اولا : الحديث قال " اي المسلمين " وفي موضع آخر في مسلم بل والبخاري ايضا " ايما مؤمن .." ثانيا : الصحابي عند المخالفين : من لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حياته مسلما ومات على إسلامه . فينتج قطعا:ان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله قد سب بعض الصحابة والجزئية تصدق ولو بفرد وفردين كما في الحديث اعلاه .
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين الاخ الفاضل السيد الحسيني جزيت خيرا على هذا الموضوع القيم لاشك ان هذه الرواية صريحة بان رسول الله قد سب ولعن من ينطبق عليه تعريف الصحابي عندهم والنتيجة واضحة . لكن أقول :بنفس هذه الرواية التي ينقلها مسلم في صحيحة عدة علامات استفها لايمكن تجاهلها منها : لا يشك كلاً من الشيعة والسنة في كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) انه غير كلام الله بل هو عين كلام الله بدليل القران الكريم ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى . والقران الكريم لعن كثير من الطوائف منها المنافقون والذين أذوا رسول الله والكفار وغيرهم ,ولاشك ان في المسلمين منافقين ويوجد من المسلمين ممن اذى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيشمله العن الهي . فعلى رواية مسلم المتقدمة يكون هناك تضارب بين كلام الله وكلام رسوله باعتبار ان الله لعن المنافقين في القران الكريم ورسول الله ينطق عن الله ويقول اجعل من سببته ولعتنه زكاة !! فيكون لعن الله فيه عذاب ولعن رسول الله رحمة وزكاة وهذا تناقض ؟ ثم ان كيف يكون اللعن والسب بنفسه زكاة ورحمة ؟ فلاشك ان مثل هذه الروايات التي تعارض القران الكريم قد وضعت لأجل النظام الأموي الذين اغتصبوا حق أهل البيت وهم ملعونون على لسان نبيه فمن باب استمرار حكومتهم يضعوا مثل هكذا روايات . وأشكرك سيدنا الفاضل مرة أخرى .
السيد العالم البارع الماهر الحسيني دام بقاؤه الشريف ..
أخرج الحاكم (في المستدرك 2: 670 ، رقم: 4223. دار المعرفة ، بيروت ) : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، ثنا حامد بن سهل الثغري، ثنا عارم بن الفضل، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ومعمر، والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، ولا سئل عن شيء قط فمنعه، إلا أن يسأل مأثما كان أبعد الناس منه، ولا انتقم لنفسه من شيء قط يؤتى إليه ، إلا أن تنتهك حرمات الله فيكون لله ينتقم...» .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، ومن حديث أيوب السختياني غريب جدا فقد رواه سليمان بن حرب وغيره عن حماد ولم يذكروا أيوب، وغارم ثقة مأمون " وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم.
قلت أنا الهاد -وهو ما قول علمائنا- : وهذا يدفع مزعمة أنّ النبي عليه السلام ، قد يسب ويلعن بدافع الغضب البشري ؛ للنص أنّ النبي لا يلعن أو يسبّ إلاّ من انتهك حرمات الله ، وهو حصر؛ فتمسك .
سيدنا الحسيني دام فيضه المبارك ، ما أروعك وأنت تشحذ العقول بما هو سهل يسير، عال جليل ، ذو وقع عظيم ، وأثر كريم .