اثبات قبض الله بنفسه لروح الامام الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

يستمر الغباء الوهابي بفضح نفسه وذلك في كل اعتراض يظهرونه على الموروث الروائي الشيعي ومن هذه الاعتراضات الباردة اعتراضهم على رواية نقلت في ان عزرائيل اعتذر بل رفض قبض روح الامام الحسين عليه السلام مما دفع البعض لانكار هذا الامر اشد الانكار وراحوا يشنعون على القائل به ونحن هنا اذ نثبت ما قاله المتقدمون من عدم وجود الرواية المتقدمة في الموروث الشعي وانها قد تكون من تأليف بعض الشعراء او المندسين بالإضافة الى مخالفتها صريح القران الكريم في عصمة الملائكة عن مخالفة أوامر الله تبارك وتعالى ((لا يعصون الله ما امرهم وهم بأمره يعملون))(1) نقول ان هناك رواية معتبرة في كتاب كامل الزيارات تفيد تولي الله تبارك وتعالى بنفسه قبض روح الامام الحسين عليه السلام وليس ذلك فقط بل كل من كان معه من اهل بيته واصحابه ونحن نذكر مقطع من الرواية لطولها:
" اطيب بقاع الارض واعظمها حرمة، وانها من بطحاء الجنة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك واهله واحاطت به كتائب اهل الكفر واللعنة تزعزعت الارض من اقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بامواجها، وماجت السماوات باهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافي به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شئ من ذلك الا استأذن الله عزوجل في نصرة اهلك المستضعفين المظلومين، الذين هم حجة الله على خلقه بعدك. فيوحي الله الى السماوات والارض والجبال والبحار ومن فيهن: اني انا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع، وانا اقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزتي وجلالي لا عذبن من وتر رسولي وصفيي، وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم اهل بيته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والارضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك، فإذا برزت تلك العصابة الى مضاجعها تولى الله عزوجل قبض ارواحها بيده، وهبط الى الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة من ماء الحياة، وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء والبسوها الحلل، وحنطوها بذلك الطيب صلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث الله قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون اجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، يكون علما لاهل الحق وسببا للمؤمنين الى الفوز، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة،....."(2)

وهنا نسأل ماهو الاشكال حول هذه الرواية؟
فالرواية قد تخلصت من الاشكال السابق وهو رفض او اعتذار عزرائيل عليه السلام من قبض الامام الحسين عليه السلام فالرواية خالية منه كما ترى .
فلم يبق الا ما قد يتوهم من ان انحصار قبض الأرواح بعزرائيل عليه السلام وهذه الرواية تخالفه؟
والجواب:
لا وجه لهذا الحصر وقد نسب الحق سبحانه توفي الانفس الى نفسه تارة والى عزرائيل أخرى والى معاوني عزرائيل تارة ثالثة فلا وجه لهذا الحصر قال تعالى:
1. (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ اتالَّتِي. قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الالالْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
2. (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
3. (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لايفرطون) .
هذا أولا وثانيا نسأل من هو الذي يتولى قبض روح عزرائيل عليه السلام بناء على قوله تعالى ((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام)) وقوله تعالى: ((كل شيء هالك الا وجهه)) وقوله تعالى: ((هو الأول والأخر))
اليس هو الله تبارك وتعالى كما هو صريح الروايات!!
فاذا كان الله تبارك وتعالى هو من يتولى قبض روح عزرائيل عليه السلام فما وجه الاعتراض على قبض روح من هو اعظم عند الله من عزرائيل عليه السلام وهو الامام الحسين!!!

(1) سورة التحريم: آية 6.
(2) كامل الزيارات لأبن قولويه القمي في الباب الثامن والثمانون في فضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام.ص 447.