جمعية سورية لمحاربة العزوبية!

تنظم جمعية سورية حملات واسعة في القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت العربية تدعو إلى الزواج والعفة، وتقدّم خدمات مجانية للتعارف بين الجنسين لتسهيل الزواج بطرق شرعية، وقد شارك في هذه الحملات مجموعة من رجال الأعمال السوريين ورجال الدين و كبار المثقفين المهنيين كالأطباء والمحامين.
وقد أشار خليل الريس رئيس مجلس إدارة الجمعية لـ"رويترز" أن هدف الجمعية والتي شعارها " "دعمكم للفضيلة إضعاف للرذيلة"، هو محاربة العزوبية والحض على التعارف بالاعتماد على نظرة إسلامية أخلاقية معاصرة في مثل هذه الأمور، مشيراً إلى أن الإسلام دين معتدل ومتوازن يتعامل مع كل معطيات الحياة الحديثة، وأن الجمعية قد استعانت بعلماء دين أجلاء لدعمها وبناء الآلية الأنسب شرعيًا لمثل هذا العمل.
ووصف " الريس " المجتمع العربي بأنه مجتمع محافظ؛ لهذا فالجمعية تلتزم الضوابط الشرعية ، وتقدم ما يخدم البلاد والمسلمين، مؤكدًا أن الشباب العربي وخاصة السوري ( مهمل ) والزواج هو مشكلته الأكبر؛ لهذا قررت الجمعية تقديم الخدمات اللازمة لهذه الفئة ، خاصة وأن أغلبية الجمعيات الأخرى تخدم الفقراء والمحتاجين والمعاقين ولا أحد يهتم بالشباب."
وأشار أن الجمعية تلقت حتى الآن 190 طلبًا تمت تلبية 60 منها وصرف 1.2 مليون ليرة (24 ألف دولار) مساعدات بحسب البيانات المنشورة ، وأنها تقوم بعمل المحاضرات لشرح كيفية إنجاح الحياة الزوجية وسبل تحقيقها عند الرجل أو المرأة في ظل موجة العري والخلاعة التي يشهدها المجتمع العربي سواء بالتليفزيون أو السينما وحتى الشوارع ، وما يعانيه من فوضى اجتماعية تقود إلى التشرد الجنسي.
ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة العزوبية انتشرت بشدة عند الشباب العربي في هذه الأيام بشكل كبير، حيث يتبين من الإحصاءات الواردة في عدد من البلدان العربية أن حوالي ثلثي الشباب العربي اختاروا العزوبية بدلاً من الزواج لأسباب عديدة منها النفسي والاجتماعي والاقتصادي. "ولم يعد الزواج ذلك الحلم الذي ينتظره الشاب والفتاة لتحقيق أمنية العمر بعدما دخلت على خط الزواج عوامل عديدة أفقدته وهجه، ولم يعد للعنوسة ذلك الأثر السيئ على الشباب والشابات.
ولهذه الظاهرة قراءات تحليلية متعددة لكنها كلها أجمعت على أن العزوبية باتت خياراً عند الشباب.
أولاً: بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشباب وما تسببه من غياب فرص العمل، والمغالاة في المهور والبذخ في الأفراح، وتفاوت المستوى التعليمي بين الشاب والفتاة، فأحجم الشباب عن الفتاة المتعلمة التي باتت أكثر استقلالية وتحرراً وقوة شخصية ورفضت هي بالتالي الاقتران بمن هو أقل منها.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الانفتاح الذي شهدته الدول العربية على المجتمعات الأخرى جعل العلاقات الاجتماعية المفتوحة وغير المقيدة تتفوق على فكرة الزواج لدى الجنسين، ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى انتشار العزوبية ظهور أشكال أخرى للارتباط مثل الزواج العرفي ، والذي يعد ظاهرة نارية تنتشر في هشيم الشباب العربي .
وفى تقرير لجمعية تنظيم الأسرة السورية صدر مؤخرًا أن معدلات العزوبية في البلاد ارتفعت من 33 في المائة عام 1970 إلى 43 في المائة عام 2003 لأسباب منها ارتفاع أسعار السكن وزيادة معدلات البطالة.