بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ..
الكرم والسخاء من الصفات التي كان يتحلى بها كثير من أهل الجاهلية قبل الاسلام ويمتازون بها حتى صارت مادة يتغنى بها الشعراء وتصدح بها حناجر الخطباء ويتفاخر بها أولاد الكرماء ، فعدوها من مفاخرهم ، واعتبروها من تراثهم .
وعابوا من لم يمتلك تلك السجية وعدّوها عليه منقصة ومثلبة ، وراحوا أبعد من ذلك فصاروا يعيرونه بل ، بل ان العار قد يلحق حتى ذريته ونسله ما لم يظهر فيهم من يتصف بالكرم والسخاء ليمحو ما لحقهم من البخل والجفاء .
ولما جاء الاسلام حث على الكرم والسخاء والضيافة واكد عليها في موارد عدة ، قال تعالى :
" وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ "(1)
وقال تعالى :
" هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ *إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ "(2)
وكذلك شجع المعصومون(عليهم السلام) على اكرام الضيف ورغّبوا في آداب الضيافة ، كون الضيافة والسخاء من الأمور التي تزيد الترابط والود بين الناس وتقوي أواصر المحبة والألفة بين الأصدقاء ، وتستل الضغينة – ان وجدت – من القلوب وتبهث على التراحم واعطف وترقق القلوب وتهذب النفوس لما فيها من تواضع وتأدب واحترام يظهره المضيف أمام الضيف .
فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال :
« من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، والضيافة ثلاثة أيام وليالهن ، فما فوق ذلك فهو صدقة ، وجائزه يوما وليلة ، ولا ينبغي للضيف إذا نزل بقوم يملهم فيخرجهم أو يخرجوه »(3)
وقال (صلّى الله عليه وآله) :
« إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى إليهم هدية »
قالوا : وما تلك الهدية ؟ قال (صلّى الله عليه وآله) :
« الضيف ، ينزل برزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت »(4)
وعنه (صلى الله عليه وآله) :
« ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ، ومن أصبح إن شاء أخذه وإن شاء تركه ، وكل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة »(5)
وعنه (صلّى اللهّ عليه وآله) قال :
« الضيف دليل الجنة »(6)
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :
« ما من مؤمن يسمعبهمس الضيف ويفرح بذلك إلاّ غُفرت له خطاياه ، وإن كانت مطبقة ما بين السماء والأرض »(7)
وعن عاصم بن ضمرة ، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال :
« ما من مؤمن يحبّ الضيف إلاّ ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر ، فينظر أهل الجمع فيقولون : ما هذا إلاّ نبي مرسل ، فيقول ملك :
" هذا مؤمن يحب الضيف ويكرم الضيف ولا سبيل له إلاّ إِن يدخل الجنة " »(
_________________________
(1) [هود : 69]
(2) [الذاريات : 24 - 26]
(3) جامع الأخبار - (ص 378)
(4) نفس المصدر السابق
(5) نفس المصدر السابق
(6) نفس المصدر السابق
(7) نفس المصدر السابق
(
نفس المصدر السابق
یتبع ..