شمس خلف السحاب
شمس خلف السحاب
شمس خلف السحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شمس خلف السحاب

نصرت ال محمد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا الزائر الكريم ساهم معنا بتطوير المنتدى من خلال انضمامك الى اسرة المنتدى وشارك بنصرت ال محمد
شمس خلف السحاب
علوم القران *درر اهل البيت *ولاية اهل البيت *قسم الامام المهدي عليه السلام *فتاوى علماء الحوزة*محاضرات دينيه*قصائد حسينيه
المواضيع الأخيرة
» في الزواج المنقطع( المتعة)
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 10:51 pm من طرف زائر

» أكسل وأبخل وأعجز وأسرق وأجفى الناس ؟
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:41 am من طرف خالد المحاري

» من أحــــــبه الله ابتــــلاه
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:40 am من طرف خالد المحاري

»  معجزة خطبة الرسول والزهراء للسيدة نرجس
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:39 am من طرف خالد المحاري

»  من هم الذين ارادوا اغتيال النبي في العقبة
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:35 am من طرف سيف نادر

»  وصية الرسول (صلى الله عليه واله ) في اهل البيت ( عليهم السلام) من المصادر السنية
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:34 am من طرف سيف نادر

»  فضائل صحيحة وضعت مقابيلها فضائل مكذوبة
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:33 am من طرف سيف نادر

» البخاري يشك في خلافة علي بن ابي طالب ويعبر عنها بالفتنة
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:30 am من طرف سيف نادر

» قول الإمام الصادق (ع) "نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة".
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:26 am من طرف راية الحق

الساعة
Baghdad
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
در الزهراء

در الزهراء


الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) Jb12915568671
عدد المساهمات : 6
نقاط : 18
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/11/2013

الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) Empty
مُساهمةموضوع: الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث)   الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث) I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 16, 2013 3:28 pm

