الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
ترى كيف يمكن للانسان ان يحصل على هذه البصيرة ، ولماذا حجبت بصائر البعض من الناس ، ولماذا لاينفذون الى اسماء الله وصفاته ولايزدادون معرفة من خلال النظر الى آياته فتكثر امامهم العبر ولكنهم لايعتبرون بواحدة منها حتى تعمى بصائرهم { وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الاَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } (الاسراء / 72) ، وكيـف يتميـز المؤمنون بالبصيرة النافـذة كما يقـول - تعـالى - : { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِاَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّـاً وَعُمْيَاناً } (الفُرْقان/73) وكيف يتميزون بأنهم : { إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (الانفال/2) ، وهناك ايضا سؤال آخر واخير وهو : كيف يكون بمقدورنا بلوغ ذلك المستوى الذي يقول عنه الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) : " ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله ومعه وبعده " ؟؟
اننا عندما نرى آثار رحمة الله - عز وجل - في الكون ننظر الى الارض حين تخضر ، والنباتات عندما تنمو وتربو وتحصد ، والانسان حينما يترعرع ويشيب ثم ينكسه الله الى ارذل العمر ليموت ويدفن ... فان كل ما في الحياة يتحول بالنسبة الينا الى مدرسة ومنهل للمعرفة والحكمة ، وبالتالي الى معراج روحي ووسيلة للتكامل والتسامي في حياتنا ، اما كيف يمكننا ان نصل الى هذه الدرجة الرفيعة فان القرآن الكريم يجيبنا على ذلك المرة بعد الاخرى في آيات عديدة منها قوله - تعالى - : { تَبْصِرَةً وَذِكْـرَى لِكُـلِّ عَبْـدٍ مُنِيبٍ } (ق/
.