كيف يكون شعور أحدنا وما هي ردة فعله لو طلب منه العمل في أحد الاضرحة المقدسة أو المواكب الموضوعة لخدمة الزائرين أو خدمة الحجاج والمعتمرين وقضاء حوائجهم وتسهيل أمورهم ليوم أو لأيام مجانا وبلا مقابل سوى طلب الأجر والثواب من الله تعالى ؟؟
اتوقع ان يكون الجواب من الغالب أن لم يكن الجميع بالقبول والاستئناس والرضى
فاذا كان كذلك لماذا لا نقوم بهذه الخدمة او اقل منها للمؤمنين خارج تلك الأماكن والتجمعات ؟
ولماذا لا نفعل هذه الخدمة في البيت أو في الدائرة أو في السفر أو في أي مكان يتواجد فيه المؤمنون لكسب الأجر العظيم ونيل رضى الباري سبحانه .
ولأجل الاستزادة أكثر لنقرأ بعض الروايات المباركة عن ثواب خدمة المؤمن وقضاء حاجته
عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبوجعفر (عليه السلام) :
" من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك ولم يرفع قدماً إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ويرفع له بها درجة، فاذا فرغ من حاجته كتب الله عزوجل له بها أجر حاج ومعتمر "
وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" لإنْ أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحبّ إلي من أن اعتق ألف نسمة وأحمل في سبيل الله على ألف فرس مسرجة ملجمة "
وايضا عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلا كتب الله (عزّ وجلّ) له بكل خطوة حسنة، وحطّ عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات "
وعن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" من سعى في حاجة أخيه المسلم، طلب وجه الله كتب الله عزوجل له ألف ألف حسنة، يغفر فيها لاقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه ومن صنع إليه معروفاً في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفاً في الدنيا فأخرجه بإذن الله (عزّوجلّ) إلا أن يكون ناصباً "
وعن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله (عزّ وجلّ) له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد فيها ولم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله (عزّ وجلّ) له حجة وعمرة "
وينبغي أن لا نتصور الحاجة هي الأمور الصعبة فقط ، بل هي مطلق الحاجة وهي تصدق حتى على الأمور البسيطة كمناولة العطشان قدح ماء او ارشاد غريب الى وجهته او توصيل شخص انقطع به الطريق الى المكان الذي يقصده أو ...
ولو تمعّنّا في هذا الحديث وفكرنا في هذا الأمر وتأملناه فاننا نجد أن الخدمة لأي مؤمن كان أبيض أو أسود ورجل أو امرأة أما كانت أو أختا أو بنتا أو زوجة
نعم حتى لو كانت زوجة ، فمادامت مؤمنة فتقديم الخدمة غير الواجبة لها فيه من الأجر ما ذكرته الروايات الشريفة . فلنبادر الى خدمة المؤمنين والمؤمنات أيا كانوا سواء أكانوا إخواننا أو أبناؤنا أو أزواجنا أو غيرهم ..