مسألة‌ ( الموت‌ ) و طريقة‌ التعامل‌ معه‌ من‌ ابرز العناصر التي‌ تدخل في‌ تكوين‌ ملحمة‌ الطف‌ في‌ يوم‌ عاشوراء .
و عاشوراء حدث‌ متميّز من‌ بين‌ الأحداث‌ الكبيرة‌ في‌ التاريخ‌ من‌ هذه‌ الزاوية‌ .
فقد أعلن‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) عند مغادرته‌ الحجاز إلى العراق‌ : انه‌ سوف‌ يلقى ‌مصرعه‌ في‌ هذه‌ الرحلة‌ : " و خيّر لي‌ مصرع‌ أنا لاقيه‌ ، كأني‌ بأوصالي‌ تقطّعها عسلان ‌الفلاة‌ بين‌ النواويس‌ و كربلاء " .
و نعى‌ نفسه‌ إلى الناس‌ ، و طلب‌ منهم‌ أن‌ يبذلوا مهجهم‌ في‌ هذا السبيل‌ ، و يوطِّنوا معه‌ أنفسهم‌ للقاء الله : " من‌ كان‌ باذلاً فينا مهجته‌ ، مُوطّناً على‌ لقاء الله نفسه ، ‌فليرحل‌ معنا " .
و بدا خطابه‌ العجيب‌ هذا بتقديم‌ صورة‌ زاهية‌ جميلة‌ للموت‌ ، تمهيداً لدعوتهم‌ إلى أن‌ يبذلوا له‌ مهجهم‌ ، فقال‌ ( عليه السلام ) : " خط‌ّ الموت‌ على‌ ولد آدم‌ مخط‌ّ القلادة‌ على جيد الفتاة‌ " .
و على‌ امتداد الطريق‌ إلى كربلاء كان‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) يصارح‌ الناس‌ و يصارح‌ أصحابه‌ أنهم‌ سائرون‌ إلى الموت‌ الذي‌ لا بدّ منه‌ ، ولم‌ يكن‌ يشك ‌في‌ ذلك‌ أصحاب الحسين‌ ( عليه السلام ) إنهم‌ كانوا على‌ يقين‌ من‌ هذا الأمر ما بعده‌ يقين‌ .
و كان‌ عذر مَن‌ يتخلّف‌ عن‌ نصرة‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) إلى الحسين‌ : إن‌ّ نفسه‌ لا تطيب‌ بالموت‌ ، و الشواهد على ذلك‌ كثيرة‌ في‌ مسيرة‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) إلى كربلاء ، و هذه‌ هي‌ الصفة‌ المميّزة‌ لحادثة‌ الطف‌ .
فلسنا نجد أو قلَّما نجد في‌ قادة‌ الحركات‌ و الثورات‌ مَن‌ يدعو الناس الى الموت‌ ، إنهم‌ يدعون‌ الناس‌ إلى الحركة‌ و الثورة‌ ، و يطلبون‌ منهم‌ أن ‌يكونوا على استعداد لتقديم‌ دمائهم‌ للثورة‌ كلما اقتضي‌ الأمر .
أما الحسين‌ ( عليه السلام ) فله‌ شان‌ آخر . إنه‌ لا يطلب‌ في‌ رحلته‌ هذه‌ فتحاً عسكرياً بالمعني‌ الذي‌ يتصوّره‌ الناس‌ ، و إنما يريد أن‌ يقدم‌ على تضحية ‌مأساوية‌ فريدة‌ في‌ التاريخ‌ يهزّ بها ضمير الاُمّة‌ .
لقد وجد الحسين‌ ( عليه السلام ) إن‌ بني‌ اُمية‌ تمكّنوا من‌ ترويض‌ إرادة‌ الناس ‌و تطويعهم‌ بعامل‌ الإرهاب‌ و الترغيب‌ و سلب‌ إرادتهم‌ ، و في‌ هذا الجوّ حاول‌ بنو اُمية‌ أن‌ يستعيدوا قيم‌ و مواقع‌ الجاهلية‌ في‌ المجتمع‌ الإسلامي ‌الجديد ، دون‌ أن‌ يجدوا مقاومة‌ تذكر من‌ ناحية‌ الاُمة‌ ، فكان‌ لا بدّ من‌ هزّة‌ قوية‌ لنفوس‌ الناس‌ ، تعيد إليهم‌ إرادتهم‌ السليبة‌ ، و لا تتم‌ هذه‌ الهزّة‌ القوية‌ إلا بتضحية‌ مأساوية‌ فريدة‌ في‌ التاريخ‌ ، فاعدّ الحسين‌ ( عليه السلام ) أهل‌ بيته ‌و أصحابه‌ لمثل‌ هذا المشهد المأساوي‌ ، و انطلاقاً من‌ هذا الفهم‌ قلت‌ : إن ‌ّهذه‌ الصفة‌ هي‌ الصفة‌ المميّزة‌ لحادث‌ الطف‌ من‌ الأحداث‌ الاُخرى‌ في ‌التاريخ‌ .
و من‌ أعظم‌ الخيانة‌ للتاريخ‌ أن‌ نجرّد ( عاشوراء ) من‌ هذه‌ الصفة‌ المميّزة‌ لها ، فلا يبقي‌ من‌ عاشوراء إذا جرّدناها عن‌ ( الاستماتة‌ ) و طلب‌الشهادة‌ إلا ثورة‌ على النظام‌ الاُموي‌ غير متكافئة‌ مع‌ قوّة‌ الظلم‌ ، فلم‌ تنجح‌ في‌ تحقيق‌ أهدافها كما كان‌ يتوقّع‌ ذلك‌ الذين‌ كانوا ينصحون‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) ألا يخرج‌ إلى العراق‌ ، و لم‌ يكن‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) يتّهم‌ أولئك‌ في‌ صدقهم‌ في ‌النصح‌ .
لكن‌ الإمام ( عليه السلام ) كان‌ يري‌ ما لا يرون‌ ، و يريد ما لا يعرفون‌ .
كيف‌ يواجه‌ الناس‌ الموت‌ ؟
للموت‌ شان‌ كبير في‌ تنظيم‌ حياة‌ الناس‌ ، و الناس‌ أمام‌ هذه‌ الظاهرة‌ الطبيعية‌ من‌ سنن‌ الله مثال‌ القهرية‌ في‌ الحياة‌ طائفتان‌ : طائفة‌ و هي‌ الأكثرية ‌الساحقة‌ من‌ الناس‌ يجزعون‌ عن‌ مواجهة‌ الموت‌ و يهربون‌ منه‌ . و طائفة‌ و هي‌ الأقلية‌ من‌ الناس‌ يتحدّون‌ الموت‌ و يشتاقون‌ إليه ‌و يستقبلون‌ الموت‌ .
و لهذه‌ الحالات‌ : ( الجزع‌ من‌ الموت‌ ، و تحدّي‌ الموت‌ ) شان‌ كبير في‌تنظيم‌ حياة‌ الناس‌ و تقرير مصيرهم‌ ، فالاُمّة‌ التي‌ تجزع‌ من‌ الموت‌ لا تحوج‌ الطغاة‌ و الجبابرة‌ إلى جهد كبير لتطويقها و ترويضها و تذليلها و تعبيدها لإرادتهم‌ و سلطانهم‌ ، فتتحول‌ حياتها إلى نوع‌ من‌ التبعية ‌و الانقياد للطاغية‌ و الجبابرة‌ و الطغاة‌ ، و بالتدريج‌ يفقدون‌ الوعي‌ و الفطرة ‌و مقومات‌ الحياة‌ الكريمة‌ ، و هذه‌ صورة‌ من‌ الحياة‌ .
