العلامة المجلسي في البحار, الغضائري, عن علي بن محمد العلوي, عن الحسن بن علي بن صالح, عن الكليني, عن علي بن محمد, عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري, عن الصادق × عن آبائه عليهم السلام, عن الحسن بن علي × قال: سمعت جدي رسول الله | يقول: خُلقت من نور الله عز وجل, وخلق أهل بيتي من نوري, وخلق محبيهم من نورهم, وسائر الخلق في النار.[54]
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, ما رواه صاحب كتاب الواحدة أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور &, عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش, عن مورق العجلي, عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: كنت جالساً عند النبي | ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله | يحدثني وأنا أسمع, إذ دخل علي بن أبي طالب × فأشرق وجهه نوراً وفرحاً بأخيه وابن عمه, ثم ضمه إليه وقبل ما بين عينيه, ثم التفت إلي وقال: يا أبا ذر أتعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟ قال أبو ذر فقلت: يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك وزوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. فقال رسول الله |: يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر, ورمح الله الأطول, وباب الله الأكبر, فمن أراد الله فليدخل الباب, يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله, والذاب عن حريم الله, والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه, إن الله عز وجل لم يزل يحتج به على خلقه في الأمم, كل أمة يبعث فيها نبياً. يا أبا ذر إن الله عز وجل جعل على كل ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وشيعته, والدعاء على أعدائه. يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل, ولا مؤمن من كافر, ولا عُبد الله لأنه ضرب رؤوس المشركين حتى أسلموا وعبدوا الله, ولولا ذلك لم يكن ثواب ولا عقاب ولا يستره من الله ستر, ولا يحجبه من الله حجاب, وهو الحجاب والستر, ثم قرأ رسول الله |: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}[55] يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه, ووحدانيته وفردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه, وأباح لهم جنته, فمن أراد أن يهديه عرّفه ولايته, ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته. يا أبا ذر هذا راية الهدى, وكلمة التقوى, والعروة الوثقى, وإمام أوليائي ونور من أطاعني, وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين, فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان كافراً, ومن ترك ولايته كان ضالاً مضلاً, ومن جحد ولايته كان مشركاً يا أبا ذر يؤتى بجاحد ولاية علي يوم القيامة أصم وأعمى وأبكم فيكبكب[56] في ظلمات القيامة ينادي: {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}[57] وفي عنقه طوق من نار, لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة, على كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح[58] من جوف قبره إلى النار. قال أبو ذر: فقلت: زدني بأبي أنت وأمي يا رسول الله, فقال: نعم, إنه لما عرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الدنيا أذن ملك من الملائكة وأقام الصلاة, فأخذ بيدي جبرئيل فقدمني وقال لي: يا محمد صل بالملائكة فقد طال شوقهم إليك, فصليت بسبعين صفاً من الملائكة الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا الله الذي خلقهم عز وجل فلما قُضيت الصلاة أقبل إلي شرذمة من الملائكة يُسلمون علي ويقولون: لنا إليك حاجة, فظننت أنهم يسألوني الشفاعة لان الله عز وجل فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء, فقلت: ما حاجتكم يا ملائكة ربي؟ قالوا: إذا رجعت إلى الارض فاقرأ علياً منا السلام, وأعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه, فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا رسول الله ولم لا نعرفكم وأنتم أول خلق خلقه الله من نور خلقكم الله أشباح نور من نور في نور من نور الله, وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له, ثم خلق الملائكة مما أراد من أنوار شتى وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون الله وتقدسون وتكبرون وتحمدون وتهللون فنسبح ونقدس ونحمد ونهلل ونكبر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم, فما نزل من الله عز وجل فإليكم, وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم, فلم لا نعرفكم؟! ثم عرج بي إلى السماء السابعة, فسمعت الملائكة يقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده, فقلت: وبماذا وعدكم؟ قالوا: يا رسول الله لما خُلقتم أشباح نور في نور من نور الله عُرضت علينا ولايتكم فقبلناها, وشكونا محبتكم إلى الله تعالى فأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل, وأما علي فشكونا محبته إلى الله عز وجل, فخلق لنا في صورته ملكاً وأقعده عن يمين عرشه على سرير من ذهب مرصع بالدر والجوهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء, يرى باطنها من ظاهرها, وظاهرها من باطنها, بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها, قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي, فقامت, فكلما اشتقنا إلى رؤية علي نظرنا إلى ذلك الملك في السماء, فاقرأ علياً منا السلام.