بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..
نعيش حياتنا ونرى فيها الكثير من التناقضات والمفارقات ، فكم من شيء لا نفع فيه يذكر أو ربما ضرره أكثر من نفعه ، ولكننا مع ذلك نرى بعض الناس تتكالب عليه وتدفع الأموال الطائلة لأجل حيازته ، في حين أنهم يتكاسلون ويتثاقلون من دفع جزء يسير من هذه الأموال لأمور تجر لهم وللآخرين نفعاً جمّاً
ونحن المسلمين كثيراً ما نصرف الاموال في امور ليست ضرورية بل ربما لا ننتفع بها الا يسيراً او قد لا ننتفع بها اصلاً
بينما نترك ولا نهتم بأمور أخرى مهمة جداً ولها آثار وفوائد دنيوية وأخروية جمّة لا تكاد تقارن بما يبذل من شيء يسير .
والصدقة خير مصداق لما نقول به ، فالصدقة حتى لو كانت قليلة فقد يدفع الله تعالى بها عظيم البلاء ، ويشفي لأجلها المريض ، ويزيد بسببها الرزق ، وتنمو البركة .
عن النبي (صلى الله عليه وآله):
" الصدقة تدفع البلاء المبرم، فداووا مرضاكم بالصدقة " (1)
وعن معاذ بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكروا الوجع، فقال:
" داووا مرضاكم بالصدقة، وما على أحد كم أن يتصدق بقوت يومه ؟
إن ملك الموت يدفع إليه الصك بقبض روح العبد، فيتصدق فيقال له رد عليه الصك "(2)
وعن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" الصدقة تمنع ميتة السوء " »(3)
وبالصدقة تیسر الأمور المتعسرة وتجلب الأرزاق ، فعن الامام الصادق (عليه السلام) :
" إني لأملق أحيانا فأتاجر الله بالصدقة "(4)
وعن الامام موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : استنزلوا الرزق بالصدقة " » (5)
والصدقة تنفي الفقر وتطيل العمر وتدفع عن صاحبها ميتة السوء
فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
" البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، و يدفعان عن سبعين ميتة السوء "(6)
وبالصدقات تزكوا الأموال ويزيد رأس المال وتحل البركة ویعم الخیر علی صاحبه , فعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأنا ضامن لكل ما يتوى (7) في بر أو بحر بعد أداء
حق الله فيه من التلف "(
هذه بعض الآثار الدنيوية للصدقة
أما عن الآثار الأخروية ، فالصدقة تظلل على صاحبها يوم القيامة
فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
« المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته »(9)
وقال (صلى الله عليه وآله) :
" أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله "(10)
والصدقة بعشر أمثالها يوم القيامة
فعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
« قال رسول الله ضلى الله عليه وآله: الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر ، وصلة الاخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين " »(11)
فمن بعد ما تقدم ، لماذا نحرم أنفسنا من هذه الآثار العظيمة والفوائد الدجمة التي تترتب على الصدقة ، ولو كانت هذه الصدقة يسيرة .
فعن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما نقص مال من صدقة قط ، فأعطوا ولا تجبنوا " »(12)
_________________________________
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 264)
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 130)
(3)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 131)
(4) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (75 / 206)
(5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 131)
(6)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 130)
(7) توي المال : ذهب فلم يرج [المعجم الوسيط - (1 / 91)]
(
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 130)
(9)جامع الأخبار - (ص 218)
(10)[من لا يحضره الفقيه - للشيخ الصدوق - (2 / 66)]
(11) الكافي الكليني - (4 / 12)
(12) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (93 / 131)
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين..