في البداية يجب أن نعلم بان الانسان قد جبل على طاعة الله ، وهذه هي الفطرة التي فطر الناس عليها فيكون الانسان حينئذ محلاً لنزول الخيرات والبركات مادام على هذه الحال ، إلا أن يأتي عليها شيئاً فيكدرها فتكون بذلك محلاً لنزول الشرور .
ولو لاحظنا بداية الآية لرأينا إنّ الله قد كلف ملائكة يحفظون الانسان من كل مكروه مادام على إرتباط دائم بالله ، فاذا انحرف عن جادة الحق كان ذلك مدعاة لنزول البلاء وبذلك قد جنى على نفسه فقد قال تعالى ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))/الروم 41 وقال ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))/الأعراف 96 .
ومن نعم الله ولطفه بالعباد أن منّ عليهم بالتوبة والاستغفار ، فالانسان بذلك يستطيع أن يعود ويبدأ من جديد فيكون محلاً لنزول الرحمة الالهية ، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في إحدى خطبه في نهج البلاغة ((ماكان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها ، لأن الله ليس بظلام للعبيد ، ولو أنّ الناس حين تنزل بهم النقم ، وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نياتهم ، ووله من قلوبهم ، لردّ عليهم كلّ شارد ، وأصلح لهم كلّ فاسد)) .
(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))