صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب مناقب قرابة الرسول ومنقبة فاطمة عليها السلام .
مسند أحمد 4
{الله سبحانه يغضب لغضب فاطمة(عليها السلام)}
" إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها " .
هذا الحديث تجدونه في : المستدرك ، وفي الإصابة ، ويرويه
صاحب كنز العمال عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم ، ورواه
غيرهم
صحيح مسلم ، باب مناقب فاطمة ( عليها السلام ) .
مسند أحمد 4 / 5 ، المستدرك 3 / 159 .
المستدرك 3 / 158 ، مسند أحمد 4 / 323 .
المستدرك على الصحيحين 3 / 153 ، كنز العمال 13 / 674 ، 12 / 111
{ان اسراع اهل بيت رسول الله لحوقا" بة هي سيدة نساء العالمين فاطمة}
في أن النبي أسر إليها أنها أول أهل بيته لحوقا به .
هذا كان عند وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنه دعاها فسارها فبكت ، ثم
دعاها فسارها فضحكت [ في بعض الألفاظ : فشق ذلك على
عائشة أن يكون سارها دونها ] فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حلفتها
عائشة أن تخبرها ، فقالت : سارني رسول الله أو سارني النبي ،
فأخبرني أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني
أول أهل بيته أتبعه فضحكت .
هذا الحديث في : الصحيحين ، وعند الترمذي والحاكم ،
.
س1/هل فدك من حق فاطمة الزهراء او لغيرها؟ الجواب/ إن فدك من حق فاطمة (علية السلام) لقد كان بستان فدك من نصيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنه لم يوجف عليه بخيل وركاب ، فأعطاه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في حياته لفاطمة ( عليها السلام ) . لذلك كانت سلام الله عليها صاحبة اليد على فدك . وإذا أراد أبو بكر وعمر سلب فدك منها ، فعليهما أن يقدما الأدلة على كون فدك لطرف آخر من المالكين . . ولكن أبا بكر وعمر عكسا القضية ، فطلبا من فاطمة ( عليها السلام ) صاحبة اليد ، أن تقدم الأدلة على كونها لها ؟ لأنه لم تكن عندهما الأدلة على ادعائهما ! فجاءت فاطمة بعلي والحسن والحسين : وأم أيمن فشهدوا لها بذلك . وعلي مولى المؤمنين ، وهي سيدة نساء العالمين . ولكن أبا بكر ادعى أن شهادة الزوج لا تقبل في حق زوجته ! وهذا المطلب مثل المطلب السابق ، لا يقره الشرع الإسلامي ، فشهادة الزوج صحيحة في أمر زوجته . وجاء أبو بكر بحديث موضوع لم يسمعه المسلمون ( هذا أولا ) ، ومعارض للقرآن الكريم ( ثانيا ) . والحديث الغريب هو : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة . بينما يقول القرآن الكريم : { وورث سليمان داود } . ولكن أبا بكر وعمر عملا بحديث أبي بكر مع فاطمة ( عليها السلام ) ، فأخذا فدكا منها ، وعملا بالآية القرآنية مع عائشة ( رضي الله عنه ) فأعطياها غرفة الرسول ملكا لها ، لتأذن لهما في الدفن فيها ! ! بالرغم من أن حق عائشة في الإرث الثمن من التسع ، لأنها زوجة مع تسع زوجات للرسول ( صلى الله عليه وآله ) . لذلك قال عبد الله بن عباس لعائشة : لك التسع من الثمن وبالكل تملكت . وقابلتهما عائشة ( رضي الله عنه ) بالمثل إذ وافقت على دفن أبي بكر وعمر في غرفة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم ترض بدفن الحسن بن فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) فيها . بينما حصة فاطمة بنت الرسول أكثر من حصة عائشة فيها ! ! وكذبت عائشة وحفصة حديث أبي بكر مثلما كذبه القرآن وعلي وفاطمة ( عليها السلام ) وعثمان ، إذ ذهبت عائشة بمعية حفصة إلى عثمان لمطالبته بإرث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فغضب عثمان وقال : أليس جئت فشهدت أنت ومالك بن أوس النضري أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا نورث ، فأبطلت حق فاطمة ، وجئت تطلبينه ؟ لا أفعل ، قال فكان إذا خرج إلى الصلاة ، نادت وترفع القميص ( قميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) وتقول : إنه خالف صاحب هذا القميص ، فلما آذته صعد المنبر فقال : إن هذه الزعراء ( القليلة الشعر ) عدوة الله ، فضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب { امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما - إلى قوله وقيل ادخلا النار مع الداخلين } . فقالت له : يا نعثل يا عدو الله ، إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن . ولم يعمل عثمان برأي فاطمة ( عليها السلام ) ، ولا رأي أبي بكر ، أي لا بالآية ولا بالحديث ؟ ! ! فأعطى فدكا لمروان ( طريد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) . وقال عثمان عن عائشة وحفصة : إن هاتين لفتانتان ، يحل لي سبهما ، وأنا بأصلهما عالم. وقال ابن أبي الحديد : " قلت لمتكلم من متكلمي الإمامية ، يعرف بعلي ابن تقي من بلدة النيل ، وهل كانت فدك إلا نخلا يسيرا ؟ وعقارا ليس بذلك الخطر ؟ فقال لي : ليس الأمر كذلك ، بل كانت جليلة جدا ، وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن . قد جرى هذا الكلام في القرن السادس الهجري ، وما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها ، ألا يتقوى علي بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة ، ولذلك أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس ، فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة. وثبت عندي أن عمر بن الخطاب لم يرجع فدكا إلى علي ( عليه السلام ) في خلافته . وأول من أرجع فدكا إلى آل علي ( عليه السلام ) هو عمر بن عبد العزيز ، لذلك اعترض الأمويون على أعماله وقتلوه إذ كتب عمر بن عبد العزيز إلى واليه على المدينة أبي بكر بن عمرو بن حزم بتقسيمها في ولد فاطمة ( عليها السلام ) من علي ( عليه السلام ). فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز وعاتبوه فيه وقالوا له : هجنت فعل الشيخين ( أبي بكر وعمر ) . الإمامة والسياسة 14 النمل ، 16 . التحريم : 10 . كشف الغمة 1 / 478 ، 479 . شرح نهج البلاغة ، المعارف ، ابن قتيبة ص 195 . شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 9 / 5 .
س2/لماذا غضب فاطمة على ابو بكر وعمر؟ الجواب\ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني. وذكر البخاري في صحيحه : أن فاطمة ( عليها السلام ) أرسلت إلى أبي بكر وسألته ميراثها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مما أفاء الله عليه بالمدينة من فدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا نورث ما تركناه صدقة . وإنما يأكل آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) من هذا المال ، وإني والله لم أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها ، التي كانت عليه ، وأبى أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته ، فلم تتكلم معه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ستة أشهر ، فلما توفيت ، دفنها زوجها علي ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلى عليها علي ( 1 ) . فبعد قضية الهجوم على بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، وسلب فدك منها ، وتهديد زوجها بالقتل إن لم يبايع ، غضبت فاطمة على أبي بكر وعمر ، وأقسمت أن لا تكلمهما حتى تقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وقالت فاطمة ( عليها السلام ) لأبي بكر وعمر : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأشكونكما إليه. وقالت : لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها. وذكر البخاري في صحيحه : فغضبت فاطمة بنت محمد ( رضي الله عنه ) فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته ، حتى توفيت ، وعاشت بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ستة أشهر. وروى مسلم في صحيحه غضب فاطمة ( عليها السلام ) على أبي بكر وعمر. وقال ابن أبي الحديد في شرحه : والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت أن لا يصليا عليها .
صحيح البخاري 5 / 177 . الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 14 ، أعلام النساء 3 / 314 . صحيح البخاري 4 / 96 . صحيح مسلم 1259 . شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 6 / 50
س3/هل كان هناك تهديد بحرق بيت علي (علية السلام)؟ الجواب/1 - التهديد بالإحراق : بعض الأخبار والروايات تقول بأن عمر بن الخطاب قد هدد بالإحراق ، فكان العنوان الأول التهديد ، وهذا ما تجدونه في كتاب المصنف لابن أبي شيبة ، من مشايخ البخاري المتوفى سنة 235 ه ، يروي هذه القضية بسنده عن زيد بن أسلم ، وزيد عن أبيه أسلم وهو مولى عمر ، يقول : حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله ، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب ، خرج حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ، والله ما أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت. وفي تاريخ الطبري بسند آخر : أتى عمر بن الخطاب منزل علي ، وفيه طلحة والزبير [ هذه نقاط مهمة حساسة لا تفوتنكم ، في البيت كان طلحة أيضا ، الزبير كان من أقربائهم ، أما طلحة فهو تيمي ] ورجال من المهاجرين فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة ، فخرج عليه الزبير مصلتا سيفه ، فعثر فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه .
2 -المجئ بقبس أو بفتيلة : وهناك عنوان آخر ، وهو جاء بقبس أو جاء بفتيلة هذا أيضا أنقل لكم بعض مصادره : روى البلاذري المتوفى سنة 224 في أنساب الأشراف بسنده : إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب ، أتراك محرقا علي بابي ؟ ! قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك . وفي العقد الفريد لابن عبد ربه المتوفى سنة 328 : وأما علي والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر [ ولم يكن عمر هو الذي بادر ، بعث أبو بكر عمر بن الخطاب ] ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يا بن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا ما دخلت فيه الأمة. أقول : وقارنوا بين النصوص بتأمل لتروا الفوارق والتصرفات . وروى أبو الفداء المؤرخ المتوفى سنة 732 ه في المختصر في أخبار البشر الخبر إلى : وإن أبوا فقاتلهم ، ثم قال : فأقبل عمر بشئ من نار على أن يضرم الدار. 3 -إحضار الحطب ليحرق الدار: وهذا هو العنوان الثالث ، ففي رواية بعض المؤرخين : أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار ، وهذا في تاريخ المسعودي ( مروج الذهب ) وعنه ابن أبي الحديد في شرح النهج عن عروة بن الزبير ، إنه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب ، وجمعه الحطب ليحرقهم ، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله ابن الزبير : بأن عمر أحضر الحطب ليحرق الدار على من تخلف عن البيعة لأبي بكر. أحضر الحطب هذا ما يقوله عروة بن الزبير ، وأولئك يقولون جاء بشئ من نار فالحطب حاضر ، والنار أيضا جاء بها ، أتريدون أن يصرحوا بأنه وضع النار على الحطب ، يعني إذا لم يصرحوا بهذه الكلمة ولن يصرحوا ! نبقى في شك أو نشكك في هذا الخبر ، الخبر الذي قطع به أئمتنا ، وأجمع عليه علماؤنا وطائفتنا ؟ ! ! 4 -المجئ للإحراق : وهذه عبارة أخرى : إن عمر جاء إلى بيت علي ليحرقه أو ليحرقه . وبهذه العبارة تجدون الخبر في كتاب روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر لابن الشحنة المؤرخ المتوفى سنة 882 ه ، وكتابه مطبوع على هامش بعض طبعات الكامل لابن الأثير - وهو تاريخ معتبر - يقول : إن عمر جاء إلى بيت علي ليحرقه على من فيه ، فلقيته فاطمة فقال : أدخلوا فيما دخلت فيه الأمة . هذا ، وفي كتاب لصاحب الغارات إبراهيم بن محمد الثقفي ، في أخبار السقيفة ، يروي عن أحمد بن عمرو البجلي ، عن أحمد ابن حبيب العامري ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته . كتاب السقيفة لهذا المحدث الكبير لم يصلنا ، نقل هذا المقطع عن كتابه المذكور : الشريف المرتضى في كتاب الشافي في الإمامة . وعندما نراجع ترجمة هذا الشخص - إبراهيم بن محمد الثقفي المتوفى سنة 280 أو 283 ه - نرى من مؤلفاته كتاب السقيفة وكتاب