و الاُمّة‌ التي‌ تملك‌ القدرة‌ على تحدّي‌ الموت‌ و لا تجزع‌ منه‌ ، و تملك‌ القدرة‌ على تجاوز الموت‌ لا يمكن‌ ترويضها و تذليلها لإرادة‌ الطغاة ‌و الجبابرة‌ ، و لا يمكن‌ مصادرة‌ إرادتها و مقاومتها .
و هذه‌ صورة‌ ثانية‌ من‌ الحياة‌ ، و فيما يلي‌ نحاول‌ أن‌ نتوقف‌ بعض ‌الوقت‌ عند هاتين‌ الحالتين‌ :
الجزع‌ من‌ الموت‌ :
الجزع‌ من‌ الموت‌ ظاهرة‌ واسعة‌ في‌ حياة‌ الناس‌ ، و لهذه‌ الظاهرة‌ آثار واسعة‌ في‌ المجتمع‌ من‌ حيث‌ الحركة‌ و المقاومة‌ ، و هذه‌ الظاهرة‌ تستحق‌ أن‌ نتوقف‌ عندها و ننظر فيها ، و فيما يلي‌ نستعرض‌ إن شاء الله تعالى‌ :
أسباب‌ هذه‌ الظاهرة‌ أولاً .
و آثارها و أعراضها السلبية‌ في‌ المجتمع‌ ثانياً .
و الوسائل‌ التربوية‌ المفيدة‌ لعلاج‌ هذه‌ الحالة‌ في‌ نفوس‌ الناس‌ ثالثاً .
أسباب‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ :
( التعلّق‌ بالدنيا ) من‌ أهم‌ّ أسباب‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ ، و لو أن‌ّ إنساناً يعيش‌ في‌ الدنيا كما يعيش‌ الناس‌ ، و يتمتع‌ بطيباتها كما يتمتع‌ الناس‌ ، و لكن‌ قلبه‌ لا يتعلق‌ بالدنيا و لا يخيفه‌ الموت‌ و لا يخرج‌ منه‌ إذا حل‌ّ به‌ . و سوف‌ نتحدث‌ عن‌ هذه‌ النقطة‌ فيما يأتي‌ إن شاء الله .
و من‌ أسباب‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ أيضا سوء الإعداد للآخرة‌ ، فيجزع‌ الإنسان‌ من‌ أن‌ يقدم‌ على مرحلة‌ جديدة‌ من‌ حياة‌ خالدة‌ لا تفنى ، و هو لم ‌يعدّ لها في‌ حياته‌ الدنيا إعدادا كافياً ، و الى‌ هذا المعنى‌ تشير الآية‌ الكريمة‌ مخاطبة‌ اليهود الذين‌ كانوا يعتقدون‌ إن‌ّ الله يؤثرهم‌ على غيرهم‌ من‌ الاُمم‌ ، و انّهم‌ أولياء الله من‌ دون‌ سائر الناس‌ : ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾[1] .
و قد روي‌ في‌ هذا المعنى عن‌ الإمام الصادق‌ ( عليه السلام ) : " من‌ احب‌ّ الحياة‌ ذل‌ّ " .
و تحليل‌ هذه‌ الرواية‌ و تفسيرها : إن‌ّ حب‌ الدنيا و التعلّق‌ بها من‌ أسباب ‌الجزع‌ من‌ الموت‌ ، و هما وجهان‌ لقضية‌ واحدة‌ ، فمن‌ أحب‌ الدنيا جزع‌ من ‌الموت‌ ، و بينهما نسبة‌ طردية‌ دائماً ، و هذه‌ هي‌ المعادلة‌ الأولى‌ .
و المعادلة‌ الثانية‌ : إن‌ّ مَن‌ يجزع‌ من‌ الموت‌ يذل‌ّ ، لأنه‌ لا يملك‌ القدرة‌ على‌ اتخاذ الموقف‌ و القرار الصعب‌ ، و إذا عجز الإنسان‌ عن‌ اتخاذ الموقف‌ و القرار الصعب‌ كان‌ آلة‌ طيّعة‌ للمستكبرين‌ ، و تبعاً لهم‌ في‌ الموقف‌ و القرار ، و هذا هو الذل‌ّ الذي‌ يحدّثنا عنه‌ الإمام الصادق‌ ( عليه السلام ) في‌ هذه ‌الرواية‌ .
و هو اختبار دقيق‌ لدرجة‌ إعداد الإنسان‌ للآخرة‌ في‌ الدنيا ، فكلّما كان‌ هذا الإعداد أكثر و أفضل‌ كان‌ جزع‌ الإنسان‌ من‌ الموت‌ اقل‌ّ .
قال‌ رجل‌ لأبي ‌ذرّ : مالنا نكره‌ الموت‌ ؟
قال‌ : لأنكم‌ عمّرتم‌ الدنيا و خرّبتم‌ الآخرة‌ ، فتكرهون‌ أن‌ تنتقلوا من‌ عمران‌ إلى خراب‌ .
قيل‌ له‌ : فكيف‌تريى قدومنا على الله ؟
قال‌ : أما المحسن‌ فكالغائب‌يقدم‌ على أهله‌ ، و أما المسي‌ء فكالآبق‌ يقدم‌ على مولاه‌ .
قيل‌ : فكيف ‌ترى حالنا عند الله ؟
قال‌ : اعرضوا أعمالكم‌ على كتاب‌ الله تبارك‌ و تعالى : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾[2] .
قال‌ الرجل‌ : فأين‌ رحمة‌ الله ؟
قال‌ : إن ‌ّ رحمة‌ الله قريب‌ من‌المحسنين‌ .
و روي‌ في‌ هذا المعنى‌ إن‌ّ احدهم‌ سال‌ الإمام الحسن‌ ( عليه السلام ) : ما بالنا نكره‌ الموت‌ و لا نحبّه‌ ؟
فقال‌ ( عليه السلام ) : " إنكم‌ أخربتم‌ آخرتكم‌ ، و عمّرتم‌ دنياكم‌ ، فانتم ‌تكرهون‌ النقلة‌ من‌ العمران‌ إلى الخراب‌ " .
الموقف‌ :
و من‌ المؤكد ان‌ القوّة‌ و الشجاعة‌ و الإقدام‌ احد العنصرين‌ اللذين‌ يتكون‌ منهما الموقف‌ ، فإن‌ّ مقوّمات‌ الموقف‌ أمران‌ : الوعي‌ السياسي‌ ، و القوة‌ و الشجاعة‌ ، فإذا كان‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ يضعف‌ الإنسان‌ فهو لا محالة‌ يفقده‌ القدرة‌ على اتخاذ الموقف‌ العملي‌ في‌ القضايا الصعبة‌ ، و قيمة ‌الإنسان‌ في‌ساحة‌ المواجهة‌ و الصراع‌ ليس‌ في‌ النيّة‌ و عقد القلب‌ و إنما في ‌الموقف‌ ، و قد كان‌ كثير من‌ المسلمين‌ في‌ عصر الحسين‌ ( عليه السلام ) لا يرتضون ‌يزيد و أعماله‌ ، و يكرهونه‌ اشدّ الكره‌ ، و لكن‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) حوّل‌ هذه ‌الكراهية‌ و هذا الرفض‌ إلى موقف‌ عملي‌ ، و هذه‌ هي‌ قيمة‌ عمل‌ الإمام الحسين‌ ( عليه السلام ) .
الموقف‌ هو تجسيد الرأي‌ في‌ فعل‌ يبرز انتماء صاحبه‌ إلى هذا الرأي‌ ، و يحقّق‌ دفاع‌ صاحبه‌ عن‌ رأيه‌ .
إن الناس‌ جميعاً لا يرضون‌ الظلم‌ ، و لكن‌ هناك‌ مَن‌ يبرز هذا الرفض‌ في‌ فعل‌ و يعبّر به‌ عن‌ رفضه‌ ، و هذا الفعل‌ قد يكون‌ الخروج‌ عن‌ الطاعة‌ ، و قد يكون‌ الثورة‌ ، و قد يكون‌ التظاهر و الاعتصام‌ .
و من‌ الطبيعي‌ ان‌ّ الرفض‌ وحده‌ لا يكلّف‌ الإنسان شيئاً ، و إنما الموقف ‌هو الذي‌ يكلّف‌ الإنسان و يثقل‌ كاهله‌ ، فالموقف‌ هو الذي‌ يتطلب‌الضريبة‌ ، و صاحب‌ الموقف‌ هو الذي‌ يدفع‌ الضريبة‌ ، و لكن لا بدّ أن‌ نقول‌ : إن ‌ّ صاحب‌ الرأي‌ السلبي‌ و الرفض‌ لا يغيّر مجرى‌ التاريخ‌ ، و إنما يغيّر مجرى‌ تاريخ‌ صاحب‌ الموقف‌ ، و الرفض‌ و الكراهية‌ النفسية‌ لا يحرّك ‌الناس‌ و إنما الموقف‌ هو الذي‌ يحرّك‌ الناس‌ .
و أخيرا فإن ‌ّ المواجهة‌ و الصراع‌ يعني‌ الموقف‌ .
انقلاب‌ أللاموقف‌ إلى الموقف‌ المضاد :
إن ‌مسالة‌ الصراع‌ لا تتحمّل‌ ( أللاموقف‌ ) ، فإذا لم‌ يتحمّل‌ الإنسان الموقف‌ الصعب‌ و ضعف‌ عن‌ اتخاذ موقف‌ الحق‌ فلا يمكن‌ أن‌ يبقى‌ من ‌دون‌ موقف‌ إلى الأخير ، و إنما ينقلب‌ أللاموقف‌‌ في‌ حياته‌ إلى موقف ‌مضاد .
و السبب‌ في‌ انقلاب‌ اللاموقف‌ إلى الموقف‌ المضاد هو السبب‌ في ‌انقلاب‌ الموقف‌ إلى اللاموقف‌ و هو الجزع‌ من‌ الموت‌ .
فإن الجزع‌ من‌ الموقف‌ إذا كان‌ يدعو الإنسان إلى التخاذل‌ من‌ الحق ‌إيثارا للعافية‌ ، فإن الطاغية‌ لا يتركه‌ إلى الأخير عنصراً غير ذي‌ لون‌ ، و إن ما يصبغه‌ بصبغته‌ و يسوقه‌ إلى جانبه‌ ، و نفس‌ السبب‌ الذي‌ أعجزه‌ عن‌ اتخاذ الموقف‌ الحق‌ يعجزه‌ عن‌ الامتناع‌ من‌ الانحدار إلى الباطل‌ ، و بذلك‌ يتم ‌تصنيفه‌ في‌ جهة‌ الباطل‌ ، فإن ‌ساحة‌ الصراع‌ ـ كما ذكرنا ـ لا تترك‌ الإنسان‌ من‌ دون‌ تصنيف‌ ، فإن لم‌ يبادر الإنسان ليُصنّف‌ نفسه‌ ضمن‌ جبهة‌ الحق ‌الذي‌ يؤمن‌ به‌ ، فإن ‌الساحة‌ تُصنّفه‌ ضمن‌ الخط‌ الحاكم‌ ، فيكون‌ عندئذٍ من ‌جند الطاغية‌ و إن كان‌ قلبه‌ و رأيه‌ في‌ اتجاه‌ معاكس‌ .
و هنا ينشطر الإنسان شطرين‌ متعاكسين‌ : رأيه‌ ( عقله‌ ) ، و عاطفته‌ ( قلبه‌ ) في‌ اتجاه‌ الحق‌ ، و موقفه‌ و موضعه‌ الرسمي‌ ( إرادته‌ ) المعلن‌ في ‌اتجاه‌ الباطل‌ .
و هذه‌ هي‌ ظاهرة‌ انفلاق‌ الشخصية‌ ، حيث‌ تنشطر شخصية‌ الإنسان‌ إلى‌ شطرين‌ متخالفين‌ : فيفقد الإنسان الانسجام‌ في‌ شخصيته‌ ، و يتضارب‌ ظاهره‌ مع‌ باطنه‌ .
سللتم‌ علينا سيفاً لنا في‌ إيمانكم‌ :
و هذا المفهوم‌ يطرحه‌ الإمام الحسين‌ ( عليه السلام ) على جند ابن‌ زياد في‌كربلاء يوم‌ عاشوراء : " سللتم‌ علينا سيفاً لنا في‌ إيمانكم‌ " . و هذا السيف‌ الذي‌ يذكره‌ الإمام هو القوّة‌ و القدرة‌ و السلطان‌ . و الإسلام‌ هو الذي‌ أعطاهم‌ هذا السلطان‌ . لقد كانوا اُمّة‌ ضعيفة‌ معزولة‌ في‌ الصحراء ، فأعطاهم‌ رسول ‌الله ( صلى الله عليه و آله ) هذه‌ القوّة‌ و هذا السلطان‌ بإيمانهم‌ ، فهذا السلطان‌ لرسول‌ الله و لمَن‌ آمن ‌برسول‌ الله ، و اخلص‌ و سار على خط‌ رسول‌ الله ، و من مع‌ رسول‌ الله و أهل‌ بيته‌ ، كما صرّح‌ به‌ ( صلى الله عليه و آله ) في ‌أكثر من‌ موقف‌ ، و هذا هو المعنى‌ الأول ‌لكلمة‌ ( سيفاً لنا في‌ إيمانكم‌ ) ، و المعنى الذي‌ يستتبع‌ المعنى الأول‌ : إن‌ هذا السيف‌ الذي‌ جعلناه‌ في‌ إيمانكم‌ لا بدّ أن‌ تقاتلوا به‌ أعداءنا و أعداءكم‌ ، و لكنّكم‌ وضعتم‌ هذا السيف‌ فينا نحن‌ أبناء رسول‌ الله و خلفاؤه‌ ، و وظّفتم‌ هذا السيف‌ في‌ خدمة‌ أعدائنا .
و هذا هو التشخيص‌ الدقيق‌ الذي‌ قدّمه‌ الفرزدق‌ عن‌ أهل‌ الكوفة‌ عندما سأله‌ الإمام الحسين‌ ( عليه السلام ) عمّا وراءه‌ ، فقال‌ : قلوبهم‌ معك‌ و سيوفهم ‌عليك‌ ، فإن ‌ّ أهل‌ الكوفة‌ كانوا في‌ الأغلب‌ علويين‌ ، و قلوب‌ العلويين‌ كانت‌ مع‌ الحسين‌ ، و لكن سيوفهم‌ انقلبت‌ عليه‌ ( عليه السلام ) ، و كثير من‌ الذين‌خرجوا في‌ جيش‌ ابن‌ زياد لقتال‌ الإمام الحسين‌ ( عليه السلام ) ، كانوا يحبّون‌ الحسين‌ ، و كانوا من‌ الذين‌ كتبوا إليه‌ يطلبون‌ منه‌ أن‌ يأتيهم‌ .
و الإنسان‌ رأي‌ ( عقل‌ ) ، و عاطفة‌ ( قلب‌ ) ، حب‌ و بغض‌ و موقف‌ ( إرادة‌ ) ، و هذه‌ الثلاثة‌ عندما تكون‌ منسجمة‌ و متكاملة‌ يكون‌ الإنسان قوياً ، فإذا تخالفت‌ و تضاربت‌ ضعف‌ الإنسان ، و اصبح‌ بذلك‌ أداة‌ طيّعة‌ بيد الطغاة‌ .
آخر مراحل‌ الردّة‌ :
لقد فات‌ الفرزدق‌ أن‌ يقول‌ ـ و كان‌ حرياً به‌ أن‌ لا يفوته‌ ذلك‌ ـ : إن‌ انسحاب‌ الإنسان يبتدي‌ أولاً و ثانياً من‌ الموقف‌ إلى اللاموقف‌ ، و من ‌اللاموقف‌ إلى الموقف‌ المضاد المعاكس‌ ، هذه‌ هي‌المرحلة‌ الأولى‌ و الثانية ‌من‌ الردّة‌ ، و المرحلة‌ الثالثة‌ إن‌ّ الموقف‌ المضاد يصادر الرأي‌ و الفكر ، و يوجّه‌ الإنسان إلى الرأي‌ الآخر و ينمّقه‌ له‌ ، و يوجّهه‌ حتى‌ يصادر الرأي ‌الأول‌ تماماً ، فينقلب‌ الرأي‌ إلى رأي‌ معاكس‌ ، و ينقلب‌ ( الحب‌ ) إلى ( بغض‌ ) ، و ينقلب‌ البغض‌ إلى الحب‌ ، و هذه‌ هي‌ المرحلة‌ الأخيرة‌ من‌ الردّة ‌التي‌ نسيها الفرزدق‌ ، و إذا غابت‌ عن‌ الفرزدق‌ هذه‌ المرحلة‌ الأخيرة‌ من‌الردّة‌ فإن القرآن‌ يسجّلها بوضوح‌ : ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ﴾[3] .
و من‌ إساءة‌ السوء أن‌ يحمل‌ الإنسان المؤمن‌ السيف‌ على الله و رسوله‌ و أولياء الله ، و يقاتلهم‌ في‌ الدفاع‌ عن‌ الطاغوت‌ ، فإذا فعل‌ ذلك‌ فإن ‌الله تعالى ‌يسلب‌ عنه‌ التصديق‌ و الإيمان‌ و الوعي‌ و الرأي‌ ، فيكذّب‌ بآيات‌ الله ، و إذا كذّب‌ بآيات‌ الله و رسوله‌ و أولياءه‌ ، عاداهم‌ و ابغضهم‌ ، و هذه‌ الردّة‌ الكاملة‌ .
عودة‌ الانسجام‌ في‌ الطرف‌ المعاكس‌ و الانقلاب‌ على الأعقاب‌ :
و هكذا يعود الانسجام‌ بين‌ البؤر الثلاث‌ لشخصية‌ الإنسان : ( العقل‌ ، القلب‌ ، الإرادة‌ ) ، أو ( الرأي‌ ، العاطفة‌ ، الموقف‌ ) بعد أن‌ انفلقت‌ الشخصية‌ و اختلّت‌ و ظهر عليها الارتباك‌ و القلق‌ ، يعود الانسجام‌ مرة‌ أخرى‌ إلى شخصية‌ الإنسان ، و لكن هذه‌ المرة‌ في‌ خط‌ معاكس‌ تماماً ، و في‌ اتجاه ‌سلبي‌ باتجاه‌ عداء الله و رسوله‌ و أوليائه‌ .
الأطوار الثلاثة‌ في‌ حياة‌ الإنسان :
و من‌ صور ذلك‌ نجد أن‌ّ هناك‌ ثلاثة‌ أطوار للإنسان‌ :
الطور الأول‌ : الانسجام‌ بين‌ القلوب‌ و السيوف‌ في‌ اتجاه‌ الحق‌ .
الطور الثاني‌ : التخالف‌ بين‌ القلوب‌ و السيوف‌ بين‌ الحق‌ و الباطل‌ .
الطور الثالث‌ : الانسجام‌ بين‌ القلوب‌ و السيوف‌ في‌ اتجاه‌ الباطل‌ .
الحالة‌ الأولى :
حالة‌ الانسجام‌ بين‌ القلوب‌ و السيوف‌ هي‌ حالة‌ فطرية‌ و سليمة ‌و صحيحة‌ ، و فيها تجتمع‌ البؤر الثلاث‌ : ( العقل‌ ، القلب‌ ، الإرادة‌ ) فتُرجم ‌العمل‌ بالإرادة‌ .
هذه‌ الحالة‌ هي‌ حالة‌ الانسجام‌ و الاستقامة‌ و القوة‌ ، لان‌ّ اجتماع‌ هذه‌ البؤر الثلاث‌ يمنح‌ الإنسان القوة‌ ، و هي‌ حالة‌ طبيعية‌ و فطرية‌ ، و هذه‌ البؤر الثلاث‌ تتبادل‌ التأثير فيما بينها ، و بعضها يؤثّر في‌ البعض‌ الآخر .
و من‌ آثار هذه‌ الحالة‌ : إن‌ّ الإنسان يعيش‌ مطمئنّاً لا يعاني‌ من‌ القلق‌ ، لان‌ّ الراحة‌ النفسية‌ ليست‌ في‌ الأمن‌ و الرفاه‌ ، و إنما في‌ الاّنسجام‌ بين‌ البؤر الداخلية‌ لشخصية‌ الإنسان باتجاه‌ الفطرة‌ ، و يتكامل‌ الإنسان في‌ هذه‌ الحالة‌ و ينمو بصورة‌ سويّة‌ .
الحالة‌ الثانية‌ :
هي‌ حالة‌ تخالف‌ القلوب‌ و السيوف‌ عندما تخضع‌ إرادة‌ الإنسان‌ لعامل‌ الترغيب‌ و الترهيب‌ من‌ ناحية‌ الطاغوت‌ ، و الطاغوت‌ يعمل ‌لاحتلال‌ البؤر الثلاث‌ جميعاً ، و أول‌ قلعة‌ تسقط‌ هي‌ قلعة‌ الإرادة‌ تحت‌ ضغط‌ الإرهاب‌ ، و هذه‌ هي‌ بداية‌ السقوط‌ و المرحلة‌ الأولى‌ من‌ الردّة‌ ، و يبقي‌ العقل‌ و القلب‌ مستقرّين‌ ، و إن أول‌ انهيار يصيب‌ الإنسان في ‌مواقفه‌ العملية‌ و الرسمية‌ و البارزة‌ هو استسلامه‌ لضغط‌ الطاغوت‌ .