[59] * الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد ومحمد بن الحسن, عن سهل بن زياد, عن محمد بن الحسن بن شمون, عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم, عن عبد الله بن القاسم, عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله × في قول الله تعالى: {الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكوة}[60] فاطمة ÷ {فيها مصباح} الحسن {المصباح في زجاجة} الحسين {الزجاجة كأنها كوكب درّي} فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا {يُوقد من شجرة مباركة} إبراهيم × {زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا يهودية ولا نصرانية {يكاد زيتها يضيء} يكاد العلم ينفجر بها {ولو لم تمسسه نار نور على نور} إمام منها بعد إمام {يهدي الله لنوره من يشاء} يهدي الله للأئمة من يشاء {ويضرب الله الامثال للناس}[61] قلت: {أو كظلمات}[62] قال: الاول وصاحبه {يغشاه موج} الثالث {من فوقه موج} ظلمات الثاني {بعضها فوق بعض} معاوية لعنه الله وفتن بني امية {إذا أخرج يده} المؤمن في ظلمة فتنتهم {لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً} إماماً من ولد فاطمة ÷ {فما له من نور}[63] إمام يوم القيامة. وقال في قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}[64] أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة.[65] * الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة,حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي, عن علي ابن موسى الرضا ×, عن أبيه موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد ابن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله |: ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني, قال: علي × فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال ×: يا علي إن الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين, وفضلني على جميع النبيين والمرسلين, والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا, يا علي {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا}[66] بولايتنا, يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا, ولا الجنة ولا النار, ولا السماء ولا الارض, وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده, ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنّا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا, فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا, فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نُعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلا الله, فلما شاهدوا كِبَر محلنا كبرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال وأنه عظيم المحل, فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من العزة والقوة, قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله, فقالت الملائكة: لا حول ولا قوة إلا بالله, فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه, فقالت الملائكة: الحمد لله, فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده, ثم إن الله تعالى خلق آدم × وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً, وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون. وإنه لما عرج بي إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى, وأقام مثنى مثنى, ثم قال: تقدم يا محمد, فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك؟ فقال: نعم لأن الله تبارك وتعالى اسمه فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضّلك خاصة, فتقدمت وصليت بهم ولا فخر, فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل ×: تقدم يا محمد وتخلف عني, فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عز وجل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله, فزخ بي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل من ملكوته, فنوديت يا محمد, فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت, فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فاياي فاعبد, وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي, لمن تبعك خلقت جنتي, ولمن خالفك خلقت ناري, ولأوصيائك أوجبت كرامتي, ولشيعتك أوجبت ثوابي, فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد إن أوصياءك المكتوبون على ساق العرش, فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً, في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي, أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي, فقلت: يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك, وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني, ولأعلين بهم كلمتي, ولأطهرن الارض بآخرهم من أعدائي, ولأملكنّه مشارق الارض ومغاربها, ولأسخرن له الرياح, ولأذللنّ له الرقاب الصعاب ولأرقينّه في الاسباب, ولأنصرنه بجندي, ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي, ثم لأديمن ملكه ولأداولن الايام بين أوليائي إلى يوم القيامة, والحمد لله رب العالمين, والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً.[67] * فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن قبيصة بن يزيد الجعفي قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد ‘ وعنده البوس بن أبي الدوس وابن ظبيان والقاسم الصيرفي فسلمت وجلست وقلت: يا ابن رسول الله قد أتيتك مستفيداً, قال: سل وأوجز, قلت: أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية وأرضاً مدحية وطوداً أو ظلمة ونوراً؟ قال: يا قبيصة لم سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت أما علمت أن حبنا قد اكتتم وبغضنا قد فشا, وأن لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الانس, وأن الحيطان لها آذان كآذان الناس, قال قلت: قد سألت عن ذلك, قال: يا قبيصة كنا أشباح نور حول العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم فرغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهر حتى بعث الله محمداً | فنحن عروة الله الوثقى, من استمسك بنا نجا ومن تخلف عنا هوى, لا ندخله في باب ردى ولا نخرجه من باب هدى, ونحن رعاة دين الله, ونحن عترة رسول الله |, ونحن القبة التي طالت أطنابها واتسع فناؤها, من ضوا إلينا نجا إلى الجنة, ومن تخلف عنا هوى إلى النار, قلت: لوجه ربي الحمد أسألك عن قول الله تعالى: {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم}[68]؟ قال: فينا التنزيل, قال قلت: إنما أسألك عن التفسير, قال: نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد | من الله, وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد | عنهم, وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلون الجنة بغير حساب.[69] * فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن جفعر بن محمد × قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق الله منها أحداً غيرنا ومن ضوا إلينا [ومن يتولانا], فكنّا أول من ابتدأ من خلقه فلما خلقنا فتق بنورنا كل طينة طيبة وأحيا بنا كل طينة طيبة, ثم قال الله تعالى: هؤلاء خيار خلقي وحملة عرشي وخزان علمي وسادة أهل السماء وسادة أهل الارض, هؤلاء هداة المهتدين والمهتدي بهم, من جاءني بولايتهم أوجبتهم جنتي وأبحتهم كرامتي ومن جاءني بعداوتهم أوجبتهم ناري وبعثت عليهم عذابي, ثم قال ×: نحن أصل الايمان بالله وملائكته وتمامه, ومنا الرقيب على خلق الله, وبه إسداد أعمال الصالحين, ونحن قسم الله الذي يسأل به ونحن وصية الله في الأولين ووصيته في الآخرين وذلك قول الله جل جلاله: {اتقوا الله الذي تسائلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيباً}[70].[71] العلامة المجلسي في البحار, روى محمد بن بابويه مرفوعاً إلى عبد الله بن المبارك, عن سفيان الثوري, عن جعفر بن محمد ‘, عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: أن الله خلق نور محمد | قبل خلق المخلوقات كلها بأربعمائة ألف سنة وأربعة وعشرين ألف سنة وخلق منه اثني عشر حجاباً, والمراد بالحجب الائمة عليهم السلام.[72] * شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روي مرفوعاً إلى محمد بن زياد قال: سأل ابن مهران عبد الله بن العباس رضي الله عنه عن تفسير قوله تعالى {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}[73] فقال ابن عباس: إنا كنا عند رسول الله | فأقبل علي بن أبي طالب × فلما رآه النبي | تبسم في وجهه وقال: مرحباً بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام, فقلت: يا رسول الله أكان الابن قبل الاب؟ قال: نعم, إن الله تعالى خلقني وخلق علياً قبل أن يخلق آدم بهذه المدة خلق نوراً فقسمه نصفين فخلقني من نصفه وخلق علياً من النصف الآخر قبل الأشياء كلها, ثم خلق الاشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري ونور علي, ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة, فسبحنا فسبحت الملائكة وهللنا فهللت الملائكة, وكبرنا فكبرت الملائكة وكان ذلك من تعليمي وتعليم علي, وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي ولا يدخل الجنة مبغض لي ولعلي. ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الحياة من الفردوس فما أحد من شيعة علي إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها فيشرب به فبذلك الماء ينبت الايمان في قلبه كما ينبت الزرع, فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي ومن ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الائمة من ولد الحسين, فقلت: يا رسول الله ومن هم الائمة؟ قال: أحد عشر مني وأبوهم علي بن أبي طالب ثم قال النبي |: الحمد لله الذي جعل محبة علي والايمان سببين يعني سبباً لدخول الجنة وسبباً للنجاة من النار.[74] * تفسير الإمام العسكري ×, قال علي بن الحسين ‘: حدثني أبي, عن أبيه, عن رسول الله | قال قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعاً من صلبه, إذْ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره, رأى النور, ولم يتبين الاشباح, فقال: يا رب ما هذه الانوار؟! قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك, إذ كنت وعاء لتلك الاشباح. فقال آدم: يا رب لو بينتها لي؟ فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش, فنظر آدم, ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش, فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا, فقال: يا رب ما هذه الاشباح؟ قال الله تعالى: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي, شققت له اسماً من اسمي, وهذا علي, وأنا العلي العظيم, شققت له اسماً من اسمي, وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والارض, فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي, وفاطم أوليائي عما يعتريهم ويسيئهم فشققت لها اسماً من اسمي, وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن والمجمل شققت اسميهما من اسمي, هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي, بهم آخذ, وبهم أعطي, وبهم أعاقب, وبهم أثيب, فتوسل إلي بهم يا آدم, وإذا دهتك داهية, فاجعلهم إلي شفعاءك, فاني آليت على نفسي قسماً حقاً أن لا أخيب بهم آملاً, ولا أرد بهم سائلاً. فذلك حين زلت منه الخطيئة, دعا الله عز وجل بهم, فتاب عليه وغفر له.