لا شك ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كالشمس الساطعة في سماء الدنيا يراها كل من له القابلية على ابصار النور ، وكل من استطاع الخروج من كهوف الظلال ، ومغارات الحقد .
ولكن بعض الناس يكره الشمس ؛ لأنه لم يعتد أن يعيش في الضياء بل اعتاد حياة الظلم الظلام ، والفوضى وعدم الانسجام ، وهذا لا يتناسب ومنهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليهما السلام) الذي كان ينادي بالعدالة ويعطي كل ذي حقّ حقه .
ورغم هذا وذاك من المعاندين والحاقدين يبقى ذكر علي (عليه السلام) على الألسن ، وانشودة اسمه على الشفاه ...
قالت عمرة (أم كلثوم) بنت عبد ود ترثي أخاها عمرو بن عبد ود، وقد قتله الإمام (عليه السلام):
لو كان قاتل عمرو غير قاتله *** لكنت أبكي عليه آخر الأبد لكن قاتله من لا يعاب به *** من كان يدعى أبوه بيضة البلد من هاشم في ذراها وهي صاعدة *** إلى السماء تميت الناس بالحسد قوم أبى الله إلا أن يكون لهم *** مكارم الدين والدنيا بلا لدد
وقال عائشة بنت أبي بكر : إذا ما التبر حك على محك *** تبين غشه من غير شك وفينا الغش والذهب المصفى *** علي بيننا شبه المحك
وقال عمرو بن العاص من قصيدة له في الإمام (عليه السلام):
معاوية الفضل لا تنس لي *** وعن منهج الحق لا تعدل نصرناك من جهلنا يا بن هند *** على السيد الأعظم الأفضل وما كان بينكما نسبة *** فأين الحسام من المنجل وأين الثريا وأين الثرى *** وأين معاوية من علي وحيث تركنا أعالي النفوس *** نزلنا إلى أسفل الأرجل وكم قد سمعنا من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي
وقال عبد الباقي أفندي العمري الحنفي الموصلي (صاحب الترياق الفاروقي) :
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا * ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا وأنت حيدرة الغاب الذي * أسد البرج السماوي عنه خاسئا رجعا وأنت باب تعالى شأن حارسه * بغير راحة روح القدس ما قرعا وأنت ذاك البطين الممتلي حكما * معشارها فلك الأفلاك ما وسعا وأنت ذاك الهزبر الأنزع البطل * الذي بمخلبه للشرك قد نزعا وأنت يعسوب نحل المؤمنين إلى * أي الجهات انتحى يلقاهم تبعا وأنت نقطة باء مع توحدها * بها جميع الذي في الذكر قد جمعا وأنت والحق يا أقضى الأنام به * غدا على الحوض حقا تحشران معا وأنت صنو نبي غير شرعته * للأنبياء إله العرش ما شرعا وأنت زوج ابنة الهادي إلى سنن * من حاد عنه عداه الرشد فانخزعا وأنت بالطبع سيف تارة عطبا * يسقي الثغور ويشفي مرة طبعا وأنت غوث وغيث في ردى وندى * لخائف ولراج لاذ وانتجعا وأنت ركن يجير المستجير به * وأنت حصن لمن من دهره فزعا وأنت من بنداه عز من طمعا * وفي جدى من سواه ذل من قنعا وأنت ذو منصل صل ينضنض في * غمد كلغد لمكر الكفر قد بلعا وأنت عين يقين لم يزده به * كشف الغطاء يقينا أية انقشعا وأنت ذو حسب يعزى إلى نسب * قد نيط في سبب أوج العلا قرعا وأنت ضئضئ مجد في مدى أمد * قد فصل الدهر أوصالا وما انقطعا وأنت من حمت الإسلام وفرته * ودرعت لبدتاه الدين فادرعا وأنت من فجع الدين المبين به * ومن بأولاده الإسلام قد فجعا وأنت أنت الذي منه الوجود نفى * عمود صبح ليافوخ الدجى صدعا وأنت أنت الذي حطت له قدم * في موضع يده الرحمن قد وضعا وأنت أنت الذي للقبلتين مع * النبي أول من صلى ومن ركعا وأنت أنت الذي في نفس مضجعه * في ليل هجرته قد بات مضطجعا وأنت أنت الذي آثاره ارتفعت * على الأثير وعنها قدره اتضعا وأنت أنت الذي آثاره مسحت * هام الأثير فأبدى رأسه الصلعا وأنت أنت الذي يلقى الكتائب في * ثبات جاش له ثهلان قد خضعا وأنت أنت الذي لله ما فعلا * وأنت أنت الذي لله ما صنعا وأنت أنت الذي لله ما وصلا * وأنت أنت