و الحالات‌ التي‌ ذكرناها سابقاً تنعكس‌ ، فيفقد الإنسان الراحة‌ و حالة‌ الاطمئنان‌ و الانسجام‌ النفسي‌ ، و يعاني‌ من‌ القلق‌ و عدم‌ الانسجام‌ ، و يضعف‌ و يفقد صبغة‌ الله في‌ شخصيته‌ و يفقد النمو ، و هذه‌ المرحلة‌ هي ‌مرحلة‌ ( الضعف‌ ) في‌ شخصية‌ الإنسان ، و يعمل‌ الضمير في‌ استعادة ‌التوازن‌ و التعادل‌ و الانسجام‌ ، فإذا نجح‌ فلا بدّ أن‌ تعود الشخصية‌ إلى توازنها في‌ انسجامها ، وإلا فإن الإنسان يسقط‌ إلى المرحلة‌ الثالثة‌ ، و يدخل‌ الضمير في‌ صراع‌ عنيف‌ في‌ المرحلة‌ الثانية‌ ، و ينقسم‌ الناس‌ فيها إلى شطرين‌ : شطر من‌ نموذج‌ شخصية‌ ( الحرّ ) يملك‌ ضميراً سليماً قوياً يعيده‌ إلى الله مرة‌ أخرى ، و شطر من‌ نموذج‌ ( عمر بن‌ سعد ) لا يملك‌ الضمير القوي‌ فيسقط‌ إلى المرحلة‌ الثالثة‌ ( المرحلة‌ الثانية‌ من‌ السقوط‌ ) .
الحالة‌ الثالثة‌ :
في‌ هذه‌ الحالة‌ يعود الانسجام‌ مرة‌ أخرى بين‌ البؤر الثلاث‌ ، و لكن في ‌اتجاه‌ السقوط‌ و الباطل‌ ، و كأن‌ الإنسان في‌ داخله‌ يطلب‌ الانسجام‌ ، فإذا لم ‌يتمكن‌ في‌ اتجاه‌ الحق‌ و ضعف‌ الضمير من‌ استعادة‌ الانسجام‌ في‌ طرف‌الحق‌ّ ، فإن الانسجام‌ يعود في‌ طرف‌ الباطل‌ ، فيكون‌ قلب‌ الإنسان و عقله ‌باتجاه‌ إرادته‌ و عمله‌ ، و هذه‌ هي‌ مرحلة‌ الصفر من‌ سقوط‌ الإنسان يستفرغ‌ فيها ( الطاغوت‌ ) و ( الهوى‌ ) الضمير ، و يحتلاّن‌ ( العقل‌ ) و ( القلب‌ ) ، و عندئذٍ يحتل‌ الطاغوت‌ المعاقل‌ الثلاثة‌ جميعاً لشخصية‌ الإنسان ، إضافة ‌إلى‌ استفراغ‌ الضمير من‌ كل‌ ما أودع‌ الله تعالى‌ فيه‌ من‌ المقاومة‌ ، و هي‌ حالة‌ الصفر في‌ شخصية‌ الإنسان ، و عندئذٍ تنقطع‌ الرحمة‌ الإلهية‌ عن‌ الإنسان ، لان‌ّ الرحمة‌ تنزل‌ على الضمير و القلب‌ و العقل‌ و الإرادة‌ ، فإذا نفذت‌ و استهلكت‌ جميعاً و صُودرت‌ فلا يبقى موقع‌ لنزول‌ رحمة‌ الله ، و هذه‌ حالة‌ ( الكفر ) ، و هناك‌ حالة‌ أخرى‌ تحت‌ الكفر ( تحت‌ الصفر ) ، و هي‌ حالة‌ ( النفاق‌ ) ، و في‌ هذه‌ الحالة‌ تعود السيوف‌ إلى جانب‌ الحق‌ ، و لكن للمكر بالحق‌ و ليس‌ استجابة‌ له‌ ، تبقى‌ القلوب‌ متعلّقة‌ بالباطل‌ ، و هذه‌ الحالة‌ تحت ‌الكفر ، لان‌ّ القلوب‌ لا تزال‌ فاقدة‌ في‌ هذه‌ المرحلة‌ للإيمان‌ و الوعي ‌و النور ، و لذلك‌ يقول‌ الله تعالى‌ : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ... ﴾[4] .
آثار و نتائج‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ المجتمع‌ :
لظاهرة‌ الجزع‌ من‌ الموت‌ آثار سلبية‌ واسعة‌ على حياة‌ الإنسان فهي ‌تسلب‌ الناس‌ القدرة‌ على المقاومة‌ ، و تمكّن‌ منهم‌ الطاغية‌ ، و تستنفذ ما أودع‌ الله تعالى‌ في‌ ضمائرهم‌ من‌ مقاومة‌ و في‌ إرادتهم‌ من‌ قوّة‌ و في‌نفوسهم‌ من‌ وعي‌ ، و من ثم‌ّ تستفرغ‌ كل‌ ما أودع‌ الله تعالى‌ في‌ نفوس‌ الناس‌من‌ قيم‌ و أخلاق‌ و إرادة‌ و مقاومة‌ .
و هذه‌ الحالة‌ من‌ الاستفراغ‌ و الاستنفاذ هي‌ حالة‌ الاستخفاف‌ التي‌ يذكرها الله تعالى‌ في‌ منهج‌ تعامل‌ الطغاة‌ مع‌ الناس‌ : ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ ... ﴾[5] ، إن ‌ّ فرعون‌ لم‌ يكن‌ يقدر على تطويع‌ الناس‌ لإرادته‌ و سلطانه‌ ، لولا إنه‌ استنفذ ما أودع‌ الله تعالى‌ في‌ نفوسهم‌ من‌ قيم‌ و أخلاق‌ و مقاومة‌ و إرادة و ضمير ، و عندئذٍ يكون‌ وزن‌ الإنسان‌ خفيفاً ، و ينقلب‌ إلى حالة‌ عائمة‌ من‌ التبعية‌ الكاملة‌ للطاغية‌ ، و أساس‌ هذه‌ الحالة‌ الإرهاب و هي‌ الأداة‌ المفضّلة‌ لدى المستكبرين‌ ، و ( الجزع‌ من‌ الموت‌ ) و ( الخوف‌ ) هو التربة‌ الصالحة‌ لزرع‌ الإرهاب في‌ المجتمع‌ .
المناهج‌ التربوية‌ لمكافحة‌ هذه‌ الحالة‌ :
و اهم‌ّ هذه‌ المناهج‌ منهجان‌ :
1 ـ تقصير الأمل‌ في‌ الحياة‌ الدنيا .
2 ـ تركيز الشوق‌ إلى لقاء الله تعالى‌ .
وهما من‌ أفضل‌ المناهج‌ التربوية‌ لمكافحة‌ حالة‌ الجزع‌ و الرهبة‌ من‌ الموت‌ ، و هناك‌ مناهج‌ حركية‌ لا يسعنا المجال‌ استعراضها و الحديث‌ عنها .
و المنهج‌ الأول‌ هو تقصير الأمل‌ في‌ الدنيا ، و ترقيق‌ العلاقة‌ بالدنيا ، فإن ‌ّ شدّة‌ التعلّق‌ بالدنيا و طول‌ الأمل‌ فيها من‌ اكبر الاُصر و الأغلال‌ التي‌ تعيق‌ حركة‌ الإنسان إلى الله ، فإذا تحرّر الإنسان منها خف‌ّ للقاء الله تعالى‌ ، و لم‌ يرهبه‌ الموت‌ و لم‌ يعبا به‌ ، وقع‌ الموت‌ عليه‌ أم‌ وقع‌ هو على الموت‌كما قال‌ علي‌ الأكبر ( عليه السلام ) لأبيه‌ عندما قارب‌ كربلاء :
