عدد المساهمات : 132 نقاط : 398 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/08/2013
موضوع: حســــــــــــن الخلق الإثنين سبتمبر 02, 2013 2:49 am
روى عنه أبو ذر: ) قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليمًا، ولسانه صادقًا، و نفسه مطمئنة، و خلقه مستقيمة(([1]). حسن الخلق لا يؤسس في المجتمع بالتعاليم المرسلة، أو الأوامر والنواهي المجردة، إذ لا يكفى في طبع النفوس على الفضائل أن يقول المعلم لغيره: أفعل كذا، أو لا تفعل كذا، فالتأديب المثمر يحتاج إلى تربية طويلة ودروس تطبيقية لكل المفاهيم التي تطرح على المتلقي، و يتطلب تعهدًا مستمرًا في العمل . ولن تصلح تربيه إلا إذا اعتمدت على الأسوة الحسنة، فالرجل السيئ لا يترك في نفوس من حوله أثرًا طيبًا. وإنما يتوقع الأثر الطيب ممن تمتد العيون إلى شخصه، فيروعها أدبه و يسبيها ليله وتقتبس- بالإعجاب المحض من خلاله، و تمشى بالمحبة الخالصة من أثاره. بل لابد- ليحصل التابع على قدر كبير من الفضل- أن يكون في متبعه قدر أكبر وقسط أجل..وهذا ما ركز عليه في مكة وكذلك المدينة , لأن الناس كانت تحكمهم أحكام قبلية مبنية على التعصب أكثر من العقلانية وعلى هذا أستطاع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال فترة وجيزة أن يرسم للمجتمع صورة ناصعة تحمل كل مقومات الإدارة الناجحة من خلال الأحاديث التي يقولها في شتى المناسبات والتطبيق الميداني لها. قد كان رسول الإسلام بين أصحابه مثلاً أعلى للخلق الذي يدعو إليه، فهو يغرس بين أصحابه هذا الخلق السامي، بسيرته العطرة، قبل أن يغرسه بما يقول من حكم وعظات مبنية على القول فقط لأن أفعاله كاشفة عن أفعاله وهذا ما يوصي به حفيده الإمام الصادق (عليه السلام) شيعته ومحبيه بقوله )عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ لِمَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَحُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتُمُوهُ وَأَنْ تَكُونُوا لَنَا دُعَاةً صَامِتِينَ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَيْفَ نَدْعُو إِلَيْكُمْ وَنَحْنُ صُمُوتٌ قَالَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَتَتَنَاهَوْنَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَتُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَتُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ وَتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى خَيْرٍ فَإِذَا رَأَوْا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ عَمِلُوا أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا فَتَنَازَعُوا إِلَيْهِ الْخَبَر (([2]) . وعن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال )أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان الملتمسون للبراء العثرات( .([3]) وفي الأمالي للصدوق( عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم )([4])الأمالي للصدوق( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا (([5]) الأمالي للصدوق : قال الصادق (عليه السلام ) عليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم )([6])وعن أبي الدرداء قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن.([7]) وعن الرضا عن آبائه عليه و عليهم السلام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة .([8]) ويعضده ما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.([9]) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أدبني ربي فأحسن تأديبي .([10]) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار .([11]) وعن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه واله وسلم تسعة سنين. فما اعلمه قال لي: أف قط هلا فعلت كذا وكذا ، ولا عاب علي شيئا قط.([12]) ولنا في كل ذلك من حياة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة في كل نواحي الحياة على وجه الخصوص في قيادة الآخرين على الأسس السليمة التي رسخها الإسلام.. [1]- كتاب الترغيب والترهيب للمنذري – ج 1 ص 56