لو قطعوا أرجلنا واليدين***نأتيك زحفاً سيدي ياحسين
ثواب زيارة الحسين عليه السلام
عن معاوية بن وهب ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو في مصلاه, فجلست حتى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة، وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برِّنا، ورجاءاً لما عندك في صلتنا, وسروراً أدخلوه على نبيك محمد (صلى الله عليه وآله)، وإجابة منهم لأمرنا – وغيظاً أدخلوه على عدونا, أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنّا بالرضوان, واكلأهم بالليل والنهار, واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف وأصحبهم واكفهم شرّ كلِّ جبّار عنيد, وكل ضعيف من خلفك أو شديد, وشرّ شياطين الإنس والجنّ وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافاً عليهم, فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس, وارحم تلك الخدود التي تقلّب على قبر أبي عبد الله (عليه السلام), وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا, وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا, وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى تروِّيهم من الحوض يوم العطش, فما زال - صلوات الله عليه - يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد, إلى أن قال : يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض لا تدعه لخوفٍ من أحدٍ, فمن تركه لخوفٍ ، رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده ، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
أما تحب أن تكون غداً فيمن تصافحه الملائكة؟
أما تحب أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتّبع به؟
أما تحب أن تكون غداً فيمن يصافح رسول الله - صلى الله على وآله -.
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ((ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، و إنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك، فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي (صلى الله عليه و آله) فسلموا عليه، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلموا عليه، ثم عرجوا، و ينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة ))
وقال(عليه السلام): ((و من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة و ألف عمرة مقبولة، و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ))
الأمالي للطوسي - (ج 1 / ص 242)