[75] * تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضوان الله تعالى عليه حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن ضحاك قال: أخبرنا عزيز بن عبد الحميد, عن إسماعيل بن طلحة, عن كثير بن عمير, عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله | يقول: إن الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا, وقدسنا فقدسوا, وهللنا فهللوا, ومجدنا فمجدوا, ووحدنا فوحدوا, ثم خلق الله السماوات والأرضين وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً ولا تمجيداً, فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا, وقدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا, ومجدنا ومجدت شيعتنا فمجدت الملائكة لتمجيدنا, ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملائكة لتوحيدنا, وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا فنحن الموحدون حين لا موحد غيرنا وحقيق على الله تعالى كما اختصنا واختص شيعتنا أن ينزلنا في أعلى عليين إن الله سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن تكون أجساماً فدعانا وأجبنا فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نسبق أن نستغفر الله.[76] * محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثني أبو المفضل قال: حدثني علي بن الحسن المنقري الكوفي قال: حدثني أحمد بن زيد الدهان, عن مكحول بن إبراهيم, عن رستم بن عبد الله بن خالد المخزومي, عن سليمان الاعمش, عن محمد بن خلف الطاطري, عن زاذان, عن سلمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله |: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً, فقلت: يا رسول الله, لقد عرفت هذا من أهل الكتابين, فقال: يا سلمان هل علمت مَن نقبائي ومَن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. فقال: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره, ودعاني فأطعته, وخلق من نوري علياً, ودعاه فأطاعه, وخلق من نور علي فاطمة, ودعاها فأطاعته, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن, ودعاه فأطاعه, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين, فدعاه فأطاعه, ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه, فالله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الاحسان وهذا الحسن, والله المحسن وهذا الحسين, ثم خلق منا ومن نور الحسين, تسعة أئمة, فدعاهم فأطاعوه, قبل أن يخلق سماء مبنية, وأرضاً مدحية, ولا ملكاً ولا بشراً, وكنا نوراً نسبح الله, ونسمع له ونطيع. قال سلمان: فقلت يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان, من عرفهم حق معرفتهم, واقتدى بهم, ووالى وليهم, وتبرأ من عدوهم, فهو والله منا, يرد حيث نرد, ويسكن حيث نسكن, فقلت: يا رسول الله, وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان, فقلت: يا رسول الله, فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين, ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين, ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق, ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله عز وجل, ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله, ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق الله, ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله, ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله, ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله, ثم قال: يا سلمان, إنك مدركه, ومن كان مثلك, ومن تولاه بحقيقة المعرفة, قال سلمان: فشكرت الله كثيراً ثم قلت: يا رسول الله وإني مُؤجَّل إلى عهده؟ قال: يا سلمان إقرأ {فإذا جاء وعد ألاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً}[77]. قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي, ثم قلت: يا رسول الله, أبعهد منك؟ فقال: إي والله, الذي أرسل محمداً بالحق, مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة, وكل من هو منا ومعنا, ومضام فينا, إي والله يا سلمان, وليحضرن إبليس وجنوده, وكل من محض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً, حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار، ولا يَظلم ربك أحداً, ويحقق تأويل هذه الآية: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}[78], قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله | وما يبالي سلمان متى لقي الموت, أو الموت لقيه.[79] * محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,حدثنا سفيان, عن أبيه, عن الاعمش, عن أبي بريدة, عن محمد بن حجارة, قال: رأيت الحسن بن علي ‘ وقد مرت به صريمة من الظباء, فصاح بهن, فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه, فقلنا: يابن رسول الله, هذا وحش, فأرنا آية من أمر السماء, فأومأ نحو السماء, ففُتحت الابواب, ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة, وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب, فقلنا: يا بن رسول الله ردها, فقال لي: نحن الأولون والآخرون, ونحن الآمرون, ونحن النور, ننور الروحانيين, ننور بنور الله, ونروح بروحه, فينا مسكنه, وإلينا معدنه, الآخر منا كالأول, والأول منا كالآخر.[80] * العلامة المجلسي في البحار, عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين ‘ يقول: إن الله خلق محمداً وعلياً والطيبين من نور عظمته, وأقامهم أشباحاً قبل المخلوقات ثم قال: أتظن أن الله لم يخلق خلقاً سواكم؟ بلى والله لقد خلق الله ألف ألف آدم وألف ألف عالم, وأنت والله في آخر تلك العوالم.[81] علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن عبد الله بن جندب, قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا × أسأل عن تفسير هذه الآية: {الله نور السموات والأرض}[82] فكتب إليَّ الجواب: اما بعد فإن محمداً كان أمين الله في خلقه, فلما قبض النبي | كنا أهل البيت ورثنه فنحن أمناء الله في أرضه, عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وما من فئة تضل مأة به وتهدي مأة به إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق, وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق, يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة, نحن آخذون بحجزة[83] نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ومن مات وهو يحبنا كان حقاً على الله أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، وهدى لمن اهتدى بنا, ومن لم يكن منَّا فليس من الاسلام في شيء, وبنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا أطعمكم الله عشب الارض، وبنا أنزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان. مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل فنحن {المشكاة فيها مصباح}[84] المصباح محمد رسول الله | {المصباح في زجاجة} من عنصرة طاهرة {الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا دعية ولا منكرة {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} القرآن {نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم} فالنور علي × يهدي الله لولايتنا من أحب ، وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقاً وجهه, منيراً برهانه, ظاهرة عند الله حجته, حق على الله أن يجعل أولياءنا المتقين والصديقين والشهداء والصالحين و{حسن أولئك رفيقاً}[85] فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات, نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء ونحن أولاد الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله | ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك}[86] يا محمد {وما وصينا به ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب} قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم, ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من الرسل {أن أقيموا الدين} ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون كما قال الله {ولا تتفرقوا فيه}, وإن {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} من الشرك, من أشرك بولاية علي × {ما تدعوهم إليه} من ولاية علي ×, يا محمد: فيه هدى {ويهدي إليه من ينيب} من يجيبك إليَّ بولاية علي ×. وقد بعثت إليك بكتاب فتدبره وافهمه فإنه شفاء لما في الصدور ونور، والدليل على أن هذا مثل لهم.[87] * شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي رضوان الله عليه, عن أبيه, عن رجاله, عن عبد الله بن سليمان قال: قلت لأبي عبد الله × قوله تعالى: {قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً}[88] قال: البرهان رسول الله, والنور المبين علي بن أبي طالب ×.[89] * الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس, عن الحسين بن عبيد الله, عن محمد بن الحسن وموسى بن عمر, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن × قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم}[90] قال: يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين × بأفواههم, قلت: قوله تعالى: {والله متم نوره}[91] قال: يقول: والله متمٌّ الامامة, والامامة هي النور وذلك قوله عز وجل: {آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}[92] قال: النور هو الامام.[93] ابن شاذان في الفضائل, أخبرنا الشيخ الإمام العالم الورع الناقل ضياء الدين شيخ الاسلام أبو العلاء الحسن بن أحمد بن يحيى العطار الهمداني & في همدان في مسجده في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث ثلاثين وستمائة قال: حدثنا الإمام ركن الدين أحمد بن محمد بن اسماعيل الفارسي قال: حدثنا عمر بن روق الخطابي قال: حدثنا الحجاج بن منهال, عن الحسن بن عمران, عن شاذان بن العلاء قال: حدثنا عبد العزيز, عن عبد الصمد, عن سالم, عن خالد بن السري, عن جابر بن عبد الله الأنصاري, قال: سألت رسول الله | عن ميلاد علي بن أبي طالب × فقال: آه! آه! سألت عجباً يا جابر عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح, إن الله تعالى خلقه نوراً من نوري وخلقني نوراً من نوره وكلانا من نور واحد وخلقنا من قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا كان طول ولا عرض ولا ظلمة ولا ضياء ولا بحر ولا هواء بخمسين ألف عام, ثم إن الله عز وجل سبح نفسه فسبحناه, وقدس ذاته فقدسناه, ومجد عظمته فمجدناه, فشكر الله تعالى ذلك لنا فخلق من تسبيحي السماء فمسكها, والارض فبطحها, والبحار فعمقها, وخلق من تسبيح علي الملائكة المقربين فجميع ما سبحت الملائكة لعلي وشيعته, [...] الخبر.[94] * الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن إسماعيل, عن منصور بن يونس, عن بريد قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قول الله تبارك وتعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس}[95] فقال: {ميت} لا يعرف شيئاً و{نوراً يمشي به في الناس} إماماً يؤتم به {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} قال: الذي لا يعرف الامام.