عدد المساهمات : 747 نقاط : 2249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2013
موضوع: ظلامة الزهراء عليها السلام في المصادر_2_ الخميس يونيو 06, 2013 10:44 pm
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد: ولازال الكلام حول المصادر والكتب التي ذكرت هذه الحادثة ولم يبقَ معها في حال إنكار مثل هذه الحادثة الا من مكابرة من جاهل لا حظ له في العلم ، ومن تلكم المصادر:
13- رسالة فضل أهل البيت [عليهم السلام] وحقوقهم لابن تيميّة. هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني، ثمّ الدمشقي، الحنبلي، ولد في 10 ربيع الأوّل ـ وقيل غير ذلك ـ بحرّان سنة 661هـ، وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير. حدّث بدمشق ومصر والثغر، وحبس بقلعة القاهرة والإسكندرية، وبقلعة دمشق مرّتين، وتوفى بها في 20 ذي القعدة سنة 728، ودفن بمقابر الصوفيّة. ترجم له كحالة في معجم المؤلفين: 1 / 163 رقم 1216. قال ـ في معرض حديثه وتعريفه لمصاب شهادة سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، وأنّها مصيبة عظمى سيبقى التاريخ يردّدهاـ: ومن ذلك أنّ اليوم الذي هو يوم عاشوراء، الذي أكرم الله فيه سبط نبيّه، وأحد سيّديّ شباب أهل الجنّة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء، وكان ذلك مصيبة عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الإسلام. وقد روى الإمام أحمد وغيره، عن فاطمة بنت الحسين، وقد كانت شهدت مصرع أبيها، عن أبيها الحسين بن عليّ [عليهما السلام]، عن جدّه رسول الله[صلى الله عليه وآله] أنّه قال: "ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت، فيحدث لها إسترجاعاً، إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أُصيب بها". مسند أحمد: 1 / 429 رقم 1734. فقد علم الله أنّ مثل هذه المصيبة العظيمة سيتجدّد ذكرها مع تقادم العهد، فكان من محاسن الإسلام أن روى هذا الحديث صاحب المصيبة والمصاب به أوّلاً، ولا ريب أنّ ذلك إنّما فعله الله كرامة للحسين [عليه السلام] ورفعاً لدرجته ومنزلته عند الله... ولم يكن الحسن والحسين حصل لهما من الإبتلاء ما حصل لجدّهما ولأمّهما وعمّهما، لأنّهما ولدا في عزّ الإسلام، وتربيّا في حجور المؤمنين، فأتمّ الله نعمته عليهما بالشهادة... الخبر. رسالة فضل أهل البيت "عليهم السلام" وحقوقهم: 39 ـ 40. (ط1 ـ دار الثقافة الإسلامية. بيروت). وستقوم مؤسستنا مؤسسة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله) بتحقيق هذه الرسالة إن شاء الله تعالى في أقرب فرصة. أقول: أستوقفك ـ أخي القاريء ـ لتأمّل هذه الكلمات الّتي دوّنها من لزم الصمت عن ذكر مظلوميّة فلذّة كبد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وروحه الّتي بين جنبيه، حتّى شاء الله أن يظهر شمس الحقيقة من بين دياجير الظلمة وغيوم العناد؛ فابن تيميّة وهو العارف بالحديث، والمطّلع على التاريخ يعترف بمصيبة الإمام الحسن المجتبى وأخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) وما جرى عليهما وعلى أهل بيتهما صلوات الله عليهم أجمعين، وأنصارهما رضوان الله عليهم، على أيدي من وصفهم بالفجرة الأشقياء لعنهم الله، من قتل وسلب وظلم، وانتهاك لحرمتهم (عليهم السلام) وهجوم وحشي على مناخ ركابهم ومنازلهم، وإضرام النيران فيها، وضرب وترويع النساء والأطفال. وابن تيمية على علم بعدد السنيّات الّتي عاشتها سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) والتي لم تتجاوز العقدين من الزمان، وهو مع ذلك يقرّ ويعترف ويصرّح بأنّ مصيبة ولدها الإمام الحسين (عليه السلام) وهي من أعظم المصائب الواقعة في الإسلام ـ كما يقول ـ تهون أمام مصائب أمّه الزهراء (عليها السلام) فهو يصرّح من حيث يدري أو لايدري بأنّ سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) قد لاقت خلال عمرها الشريف القصير أمرّ وأعظم من تلك المصائب، من سلب الحقوق، والترويع، والهجوم على الدار، وإضرام النيران وما إلى ذلك، فتأمّل واغتنم. ولعلّ من الجدير أنّ نذكر هنا ما دوّنه ابن تيميّة في ديباجة هذه الرسالة من حقائق رائعة لتقف على التناقض الواضح في شخصيّة هذا الرجل ومعتقده، اللهمّ إلا أن يكون قد أخفى حقيقة معتقده لأسباب خاصّة، يقول ابن تيميّة: هذا الكتاب إلى من يصل إليه من الأخوان المؤمنين الذين يتولّون الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون. الذين يحبّون الله ورسوله، ومن أحبّه الله ورسوله، ويعرفون من حقّ المتّصلين برسول الله ما شرعه الله ورسوله، فإنّ من محبّة الله وطاعته محبّة رسوله وطاعته، ومن محبّة رسوله وطاعته محبّة من أحبّه الرسول، وطاعة من أمر الرسول بطاعته كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}النساء: 59. انتهى. وسنكمل الحديث في البحث الآتي أن شاء الله تعالى حول باقي المصادر السنية . والحمد لله ربِّ العالمين والسلام على من إتبع الهدى (( مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّلِمِينَ مِنْ أنصَار )) الآية(72) من سورة المائدة