" روى‌ أبو مخنف‌ عن ‌عقبة‌ ابن‌ سمعان‌ قال‌ : لما كان‌ السحر من‌ الليلة‌ التي‌ بات‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) عند قصر بني‌ مقاتل‌ أمرنا الحسين‌ بالاستسقاء من‌ الماء ، ثم‌ّ أمرنا بالرحيل ‌ففعلنا ، فلما ارتحلنا عن‌ قصر بني ‌مقاتل‌ خفق‌ برأسه‌ خفقة‌ ثم‌ّ انتبه‌ و هو يقول‌ : إنا لله و انّا إليه‌ راجعون‌ ، و الحمد لله رب‌ّ العالمين‌ ، ثم‌ّ كرّرها مرتين‌ أو ثلاثاً ، فأقبل‌ إليه‌ ابنه‌ علي‌ بن‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) وكان‌ على فرس‌ له‌ .
فقال‌ : إنا لله و إنا إليه ‌راجعون‌ ، و الحمد لله رب‌ّ العالمين‌ ، يا أبت‌ ، جُعلت‌ فداك‌ مِم‌َّ استرجعت‌ و حمدت‌ الله ؟
فقال‌ الحسين‌ ( عليه السلام ) : يا بني‌ّ ، إني‌ خفقت‌ راسي‌ خفقة‌ فعن‌ّ لي‌ فارس‌ على فرس‌ ، فقال‌ : القوم‌ يسيرون‌ و المنايا تسري‌ إليهم‌ ، فعلمت‌ أنها أنفسنا نُعيت‌ إلينا .
فقال‌ له‌ : يا أبت‌ ، لا أراك‌ الله سوءاً ، السنا على الحق‌ ؟
قال‌ : بلى‌ و الذي‌ إليه‌ مرجع‌ العباد .
قال‌ : يا أبت‌ ، إذن‌ْ لا نبالي‌ ، نموت‌ محقّين‌ .
فقال‌ له‌ : جزاك‌ الله خير ما جزى‌ ولداً عن‌ والده‌ " .
و المنهج‌ الآخر تركيز الشوق‌ إلى لقاء الله من‌ خلال‌ الموت‌ ، فإن ‌ّالموت‌ للمؤمن‌ نافذة‌ إلى لقاء الله ، و لقاء الله للمؤمنين‌ لذّة‌ لا تفوقها لذّة‌ ، و الحياة‌ الدنيا تحجبه‌ عن‌ لقاء الله ، فإذا حل‌ّ به‌ الموت‌ زال‌ من‌ بصره‌ هذا الحجاب‌ ﴿ ... فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾[6] ، و عندئذٍ ينظر المؤمن‌ إلى أسماء الله و صفاته‌ الحسنى‌ و جلاله‌ و جماله‌ و جبروته ‌و كبريائه‌ تعالى‌ من‌ غير حجاب‌ ، و هو أعظم‌ اللّذات‌ عند المؤمنين‌ ، أين ‌منها الجنة‌ و نعيمها و حورها و ما خلق‌ الله فيها من‌ نعيم‌ ؟
و في‌ مكارم‌ الأخلاق‌ عن‌ رسول‌ الله ( صلى الله عليه و آله ) : " يا بن‌ مسعود ، قصّر املك‌ ، فإذا اصبحت‌ فقل‌ : إني‌ لا اُمسي‌ ، و إذا امسيت‌ فقل‌ : إني‌ لا اُصبح‌ ، و اعزم‌ على مفارقة‌ الدنيا ، و أحب‌ لقاء الله و لا تكره‌ لقاءه‌ ، فإن الله يحب‌ّ لقاء مَن‌ يحب‌ّ لقاءه‌ ، و يكره‌ لقاء من ‌يكره‌ لقاءه‌ " .
و عن‌ رسول‌ الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إن‌ّ النور إذا دخل‌ الصدر انفسح‌ .
قيل‌ : هل‌ لذلك‌ من‌ علم ‌يعرف‌ به‌ ؟
قال‌ : نعم‌ التجافي‌ عن‌ دار الغرور ، و الإنابة‌ إلى دار الخلود ، و الاستعداد للموت‌ قبل‌ نزوله‌ " .
و عن‌ علي‌ ( عليه السلام ) : " شوّقوا أنفسكم‌ إلى نعيم‌ الجنة‌ تحبّوا الموت‌ و تمقتوا الحياة‌ " .
مشهد من‌ مشاهد الاستماتة‌ في‌ الطف‌ :
و فيما يلي‌ استعرضُ‌ مشهداً واحداً من‌ مشاهد الاستماتة‌ و الاستهانة‌ بالموت‌ و التشوق‌ إلى لقاء الله في‌ الطف‌ ، و هو من‌ أروع‌ ما يعرفه‌ التاريخ‌ برواية‌ السيد المقرّم‌ في‌ ( المقتل‌ ) .
جمع‌ الإمام أصحابه‌ و أهل‌ بيته‌ ليلة‌ العاشر من‌ المحرّم‌ ، و طلب‌ منهم‌ أن‌ ينطلقوا في‌ رحاب‌ الأرض‌ و يتركوه‌ وحده‌ ، و قد أراد أن‌ يكونوا على ‌هدى‌ و بيّنة‌ من‌ أمرهم‌ ، فقال‌ لهم‌ :
" اُثني‌ على الله أحسن‌ الثناء ، و احمده‌ على السرّاء و الضرّاء ، اللّهم‌ إني‌ أحمدك‌ على‌ أن‌ أكرمتنا بالنبوّة‌ ، و جعلت‌ لنا أسماعاً و أبصاراً و أفئدة‌ و علّمتنا القرآن‌ ، و فقّهتنا في‌ الدّين‌ فاجعلنا لك‌ من‌ الشاكرين‌ .
أمّا بعد ، فإني‌ لا اعلم‌ أصحاباً أوفى‌ و لا خيراً من ‌أصحابي‌ ، و لا أهل‌ بيت‌ ابرّ و لا أوصل‌ من‌ أهل‌ بيتي‌ ، فجزاكم‌ الله جميعاً عني‌ خيراً ، ألا وإني‌ لأظن‌ يومنا من‌ هؤلاء الأعداء غداً ، و إني‌ قد أذنت‌ لكم‌ جميعاً فانطلقوا في‌ حل‌ِّ ليس‌ عليكم‌ منّي‌ ذمام‌ ، هذا الليل‌ قد غشيكم‌ فاتخذوه‌ جملاً ، و ليأخذ كل‌ رجل‌ منكم‌ بيد رجل‌ من‌ أهل‌ بيتي‌ فجزاكم‌ الله جميعاً ، ثم‌ تفرّقوا في‌ البلاد في‌ سوادكم‌ و مدائنكم‌ حتّى يفرّج‌ الله فإن القوم‌ إنما يطلبونني‌ ، و لو أصابوني‌ لَهَو عن‌ طلب‌ غيري‌ " .
جواب‌ أهل‌ بيته‌ :
و لم‌ يكد يفرغ‌ الإمام من‌ كلماته‌ حتّى هبّت‌ الصفوة‌ الطيّبة‌ من‌ أهل ‌بيته‌ ، و هم‌ يعلنون‌ اختيار الطريق‌ الذي‌ يسلكه‌ ، و يتّبعونه‌ في‌ مسيرته‌ و لا يختارون‌ غير منهجه‌ ، فانبروا جميعاً و عيونهم‌ تفيض‌ دموعاً ، قائلين‌ :
" لِم‌َ نفعل‌ هذا ؟ لنبقيى بعدك‌ ؟ لا أرانا الله ذلك‌ أبداً " .