المثالب ، ولم يصلنا هذان الكتابان ، وقد ترجم له علماء السنة ولم يجرحوه بجرح أبدا ، غاية ما هناك قالوا : رافضي . نعم هو رافضي ، ألف كتاب السقيفة وألف كتاب المثالب ، ونقل مثل هذه الأخبار ، روى مسندا عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد : والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته . ومما يدل على صحة روايات هذا الشخص - إبراهيم بن محمد الثقفي - ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني قال : لما صنف كتاب المناقب والمثالب أشار عليه أهل الكوفة أن يخفيه ولا يظهره ، فقال : أي البلاد أبعد عن التشيع ؟ فقالوا له : إصفهان - إصفهان ذاك الوقت - ، فحلف أن يخفيه ولا يحدث به إلا في إصفهان ثقة منه بصحة ما أخرجه فيه ، فتحول إلى إصفهان وحدث به فيها. ذكره أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان . في هذه الرواية : والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته ، وأولئك كانوا يتجنبون التصريح بهذه الكلمة ، صرحوا بالحطب صرحوا بالنار صرحوا بالقبس صرحوا بالفتيلة صرحوا بكذا وكذا ، إلا أنهم يتجنبون التصريح بكلمة إنه وضع النار على الحطب ، وتريدون أن يصرحوا بهذه الكلمة ؟ أما كانوا عقلاء ؟ أما كانوا يريدون أن يبقوا أحياء ؟ إن ظروفهم ما كانت تسمح لهم لأن يرووا أكثر من هذا ، ومن جهة أخرى ، كانوا يعلمون بأن القراء لكتبهم والذين تبلغهم رواياتهم سوف يفهمون من هذا الذي يقولون أكثر مما يقولون ، ويستشمون من هذا الذي يذكرون الأمور الأخرى التي لا يذكرون ، أتريدون أن يقولوا بأن ذلك وقع بالفعل ويصرحوا به تمام التصريح ، حتى إذا لم تجدوا التصريح الصريح والتنصيص الكامل تشكون أو تشككون ، هذا والله لعجيب ! س4/هل ضربة فاطمة وهل كان عندها جنين أسمة محسن ومن الفاعل؟ الجواب هو: إحراق الباب وإسقاط جنين فاطمة ( عليها السلام ) وضربها ثم أمر عمر بجعل الحطب حوالي البيت وانطلق هو بنار وأخذ يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها. فنادت فاطمة ( عليها السلام ) بأعلى صوتها : " يا أبت يا رسول الله ! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة " . فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا بالنار وأضرمها في الباب ، فأخذت النار في خشب الباب ، ودخل الدخان البيت ، فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب. . فأخذت فاطمة ( عليها السلام ) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه ، وقالت : " ناشدتكم الله وبأبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تكفوا عنا وتنصرفوا " . فأخذ عمر السوط من قنفذ وضرب به عضدها ، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج الأسود. فضرب عمر الباب برجله فكسره ، وفاطمة ( عليها السلام ) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ، فركل الباب برجله وعصرها بين الباب والحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدة العصرة ، ونبت المسمار في صدرها ونبع الدم من صدرها وثدييها ، فسقطت لوجهها - والنار تسعر - ، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها ، وصاحت : " يا أبتاه ! يا رسول الله ! هكذا يصنع بحبيبتك وابنتك . . آه يا فضة ! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي " ، ثم استندت إلى الجدار وهي تمخض ، وكانت حاملة بالمحسن لستة أشهر فأسقطته ، فدخل عمر وصفق على خدها صفقة من ظاهر الخمار ، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض.
ملاحظة:لم يكن من صلب النبي بنت الا فاطمة(عليها السلام) إما بقية البنات من ضمن الذين رباهم في حجرها. 2-قد نصت رواياتهم على أنه كان لعلي ( عليه السلام ) من الذكور ثلاثة أولاد : حسن ، وحسين ، ومحسن أو محسن أو محسن ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد سمى هؤلاء بهذه الأسامي تشبيها بأسماء أولاد هارون : شبر شبير ومشبر ، وهذا موجود في : مسند أحمد ( 1 ) ، وموجود في المستدرك وقد صححه الحاكم ( 2 ) ، والذهبي أيضا صححه ( 3 ) ، وموجود في مصادر أخرى .
حول فاطمة الزهراء (ع)دلائل الرجاء الدخول ونصرة المذهب