عندما نقرأ أحد التقارير الطبية أو نسمع خبراً طبياً نجد أنفسنا غالباً ما نقرأه بتمعّن ونهتم به ونركز فيه ونصغي للمتكلم عنه ثم نجهد انفسنا في حفظ نتائجه والنصائح التي يوصي بها التقرير أو الطبيب ، ثم نحاول تطبيقها بحذافيرها أو قريب من ذلك كل ذلك كي ننعم بصحة دائمة وأبدان سليمة .
وهذا الأمر حسن على كل حال ، فالصحة أمر مهم وينبغي للانسان أن يحافظ على صحته بقدر ما يتمكن .
ولكن الغريب في الأمر أن معظم الناس أو قسم كبير منهم يهتم بالخبر الطبي وغيره – حتى لو لم يكن مهما جداً - اذا سمعه من وكالات أنباء لها صدى كبير وانتشار واسع أو ذكرته أحدى الصحف العالمية المشهورة ، أو اذا كان مكان الدراسة الطبية احدى الدول المتقدمة ، أو أن من قام بهذه الدراسة هو البروفسور الفلاني أو العالم الفلاني أو الطبيب أو الجرّاح الفلاني .
وقد لانجدهم يهتمون بمثل هذه الأخبار أو لا يعيرون لها ذلك الاهتمام اذا كان من طبيب أو لجنة من دول العالم الثالث ، أو أن المعلومة نشرتها صحف أو وكالات انباء محلية أو اقليمية .
والأكثر من ذلك أن بعض الناس اذا سمع نصائحاً في الأمور الصحية والطبية في أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله) أو أحاديث المعصومين (عليهم السلام) قد لا يلتفت اليها أصلا فضلا عن الاهتمام بها أو محاولة تطبيقها ، معللاً ومبرراً فعله هذا بأن تلك النصائح قديمة لا تواكب التطور العلمي الحديث ولا تستند الى أدلة ، ومتصوراً بأن الطب الحديث قد وصل الى مراحل لم يكن يعرفها القدماء ، في حين أن الدراسات الحديثة أثبتت الكثير من وصايا الانبياء والمعصومين(عليهم السلام) وأوصت بها كنصائح طبية .
وقد يعذر من لايهتم بهذه الأمور وربما يكون تصوره صحيحاً الى حد ما ، لكنه لا ينطبق على الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) الذين هم علماء صادقون ، وعلمهم من السماء ، وعلمهم واقعي وخبرهم من الوحي الالهي للنبي(عليه السلام) والنبي ينقله الى أوصيائه (عليهم السلام) .
اضافة الى أنه يجب الالتفات الى مسألة مهمة وهي أن معظم الدراسات الطبية هي دراسات نظرية مبنية على الفرضيات ولم تصل الى حد القاعدة فضلا عن القانون حتى يجب الاعتماد عليها والأخذ بها .
وبعبارة أخرى فان هذه الدراسات قابلة للخطأ بل قابلة للتغيير فضلا عن التصحيح ، ومع ذلك يأخذها البعض أخذ المسلّمات ويسير عليها بينما يترك نصائح الانبياء والمعصومين لا يهتم بها ولا يلتفت اليها ، في حين أن النبي(صلى الله عليه وآله) هو الطبيب الحقيقي لأن طبيب للأرواح والأبدان معاً ، بل هو أفضل أطباء العالم على الاطلاق .
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله) :
ومن هنا أحببنا أن نعرف بعض وصايا المعصومين(عليهم السلام) في أمور الصحة كي نتزود منها وننتفع بها ، ونبدأ ببعض وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) حول الأكل وآدابه وما يتعلق به :
قال النبي (صلى الله عليه وآله):
" إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة "(2)
وقال (صلى الله عليه وآله) :
" أصل كل داء البرودة"(3)
وقال (صلى الله عليه وآله):
" كل وأنت تشتهي، وأمسك وأنت تشتهي "(3)
وقال (صلى الله عليه وآله):
" المعدة بيت كل داء، والحمية رأس كل دواء، وأعط كل نفس ما عودتها "(3)
وقال (صلى الله عليه وآله):
" أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الايدي "(3)
وقال (صلى الله عليه وآله):
" برد الطعام، فإن الحار لا بركة فيه "(4)
وقال (صلى الله عليه وآله) : " من استعمل الخشبتين[السواك وعود التخليل] أمن من عذاب الكلبتين "(4)
وقال (صلى الله عليه وآله) :
" تخللوا على أثر الطعام، وتمضمضوا، فإنها مصحة الناب والنواجد "(4)
وقال (صلى الله عليه وآله) :
" تخللوا فإنه من النظافة، والنظافة من الايمان، والايمان مع صاحبه في الجنة "(4)