إن الكلام ترجمان يُعبر عن سريرة الإنسان, و يُظهر ماهو مكنون في نفسه و ضميره,
فللكلمة أهمية كبيرة في حياة الإنسان وسلوكه و تصرفاته, و إنما هي تكتسب معناها من
نفس قائلها لا من ذاتها, حين ينطق بها فإنها تحكم عليه أكثر مما يحكم هو عليها,
و الكلمة حين تكون معقولة فإنها تُوضح حقا أو تُبطل باطلا أ, تُنشر حكمة أو تذكر نعمة,
و أما حين تكون هوجاء طائشة فإنها قد تكشف عن جهل أو تُسبب ضررا
أو تُذيع سرا أو تُتلف نفسا.
فالكلام دليل قاطع على شخصية الإنسان, و العاقل من لا ينطق لسانه بكلمة إلا بعد طول تفكير
وروية, أما الأحمق فهو من تسبقه زلاتلسانه فتسقطه في شركها,
ومن هذا المنطلق كان قول الإمام علي عليه السلام:
"الإنسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه"