بطلان حديث ابو بكر وعمر بمنزلة هارون من موسى

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع الجميع يعلم بقبح الكذب بصورة عامة وانه من الأفعال الذميمة عقلاً وشرعاً ولا اعتقد احد ينكر هذا ,
وحينما نرجع الى القران الكريم نجد ان القران كتاب صدق من الله تبارك وتعالى حيث يأمرنا باتباع الصادقين في كثير من الآيات القرآنية المباركة منها :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } - التوبة - الآية - 119
فهذه الآية صريحة في اتباع الصادقين .
كما ان الله وصف أنبياءه وأوصياءه بالصادقين كما في كثير من السور القرآنية أمثال :{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا } - مريم - الآية - 41
وفي المقابل نهانا الله ان نكون من الكاذبين اومع الكاذبين واكد هذا المعنى الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) في كثير من الاحاديث التي روتها الشيعة والسنة ومارواه مسلم في مقدمة صحيحة حيث يقول : إنَّ كذبًا عليَّ ليسَ كَكذبٍ على أحدٍ . فمن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه منَ النَّار . مقدمة صحيح مسلم ص 4
بعد هذه المقدمة ناتي الى احد الاحاديث التي قد وضعها الأعلام الأموي لصالح من اغتصب حق الخلافة من اهلها .
وان كان الحديث بحد ذاته غير مقبول عقلاً لكن نريد طرحة ومناقشته لكي نعرف مدى تعارضة مع العقل والنقل :
والحديث كما يرويه ابن منظور في ( مختصر تاريخ دمشق ) وغيره:
يقول :عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى". انتهى
بغض النظر عن سند هذا الحديث نأتي إلى معنى الحديث وهو :هل ان ابا بكر وعمر كانا لرسول الله بمنزلة هارون من موسى ؟مع ان هناك كثير من الاحاديث الصحيحة التي تقول كثير ماوقع خلاف بين ابي بكر وعمر ورسول الله وكثيرا ما يعترضان على رسول الله في الأحكام وخصوصاً في الحروب فكيف هم بمنزلة هارون من موسى مع ان هارون معصوم ولم يخطأ مع موسى خطأ واحد وكان طوع امره طيلة حياته ؟ .
وثانياً ان هارون كان معصوم ونبي فحينما كان بهذه المنزلة عند نبي الله موسى فجعله الله وزيرا وخليفة لموسى ومعلوم ان المعصوم لا يصدر منه ادنى خطأ وهذا ما لا نجده عند أبي بكر وعمر اطلاقاً لانهما ولدا في الجاهلية وعبدوا الأوثان بل حتى بحياتهما مع رسول الله لم يدعي منهما انه معصوم فكيف يكونا بمنزلة رسول الله المعصوم الطاهر المطهر ؟؟.
ثالثاً لو سلمنا جدلاً ان رسول الله قال لهم أنكما مني بمنزلة هارون من موسى فمن ياترى هو الخليفة الأسبق هل عمر ام أبا بكر باعتبار انهما متساويان المنزلة وترجيح بدون مرجع معيب ؟؟. والخليفة يكون واحد لا اثنان وبالتالي فان هذه الرواية صريحة الكذب والافتراء على الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله ) بل ماذا يقولون بالروايات التي أوردها علمائهم في مصادرهم المعتبرة ان رسول الله قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام ) ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى ))؟.
وبالتالي نعرف ان هذه الحديث المزور والموضوع على رسول الله (صلى الله عليه واله ) يراد به إعطاء الشرعية ولو من طريق الكذب والافتراء لأناس قد اغتصبوا حق غيرهم .