأن المتأخر زماناً يعتبر ناسخاً لما قبله ، وثانيهما هو التعرف على مراحل الدعوة الاسلامية التي قام بها الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ، فيبين ماقام به النبي في بداية دعوته والتي كان المشركون هم المسيطرون ، وبعد الهجرة حيث تمت الدعوة ضمن دولة الاسلام .
الخصائص
هناك خصائص إعتمد عليها المفسرون في التمييز مابين المكي والمدني وذلك بالاعتماد على الروايات والنصوص التاريخية التي تشير الى إنّ الآية نزلت قبل الهجرة أو بعدها وعملوا مقارنة بينهما وخرجوا باكتشاف خصائص عامة في السور والآيات المكية وخصائص عامة أخرى في المدنية فجعلوا من ذلك مقياساً يقيسون بها سائر الآيات والسور التي لم يؤثر توقيتها الزمني في الروايات والنصوص ، فما كان منها يتفق مع الخصائص العامة للآيات والسور المكية حكموا بانه مكي وما كان اقرب الى الخصائص العامة للمدني واكثر انسجاماً معها ادرجوه ضمن المدني من الآيات والسور .
وهذه الخصائص العامة التي حددت المكي والمدني بعضها يرتبط باسلوب الآية والسورة وبعضها يرتبط بالموضوع والمضمون لهما . ويمكن تلخيص ماذكروه من الخصائص الإسلوبية والموضوعية للقسم المكي :- 1 - قصر الآيات والسور وايجازها وتجانسها الصوتي .
2 - الدعوة الى اصول الايمان بالله واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار . 3 - الدعوة للتمسك بالاخلاق الكريمة والاستقامة على الخير . 4 - مجادلة المشركين وتسفيه احلامهم . 5 - استعمال السورة لكلمة (ياايها الناس) وعدم استعمالها لكلمة (ياايها الذين آمنوا) . وقد لوحظ ان سورة الحج تستثنى من ذلك لانها استعملت الكلمة الثانية بالرغم من انها مكية فهذه الخصائص الخمس يغلب وجودها في السور المكيّة .
وأما ما يشيع في القسم المدني من خصائص عامة فهي : - 1 - طول السورة والآية واطنابها . 2 - تفصيل البراهين والادلة على الحقائق الدينية . 3 - مجادلة اهل الكتاب ودعوتهم الى عدم الغلو في دينهم . 4 - التحدث عن المنافقين ومشاكلهم . 5 -التفصيل لاحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين السياسية والاجتماعية والدولية . ولابد لنا أن نعلم إنّ تلك المقاييس لايجوز الأخذ بها إلا إذا أدت الى العلم (أي تؤدي الى الاطمئنان والتأكد من تاريخ السورة) فلا يجوز أن يؤخذ بها لمجرد الظن .