بداهم‌ بهذا القول‌ أخوه‌ أبو الفضل‌ العبّاس‌ ، و تابعته‌ الفتّية‌ الطيّبة‌ من ‌أبناء الاُسرة‌ النبويّة‌ ، و التفت‌ الإمام إلى أبناء عمّه‌ من‌ بني‌ عقيل‌ فقال‌ لهم‌ :
" حسبكم‌ من‌ القتل‌ بمسلم‌ ، اذهبوا فقد أذنت‌ لكم‌ " .
و هبّت‌ فتية‌ آل‌ عقيل‌ تتعالى‌ أصواتهم‌ قائلين‌ بلسان‌ واحد :
" وما نقول‌ للناس‌ ؟ نقول‌ : تركنا شيخنا و سيّدنا و بني‌ عمومتنا خير الأعمام‌ ، و لم‌ نرم‌ معهم‌ بسهم‌ ، و لم‌ نطعن‌ معهم‌ برمح‌ ، و لم‌ نضرب‌ بسيف‌ ، و لا ندري‌ ما صنعوا ؟ لا والله لا نفعل‌ ، و لكننا نفديك‌ بأنفسنا و أموالنا و أهلينا ، و نقاتل‌ معك‌ حتّى‌ نرد موردك‌ ، فقبّح‌ الله العيش‌ بعدك‌ " .
جواب‌ أصحابه‌ :
إنبري‌ مسلم‌ بن‌ عوسجة‌ و دموعه‌ تتبلور على وجهه‌ ، فخاطب‌ الإمام قائلاً :
" أ نحن‌ نخلّي‌ عنك‌ ؟ و بماذا نعتذر إلى الله في ‌أداء حقك‌ ؟ أما والله لا اُفارقك‌ حتّى‌ أطعن‌ في‌ صدورهم‌ برمحي‌ ، و أضرب‌ بسيفي‌ ما ثبت‌ قائمه‌بيدي‌ ، و لو لم‌ يكن‌ معي‌ سلاح‌ اُقاتلهم‌ لقذفتهم‌ بالحجارة‌ حتّى‌ أموت ‌معك‌ " .
و تكلّم‌ سعد بن‌ عبد الله الحنفي‌ قائلاً : " والله لا نخلّيك‌ حتّى‌ يعلم‌ الله إنّا قد حفظنا غيبة‌ رسوله‌ فيك‌ ، أما والله لو علمت‌ أني‌ اُقتل‌ ، ثم‌ّ أحيا ، ثم‌ّ اُحرق‌ ، ثم‌ اُذرى‌ ، يفعل‌ بي‌ ذلك‌ سبعين‌ مرّة‌ لما فارقتك‌ حتّى القى‌ حمامي‌ دونك‌ ، و كيف‌ لا افعل‌ ذلك‌ و إنما هي‌ قتلة‌ واحدة‌ ، ثم‌ هي‌ الكرامة‌ التي‌ لا انقضاء لها ابداً " ؟
و قال‌ زهير : " والله لوددت‌ انّي‌ قُتلت‌ ثم‌ نُشرت‌ ، ثم‌ قتلت‌ حتّى ‌اُقتل‌ كذا ألف‌ مرّة‌ ، و إن الله عزّ و جل‌ يدفع‌ بذلك‌ القتل‌ عن‌ نفسك‌ و عن ‌أنفس‌ هؤلاء الفتيان‌ من‌ أهل‌ بيتك‌ ... " .
و انبري‌ بقية‌ أصحاب الإمام فأعلنوا الترحيب‌ بالموت‌ في‌ سبيله‌ و التفاني‌ في‌ الفداء من‌ اجله‌ ، فجزَّاهم‌ الإمام خيراً ، و أكَّد لهم‌ جميعاً أنهم‌سيُلاقون‌ حتفهم‌ فهتفوا جميعاً :
" الحمد لله الذي‌ أكرمنا بنصرك‌ ، و شرّفنا بالقتل‌ معك‌ ، أو لا نرضى‌ أن‌ نكون‌ معك‌ في‌ درجتك‌ يابن‌ رسول‌ الله ؟ " .
لقد اختبرهم‌ الإمام فوجدهم‌ من‌ خيرة‌ الرجال‌ صدقاً و وفاءً ، قد أشرقت‌ نفوسهم‌ بنور الإيمان‌ ، و تحرّروا من‌ جميع‌ شواغل‌ الحياة‌ ، و كانوا ـ فيما يقول‌ المؤرخون‌ ـ في‌ ظمأ إلى الشهادة‌ ليفوزوا بنعيم‌ الآخرة‌ .
و قال‌ محمد بن‌ بشير الحضرمي‌ ـ و كان‌ قد بلغه‌ أن‌ّ ابنه‌ قد اُسر بثغر الرّي‌ ـ فقال‌ : ما اُحب‌ أن‌ يؤسر ابني‌ و انا ابقى‌ بعده‌ حيّاً ، فاستشعر الإمام من ‌هذه‌ الكلمات‌ رغبته‌ في‌ إنقاذ ابنه‌ من‌ الأسر ، فأذن‌ له‌ في‌ التخلي‌ عنه‌ قائلاً : أنت‌ في‌ حل‌ّ فاعمل‌ في‌ فكاك‌ ولدك‌ .
فقال‌ : " أكلتني‌ السباع‌ حياً إن ‌فارقتك‌ ... " .
فلمّا أن‌ استوثق‌ الحسين‌ من‌ إقبالهم‌ على الموت‌ و عزمهم‌ على ‌الشهادة‌ في‌ سبيل‌ الله قال‌ لهم‌ : " يا قوم‌ ، إني‌ غداً اُقتل‌ ، و تقتلون‌ كلكم‌ معي‌ ، و لا يبقى منكم‌ واحد " .
فقالوا : الحمد لله الذي‌ أكرمنا بنصرك‌ ، و شرّفنا بالقتل‌ معك‌ ، أولا ترضى‌ أن‌ نكون‌ معك‌ في‌ درجتك‌ يابن‌ رسول‌ الله ؟
فقال‌ : جزاكم‌ الله خيراً ، و دعا لهم‌ بخير .
فقال‌ له‌ القاسم‌ بن‌ الحسن‌ ( عليه السلام ) : " و أنا فيمن‌ يُقتل‌ ؟
فأشفق‌ عليه‌ ، فقال‌ : يا بنيَّ كيف‌ الموت‌ عندك‌ ؟
قال‌ : يا عم‌ احلي‌ من‌ العسل‌ " .
فقال‌ : إي‌ والله فداك‌ عمّك‌ ، إنك‌ لأحد مَن‌ يُقتل‌ من‌ الرجال‌ معي‌ بعد أن‌ تبلوَ ببلاء عظيم‌ ، و ابني‌ عبد الله ( الرضيع‌ ) " .


[1]القران الكريم : سورة الجمعة ( 62 ) ، الآية : 6 و 7 ، الصفحة : 553 .
[2]القران الكريم : سورة الانفطار ( 82 ) ، الآية : 13 و 14 ، الصفحة : 587 .
[3]القران الكريم : سورة الروم ( 30 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 405 .
[4]القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 145 ، الصفحة : 101 .
[5]القران الكريم : سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية : 54 ، الصفحة : 493 .
[6]القران الكريم : سورة ق ( 50 ) ، الآية : 22 ، الصفحة : 519 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستماتة‌ و الجزع‌ من‌ الموت‌ في‌ ساحة‌ عاشوراء(بحث)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شمس خلف السحاب :: دراسات وبحوث اسلامية-
انتقل الى: