المظومة الفكرية

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الأنسان مالم يعلم علم الأنسان مالم يعلم وصلى الله على عبده وحبيبه محمد أفضل من عَلَم وعَلَّم وعلى اله واصحابه المتأدبين بآدبه وسلم تسليما ، واللعنة الدائمةعلى أعدائه أجمعين .
امابعد :-
حبا وكرامة لمحمد وال محمد ( صلوات الله عليهم اجمعين ) اقدم هذا البحث البسيط لعلي أصل الى المطلوب، ونبدء بقوله جل جلاله :- {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
قبل الشروع بهذا البحث البسيط نحتاج الى مقدمة حتى تكون الصورة الذهنية متهيئة للطرح ان شاء الله ،
أن الله سبحانه وتعالى أعلم بالمصالح والمفاسد قبل وقوعها لذا يُنبه عياله عن طريق الحجة في كل زمان حتى لايكون للناس حجة على الله كما جاء بقوله جلت قدرته: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء165
الشاهد تارة يكون الأمر او البعث نحو عمل ما او فعل ما وأن هذا العمل اوهذا الفعل فيه ملاك المصلحة والطهارة للمنظومة الفكرية والروحية والأخلاقية والجسدية وفيه الثواب والجنان والسعادة للدراين وفيه مرافقة الأنبياء والأوصياء والصديقين والشهداء ،
وتارة يكون الردع او الزجر عن اقتحام عمل ما او فعل ما وان هذا العمل اوهذا الفعل فيه ملاك المفسدة والنجاسة للمنظومة الفكرية والروحية والأخلاقية والجسدية وفيه الأنخراط والسفال مع الهوى والنفس والشيطان والويل العقاب والنار والسعير بئس المصير
وتارة لابعث ولازجر لأن ملاك المصلحة والمفسدة متساويين ، هذا أولاً
اما ثانياً:- أن كل ماجاء بالكتاب والسنة من ارشادات او أوامر او نواهي او ماشابه ذلك لها مصاديق في كل زمان غير مقيدة بعصر ما او امة ما مثلا قوله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31 ان شاء الله اصبح المقصود واضح نحن نبحث عن المصاديق وان سنة الله وكلماته واحدة لاتبديل لها كما جاء بقوله تعالى : {اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43
وقال جلت قدرة :- {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
وبهذا يكون ملاكان في للأية المباركة
الملاك الأول :- ملاك المصلحة الشديدة
قبل معرفة ذلك علينا ان نعرف ماهو المقصود بالصراط المستقيم كما جاء بقوله تعالى :- {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ..} ان الكلام بهذا اللحاظ كثير من حيث الأشارة ليس للبعيد وانما للقريب لكن قول الفصل عند الأمام الصادق( عليه السلام ) حيث قال :- ( في الصراط يعني ارشادنا إلى لزوم الطريق المؤدي الى محبتك ، والمبلغ الى جنتك والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك )، وفي كل زمان من هو ياتي الناس لأرشادهم بلزوم الطريق المؤدي الى محبة الله سبحانه وتعالى ويبلغ الناس بالعقاب والثواب والذي يمنع الناس عن اتباع النفس التي لاضابط يضبطها ولانظام يحكم بها ، أذن هذا أشارة الى الحجة القريب وفي هذا الزمان تكون الأشارة من له الفصل والقضاء بين الناس وهو( المجتهد الجامع للشرائط ) والذي ينوب عن المعصوم في اصدار الحكم الشرعي كون الأمام المعصوم (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) في تكليف من الله جل جلاله
وان قِبال الأستقامة الأعوجاج والخروج عن الجادة المقدسة والعصيان لله ولرسوله وكما جاء بقوله جلا جلاله :- {إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }الجن23 أذن في كلمة فاتبعوه فهي صيغة فعل الأمر دالة على الوجوب اللزومي بقرينة كلامه الكريم سبحانه وتعالى :- {... فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا} والقرينة الأخرى حديث الأمام ( سلام الله عليه) {.....أو ناخذ بآرائنا فنهلك} والنتيجة :- قوله تعالى :- :- {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ..}
هو اتباع المجتهد الجامع للشرائط لأن فيه ملاك المصلحة والطهارة للمنظومة الفكرية والروحية والأخلاقية والجسدية وفيه الثواب والجنان والسعادة للدراين وفيه مرافقة الأنبياء والأوصياء والصديقين والشهداء
الملاك الثاني :- فيها ملاك المفسدة الشديدة
ان في لفظ كلمة السبيل تارة تاتي للنجاة وتارة تاتي للهلاك وكل منهما يُعرف بالقرينةوالدليل او الشاهد قوله سبحانه وتعالى :- {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }لاحظ قرينة النجاة هو لفظ الجلاله وقرينة الهلاك لفظ الشيطان ، اما قرينة اية البحث لا الناهية (لاتتبعوا) اي نهي عن اتباع السبل وما اكثر السبل في الوقت الحالي من حركات مزيفة باطلة جوفاء سقيمة هدفها النيل من رداء الأمامة والتزعم على رقاب المسلمين حبا بالمال والسلطان وتلبيتا لأسيادهم وهي قديمة حديثة من حيث الكذب والأفتراء ، وأن السُبل هي التي تؤدي الى تمزيق الصف والتفرقة والتشتيت والطائفية والفئوية ............ ، ونقطع بان السبيل واحد والصراط واحد المبدأ واحد والقانون واحد والنظام واحد والقائد واحد والكتاب المرسل واحد ...............--، وبهذا قد بان ان قوله جلت قدرته :- {............. وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 فيه ملاك المفسدة والنجاسة للمنظومة الفكرية والروحية والأخلاقية والجسدية وفيه الأنخراط والسفال مع الهوى والنفس والشيطان والويل العقاب والنار والسعير بئس المصير

البحث عن المنظومة الفكرية
ان الذين لا يريدون علوا في الأرض ولافسادا
يعتمدون العقل وهو مظومتهم الفكرية وهو الحاكم والقاضي في تميز وتشخيص المصلحة من المفسدة وهو المسؤول الوحيد في انقاذ مملكتهم البدنية، فعليهم ان يبحثوا عن متانة المنظومات الفكرية التي تحيط بهم ويستخلصوا الأقوى من تلك المنظومات بالدليل والبرهان للكتاب والسنة لاعتمادهم على الرجال كما قال الأمام الصادق ( عليه السلام ) (( من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول))،
وان هذا يثبت بالفطرة والعقل قبل الشرع من حيث ذهاب الناس الى اقوى منظومة فكرية لعلاجهم جسمانيا ،والدراسة تحت اقوى منظومة فكرية لضمان نجاحهم اكاديميا ،والذهاب الى اقوى منظومة فكرية لتشيد بيوتهم واكمال عماراتهم وجسورهم ،والبحث عن زوجة او زوج متكامل فكريا و......................................اذن لماذا لانبحث عن اقوى منظومة فكرية لضمان أخرتنا ؟؟!!!
النتيجة :- البحث عن اقوى منظومة فكرية والأنطواء تحت اوامرها والعمل بها
فيها ملاك المصلحة الشديدة من
الطهارة الفكرية والجسدية والروحية والنفسية والأخلاقية والأنتصار لجميع الأنبياء والأوصياء والصدقين والشهداء ومرافقة قائم الى محمد ( صلوات الله عليه وعلى اله) في الدنيا والأخرة

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله اجمعين
نسالك الدعاء