عدد المساهمات : 5 نقاط : 15 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: مواقف أبي ذر السبت نوفمبر 16, 2013 4:15 pm
اللهم صلِ على محمد و آل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
من مواقف أبي ذر – رضوان الله عليه –
- في مواجهة التضليل قال : كنت بالشام فأختلف أنا و معاوية في هذه الآية : { الذين يكنزون الذهب و الفضة } ، فقال : نزلت في أهل الكتاب ، فقلت : فينا و فيهم ! كان معاوية يريد تضليل الناس بتحديد القرآن لوقت نزوله ، و مورده فقط ، بينما كان أبو ذر الذي صحب رسول الله منذ بدء الدعوة ، يرفض هذا التغيير الكيفي التضليلي ، ليؤكد شمول القرآن لكل مجتمع ، في كل زمان و مكان . - في مواجهة الجوع يقول أبو ذر: " عجبت لمن لا يجد قوتأً في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفيه" أجل ، فالفقر لا يعالج بالموعظة فقط ، و لكن بالقوة في مواجهة الأغنياء ، و ذلك لأنه ( ليست هناك نعمة موفورة إلا و إلى جانبها حق مضيع ) . - في مواجهة الإغراء بالسلطة ُعرضت على أبي ذر إمارة بالعراق ، فقال : " لا و الله لن تميلوا عليّ بدنياكم أبداً " . مرة لقيه أبو موسى الأشعري فقال له : " مرحباً أبا ذر . . مرحباً أخي . فيقول : له أبو ذر : لست بأخيك ، إنما كنت أخاك قبل أن تكون والياً و أميراً " . و مرة احتضنه أبو هريرة ، فنحاه أبو ذر قائلا : " إليك عني ألست و ليت الإمارة ؟ فتطاولت بالبنيان ، و اتخذت لك ماشية و زرعاً ؟! " - الاستقامة يقول أبو ذر : " و الله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، لسمعت و أطعت و صبرت و احتسبت ، و رأيت أن ذلك خير لي . و يقول أيضاً : " و الذي نفسه بيده ، لو وضعتم السيف فوق عنقي ثم ظننت اني منفذٌ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها " . - المجتمع في مواجهة الظالمين على أبواب الشام وقف يودع أهلها . . . و كان جمع غفير من الطيبين قد تجمهروا لوداعه في مظاهرة واضحة على جور معاوية – وإلى الخليفة في البلاد . هناك وقف أبو ذر يخطب فيهم قائلاً : " أيها الناس : إني موصيكم بما ينفعكم ، و تارك الخطب و التشقيق . احمدوا الله عز وجل . فقال الناس : الحمد لله . ثم قال : أشهد أن لا إله الله و أن محمد عبده و رسوله ، فأجابوه بمثل ما قال . فقال : أشهد أن البعث حق ، و أن الجنة حق ، و أن النار حق و اقر بما جاء من عند الله و أشهدوا عليّ بذلك . فقال الناس : نحن على ذلك من الشاهدين . قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله و كرامته ما لم يكن للمجرمين ظهبراً ، و لا لأعمال الظلمة مصلحاً ، و لا لهم معيناً . أيها الناس : اجمعوا مع صلاتكم و صومكم غضاً لله عز وجل إذا عصي في الأرض ، و لا ترضوا أئمتكم بسخط الله ، و إن أحدثوا ما تعرفون فجانبوهم ، و ازرئوا عليهم ، و إن عذبتم و حرمتم و سيرتم ، حتى يرضى الله عز وجل ، فإن الله أعلى و أجل ، و لا ينبغي أن يسخط برضى المخلوقين ، غفر الله لي و لكم . استودعكم الله ، و أقرء عليكم السلام و رحمة الله . - في مواجهة الموت عندما توفى ولده ( ذر ) في منفى الربذة من الجوع و العطش ، وقف على قبره قائلاً : " رحمك الله يا ذر و الله كنت بي باراً ، ولقد قُبضت وأني عنك لراض ، أما و الله ما بي من فقدك ، و ما بي غضاضة ، و ما لي أحدٌ سوى الله من حاجة ، و لولا هول المطلع ، لسرني أن أكون مكانك ، و لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، و الله ما بكيت لك ، و لكن بكيت عليك ، فليت شعري ماذا قلت و ماذا قيل لك ( إشارة إلى سؤال منكر و نكير ) ، اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي ، فهبني له ما افترضت عليه من حقك ، فأنت أحق بالجود مني . " /البحار ص435 .