الذي لله ما قطعا حكمت بالكفر سيفا لو هويت به * يوما على كتد الأفلاك لانخلعا محدب يترائى في مقعره * موج يكاد على الآفاق أن يقعا أسلت من غمده نارا مروقة * تجرع الكفر من راووقها جرعا حكى الحمام حماما من حسامك في * لسان نار على هاماتهم سجعا غليله طال ما أوردته علقا * يوم النهروان من نهر فما انتقعا بذي فقارك عنا أي فاقرة * قصمتها ودفعت السوء فاندفعا أراد سيفك في ليل العجاجة أن * يروي السنا عن لسان الصبح فاندلعا عالجت بالبيض أمراض القلوب ولو * كان العلاج بغير البيض ما نجعا والرعد قد ظن طرف البرق فيك كبا * لما أغرت على العليا فقال لعا نبذت بالشرك شلوا بالعراء لذا * عليه نسر من الخذلان قد وقعا والليل لما تسمى كافرا بشبا * قرظاب بطشك قد غادرته قطعا وباب خيبر لو كانت مسامره * كل الثوابت حتى القطب لا انقلعا باريت شمس الضحى في جنة بزغت * في يوم بدر بزوغ البدر إذ سطعا لله در فتى الفتيان منك فتى * ضرع الفواطم في مهد الهدى رضعا لقد ترعرعت في حجر عليه لذي * حجر براهين تعظيم بها قطعا ربيب طه حبيب الله أنت ومن * كان المربي له طه فقد برعا رعاه مولاه من راع لامته * لجده وأبيك الحق فيك رعى آخاك من عز قدرا أن يكون له * أخا سواك إذا داعي الإخاء دعا سمتك أمك بنت الليث حيدرة * أكرم بلبوة ليث أنجبت سبعا لك الكساء مع الهادي وبضعته * وقرتي ناظريه ابنيك قد جمعا لأن توجع في يوم الطفوف لهم * فما سوى الله والله اشتكى الوجعا قد خادعوا منك في صفين ذا كرم * إن الكريم إذا خادعته انخدعا (نهج البلاغة) نهج عنك بلغنا * رشدا به اجتث عرق البغي فانقمعا به دمغت لأهل البغي أدمغة * لنخوة الجهل قد كانت أشر وعا كم مصقع من خطاب قد صقعت به * فوق المنابر صقع الغدر فانصقعا وأنت يعسوب نحل المؤمنين إلى * أي الجهات انتحى يلقاهموا تبعا ما فرق الله شيئا في خليقته * من الفضائل إلا عندك اجتمعا أبا الحسين أنا حسان مدحك لا * أنفك أظهر في إنشاده البدعا وكل من راح للعلياء مبتكرا * جاء الثناء على علياه مخترعا عذرا فقد ضقت ذرعا عن إحاطته * وكلما ضقت عن تحديده اتسعا وجوهر المدح في علياك رونقه * بلبة الدهر في لئلائه نصعا مدح لقد خضعت كل الحروف له * وكل صوت إلى إنشاده خشعا إلى أن يقول:
فأقبل فدتك نفوس العالمين ثنا * بمثله العالم العلوي ما سمعا عليك أسنى سلام الله ما غربت * شمس وما قمر من أفقه طلعا وآلك الغر ما ناحت مطوقة * من فوق غصن أسى في حزنها ينعا وما لأوج العلا نادى مؤرخه * مقام نعت علي باسمه رفعا
وقال أيضا:
يا أبا الأوصياء أنت لطه * صهره وابن عمه وأخوه إن الله في معانيك سرا * أكثر العالمين ما علموه أنت ثاني الآباء في منتهى * الدور وآباؤه تعد بنوه خلق الله آدما من تراب * فهو ابن له وأنت أبوه
وقال أيضا:
وسائلٌ هل أتى نص بحق علي؟ * أجبته (هل أتى) نص بحق علي! فظنني إذ غدا مني الجواب له * عين السؤال صدى من صفحة الجبل وما درى لا درى جدا ولا هزلا * إني بذاك أردت الجد بالهزل
وقال أيضا:
إذا الحق انتمى لحمى علي * فلا تعجب لأن الحق يعلو وحقك ما بغير ذراه حق * ولا خلق يلوذ ويستظل
وقال هذه الابيات من قصيدة طويلة :
يا خليلي والخليل المواسي * منكما من يحب نفع الخليل عللاني بذكر من حل فيها * إن قلبي يطيب بالتعليل نعته بالزبور جاء وبالفرقان * بل بالتوراة والإنجيل الإمام المبين أحصى به الله * جميع الأشياء في التنزيل فهو اللوح وما خط في * اللوح لديه مقيد التسجيل سل سبيلا لسلسبيل علي * فعلى ابن السبيل قصد السبيل هو ساقي الحوض الذي ليس يضمى * من حبته يداه بالتنويل هو ذات الشفا لكل عليل * وشفاء لذات كل غليل عيلم كل قطرة من نداه * هي غيث لكل عام محيل
أشعار لغير الشيعة والموالين بحق أمير المؤمنين (عليه السلام)