[96] * محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا أبو محمد عبد الله قال: قال لي عبد الله بن بشر: سمعت الأحوص يقول: كنت مع الصادق × إذ سأله قوم عن كأس الملكوت, فرأيته وقد تحدر نوراً, ثم علا حتى أنزل تلك الكأس فأدارها على أصحابه, وهي كأس مثل البيت الأعظم, أخف من الريش, من نور محضور, مملوء شراباً, ثم قال ×: لو علمتم بنور الله لعاينتم هذا في الآخرة.[97] * العلامة المجلسي في البحار, عن الثمالي قال: دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر × فقالت: أخبرني يا بن رسول الله أي شيء كنتم في الأظلة؟ فقال ×: كنا نوراً بين يدي الله قبل خلق خلقه, فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا, وهللنا فهللوا, وكبرنا فكبروا, وذلك قوله عز وجل: {وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً}[98] الطريقة حب علي صلوات الله عليه, والماء الغدق الماء الفرات وهو ولاية آل محمد عليهم السلام.[99] * الشيخ الكليني في الكافي,علي بن إبراهيم بإسناده, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الامِّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث - إلى قوله - واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون}[100] قال: النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام.[101
باب في وجوب معرفة آل محمَّد وعظمة شأن المعرفة وأهلها وضلالة المقصرين1
الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, من كتاب الآيات مرفوعاً إلى ابن عباس قال: قال رسول الله |: لا يُعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي وعترته عليهم السلام, ألا وإنه لم يمش فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعة علي ومحبيه الذين يظهرون أمره وينشرون فضله, أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة, والويل كل الويل لمن يكتم فضائله ويكتم أمره, فما أصبرهم على النار.[1]
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن عمرو بن أبي المقدام, عن جابر قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إنما يَعرف الله عز وجل ويَعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت, ومن لا يَعرف الله عز وجل ولا يَعرف الامام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالاً.[2] * الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس, عن محمد بن عبد الجبار, عن صفوان, عن الفضيل, عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله ×: قال رسول الله |: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم, قلت: جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق[3] وضلال.[4] * كتاب سليم بن قيس, أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: قلت لأبي ذر: حدثني رحمك الله بأعجب ما سمعته من رسول الله | يقول في علي بن أبي طالب × - إلى أن يقول - قال: سمعت رسول الله | يقول: لم يزل الله يحتج بعلي في كل أمة فيها نبي مرسل, وأشدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله, [...] الخبر.[5] * الشيخ الكليني في الكافي, علي بن ابراهيم, عن أبيه, عن حماد بن عيسى, عن حريز, عن زرارة قال: قال أبو عبد الله ×: إعرف إمامك فإنك إذا عرفت لم يضرك, تقدم هذا الأمر أو تأخر.[6] * شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, عن الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي + في كتابه مصباح الانوار, بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق × ذات يوم فقال لي: يا مفضل هل عرفت محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة, فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الاعلى. قال: قلت: عرِّفني ذلك يا سيدي, قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والارض والجبال والرمال والبحار, وعرفوا كم في السماء نجم وملك, ووزن الجبال, وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا علموها {ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}[7] وهو في علمهم, وقد علموا ذلك, قلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت, قال: نعم يا مفضل, نعم يا مكرَّم, نعم يا محبور, نعم يا طيب, طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها.[8] * الشيخ الطوسي في الأمالي, الحسين بن إبراهيم, عن محمد بن وهبان, عن محمد بن أحمد بن زكريا, عن الحسن بن علي بن فضال, عن علي بن عقبة, عن أبي كهمس قال: وبالاسناد الاول عن زرعة, عن أبي عبد الله × قال: قلت له: أي الاعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة, ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة, ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم, ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج, وفاتحة ذلك كله معرفتنا, وخاتمته معرفتنا, [...] الخبر.[9] * محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا السندي بن محمد, عن يونس بن يعقوب, عن عبد الاعلى قال: قال أبو عبد الله ×: ما نُبئ نبي قط الا بمعرفة حقنا وبفضلنا عمن سوانا.[10] * الحر العاملي في وسائل الشيعة, عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عبد الله بن الصلت جميعاً عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر × في حديث قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه, وباب الاشياء, ورضا الرحمان, الطاعة للإمام بعد معرفته، أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الايمان.[11] * تفسير الإمام العسكري ×, قال × - في حديث طويل - : قال الصادق ×: وأعظم من هذا حسرة[12] رجل جمع مالاً عظيماً بكد شديد, ومباشرة الاهوال, وتعرض الاخطار, ثم أفنى ماله في صدقات ومبرات, وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات, وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب × حقه, ولا يعرف له من الاسلام محله, ويرى أن من لا يعشره ولا يعشر عشير معشاره أفضل منه ×, يُوقف على الحجج فلا يتأملها, ويُحتج عليه بالآيات والأخبار فيأبى إلا تمادياً في غيّه, فذاك أعظم من كل حسرة يأتي يوم القيامة, وصدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي تنهشه, وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تدفعه حتى تدعّه[13] إلى جهنم دعاً يقول: يا ويلي ألم أك من المصلين؟! ألم أك من المزكين؟! ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعففين؟! فلماذا دهيت بما دهيت؟! فيقال له: يا شقي ما نفعك ما عملت, وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله تعالى والايمان بنبوة محمد رسول الله |, ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي بن أبي طالب ولي الله, والتزمت ما حرم الله عليك من الائتمام بعدو الله, فلو كان لك بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره, وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بملء الارض ذهباً, لما زادك ذلك من رحمة الله تعالى إلا بعداً, ومن سخط الله عز وجل إلا قرباً.[14] * الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار & قال: حدثنا أبي, عن جعفر بن محمد الفزاري, عن عباد بن يعقوب, عن منصور بن أبي نويرة, عن أبي بكر بن عياش, عن أبي قدامة الفداني قال: قال رسول الله | : مَن منَّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم, فقد جمع الله له الخير كله.[15] * الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري ومحمد بن يحيى جميعاً, عن أحمد بن إسحاق, عن سعدان بن مسلم, عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها}[] قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا.[17] * محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن محمد بن صدقة، قال: دخلت على الرضا × فقال: لقيت رسول الله، وعلياً، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد، وجعفر، وأبي صلى الله عليهم أجمعين في ليلتي هذه، وهم يحدثون الله عز وجل، فقلت: الله! قال: فأدناني رسول الله | وأقعدني بين أمير المؤمنين وبينه، فقال لي: كأني بالذرية من أزل قد أصاب لأهل السماء ولأهل الارض، بخ بخ لمن عرفوه حق معرفته، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، العارف به خير من كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، وهم والله يشاركون الرسل في درجاتهم, ثم قال لي: يا محمد، بخ بخ، لمن عرف محمداً وعلياً، والويل لمن ضل عنهم، وكفى بجهنم سعيراً.[18] * أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن الوشاء، عن كرام الخثعمي, عن أبي الصامت، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله ×: يا معلى لو أن عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه[19] هرماً جاهلاً لحقنا لم يكن له ثواب.[20] * الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن إسحاق بن غالب, عن أبي عبد الله × في خطبة له يذكر فيها حال الائمة × وصفاتهم: أن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه, وأبلج بهم عن سبيل منهاجه, وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه, فمن عرف من أمة محمد | واجب حق إمامه, وجد طعم حلاوة إيمانه, وعلم فضل طلاوة[21] إسلامه، لأن الله تبارك وتعالى نصب الامام علماً لخلقه, وجعله حجة على أهل مواده وعالَمه، وألبسه الله تاج الوقار, وغشاه من نور الجبار, يمد بسبب إلى السماء, ولا ينقطع عنه مواده, ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه, ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته, فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى, ومعميات السنن, ومشبهات الفتن, فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين × من عقب كل إمام, يصطفيهم لذلك ويجتبيهم, ويرضي بهم لخلقه ويرتضيهم, كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماماً, علماً بيناً, وهادياً نيراً, وإماماً قيماً, وحجة عالماً, أئمة من الله, يهدون بالحق وبه يعدلون, حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه, يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد, وينمو ببركتهم التلاد, جعلهم الله حياة للانام, ومصابيح للظلام, ومفاتيح للكلام, ودعائم للاسلام, جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها. فالامام هو المنتجب المرتضى, والهادي المنتجى, والقائم المترجى, اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه, وفي البرية حين برأه, ظلاً قبل خلق نسمة عن يمين عرشه, محبواً بالحكمة في علم الغيب عنده, اختاره بعلمه, وانتجبه لطهره, بقية من آدم × وخيرة من ذرية نوح, ومصطفى من آل إبراهيم, وسلالة من إسماعيل, وصفوة من عترة محمد | لم يزل مرعياً بعين الله, يحفظه ويكلؤه بستره, مطروداً عنه حبائل إبليس وجنوده, مدفوعاً عنه وقوب[22] الغواسق[23] ونفوث كل فاسق, مصروفاً عنه قوارف[24] السوء, مبرءاً من العاهات, محجوباً عن الآفات, معصوماً من الزلات, مصوناً عن الفواحش كلها, معروفاً بالحلم والبر في يفاعه, منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه, مسنداً إليه أمر والده, صامتاً عن المنطق في حياته. فإذا انقضت مدة والده, إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته, وجاءت الارادة من الله فيه إلى محبته, وبلغ منتهى مدة والده × فمضى وصار أمر الله إليه من بعده, وقلَّده دينه, وجعله الحجة على عباده, وقيَّمه في بلاده, وأيده بروحه, وآتاه علمه, وأنبأه فصل بيانه, واستودعه سره, وانتدبه لعظيم أمره, وأنبأه فضل بيان علمه, ونصبه علماً لخلقه, وجعله حجة على أهل عالمه, وضياء لاهل دينه, والقيِّم على عباده, رضي الله به إماماً لهم, استودعه سره, واستحفظه علمه, واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره, وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده, فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل, وتحيير أهل الجدل, بالنور الساطع, والشفاء النافع, بالحق الابلج, والاللائح من كل مخرج, على طريق المنهج, الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام, فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي, ولا يجحده إلا غوي, ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا.[25] * علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثنا عمر بن رشيد, عن داود بن كثير, عن أبي عبد الله × في قوله الله عز وجل: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}[26] قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يغفروا للذين لا يعلمون, فإذا عرَّفوهم فقد غفروا لهم.[27] * الشيخ الصدوق في الأمالي,حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي القاضي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد × يقول: جاء إبليس إلى موسى بن عمران × وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه؟! فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة، وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: يا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري, ولم يبت مصراً على الخطيئة, وعرف حق أوليائي وأحبائي, فقال موسى: رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ فقال عز وجل: هم كذلك يا موسى, إلا أنني أردت مَن مِن أجله خلقت آدم وحواء, ومَن مِن أجله خلقت الجنة والنار, فقال موسى: ومن هو, يا رب؟ قال: محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لاني أنا المحمود, فقال موسى: يا رب اجعلني من أمته, قال: أنت يا موسى من أمته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته, إن مَثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت, كمثل الفردوس في الجنان, لا ييبس ورقها ولا يتغير طعمها, فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل حلماً, وعند الظلمة نوراً, أجيبه قبل أن يدعوني, وأعطيه قبل أن يسألني, [...] الخبر.[28] * تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: قال الحسن بن علي ‘: محمد وعلي أبوا هذه الامة, فطوبى لمن كان بحقهما عارفاً, ولهما في كل أحواله مطيعاً, يجعله الله من أفضل سكان جنانه ويسعده بكراماته ورضوانه.[29] * محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبد الله × عن قول الله: {فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[30] قال: العمل الصالح المعرفة بالائمة, {ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[31] التسليم لعلي, لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله.[32] * الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال, حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار, عن أحمد ابن محمد, عن ابن فضال, عن علي بن عقبة بن خالد, عن ميسرة قال: كنت عند أبي جعفر × وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً فجلس بعد سكوت منا طويلاً فقال: ما لكم؟! لعلكم ترون أني نبي الله, والله ما أنا كذلك, ولكن لي قرابة من رسول الله | وولادة, فمن وصلنا وصله الله, ومن أحبنا أحبه الله عز وجل, ومن حرمنا حرمه الله, أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد منا وكان هو الراد على نفسه قال: ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً وجعل بيته فيها, ثم قال أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك المسجد الحرام, ثم قال أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه قال: ذلك ما بين الركن الاسود والمقام وباب الكعبة وذلك حطيم إسماعيل × ذلك الذي كان يذود غنيماته ويصلي فيه, والله! لو أن عبداً صفَّ قدميه في ذلك المكان قام ليلاً مصلياً حتى يجيئه النهار, وصام حتى يجيئه الليل ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً.[33] * الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمر الزيات قال: حدثني علي بن إسماعيل, قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا الحسين الاشقر، قال: حدثنا قيس, عن ليث بن أبي سليم, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن الحسين بن علي ‘ قال: قال رسول الله |: ألزموا مودتنا أهل البيت, فإنه من لقي الله وهو يحبنا دخل الجنة بشفاعتنا, والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفتنا.[34] * الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله × وأنا أسمع فقال: تراني أدرك القائم ×؟ فقال: يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟ فقال: إي والله وأنت هو وتناول يده, فقال: والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبياً بسيفك في ظل رواق القائم صلوات الله عليه.[35] * الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور قال: حدثنا يونس, عن حماد بن عثمان, عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × ق