شمس خلف السحاب
شمس خلف السحاب
شمس خلف السحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شمس خلف السحاب

نصرت ال محمد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا الزائر الكريم ساهم معنا بتطوير المنتدى من خلال انضمامك الى اسرة المنتدى وشارك بنصرت ال محمد
شمس خلف السحاب
علوم القران *درر اهل البيت *ولاية اهل البيت *قسم الامام المهدي عليه السلام *فتاوى علماء الحوزة*محاضرات دينيه*قصائد حسينيه
المواضيع الأخيرة
» في الزواج المنقطع( المتعة)
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 10:51 pm من طرف زائر

» أكسل وأبخل وأعجز وأسرق وأجفى الناس ؟
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:41 am من طرف خالد المحاري

» من أحــــــبه الله ابتــــلاه
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:40 am من طرف خالد المحاري

»  معجزة خطبة الرسول والزهراء للسيدة نرجس
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:39 am من طرف خالد المحاري

»  من هم الذين ارادوا اغتيال النبي في العقبة
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:35 am من طرف سيف نادر

»  وصية الرسول (صلى الله عليه واله ) في اهل البيت ( عليهم السلام) من المصادر السنية
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:34 am من طرف سيف نادر

»  فضائل صحيحة وضعت مقابيلها فضائل مكذوبة
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:33 am من طرف سيف نادر

» البخاري يشك في خلافة علي بن ابي طالب ويعبر عنها بالفتنة
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:30 am من طرف سيف نادر

» قول الإمام الصادق (ع) "نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة".
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 5:26 am من طرف راية الحق

الساعة
Baghdad
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنين عامر

بنين عامر


أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! Jb12915568671
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! Jefaf-ws16
عدد المساهمات : 132
نقاط : 398
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/08/2013

أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! Empty
مُساهمةموضوع: أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة !   أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة ! I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 10:20 pm


كثير منا أو كلنا نحن المسلمينوكغيرنا من شعوب العالم نفتخر أو ربما نتفاخر بذكر بعض الاسماء اللامعة لرجالاتنا وأبطالنا الذين ملأوا صفحات التأريخ مفاخرَ وأمجاداً وسطروا أروع البطولات في تحدي الباطل والدفاع عن الحق أما الطواغيت والجبابرة .

ولكن ما يحزّ بالنفس أن معظم هؤلاء لم يُنصفوا لا من قبل التأريخ ولا من قبلنا تجاههم ، فها نحن لا نملك الا اليسير من المعلومات عنهم ، رغم توفر المعلومة في الوقت الحاضر وسهولة الحصول عليها واقتنائها ، لذا فباعتقادي ان معظمنا مقصّر تجاه هؤلاء الأبطال .

وعرافنا منا لهم ينبغي أن نذكر ما نستطيع ذكره عنهم

ومن هؤلاء الأبطال والمجاهدين هو


أبو ذرّ الغفاري


جاء في موسوعة أصحاب الفقهاء :

( أبو ذرّ الغفاري : اختلف في اسمه واسم أبيه، والمشهور المحفوظ: جُندب بن جنادة.
كان أحد السابقين الاَوّلين، قدم على النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - وهو بمكة فأسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه بأمر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، فكان يسخر بآلهتهم.
وكان يتألّه في الجاهلية ويوحّد، ولا يعبد الاَصنام.
ولما هاجر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، هاجر أبو ذر إلى المدينة، وكان حامل راية غفار يوم حنين...) (1)وقال الشيخ حسن صاحب المعالم في التحرير الطاووسي :
( جندب بن جنادة، أبو ذر الغفاري . روى انه ممن لم يرتد. الاختيار: 38 ضمن رقم 78. ذكرة الشيخ(2) في الفهرست: 45 رقم 149 فقال: " جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رضى الله عنه، أحد الاركان الاربعة، له خطبة يشرح فيها الامور بعد النبي صلى الله عليه وآله.. "

وذكره في رجاله: 13 رقم 12 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قائلا: " جندب ابن جنادة الغفاري أبو ذر رحمة الله عليه، وقيل: جندب بن السكن، وقيل: اسمه برير بن جنادة مهاجري، مات في زمن عثمان بالربذة "، وذكره في: 36 رقم 1 في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلا: " جندب بن جنادة، ويقال: جندب بن السكن، يكنى: أبا ذر، أحد الاركان الاربعة ".

وعده البرقى في رجاله: 1 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وفى: 3 من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وفى: 4 من شرطة خميس أمير المؤمنين عليه السلام، وذكره ابن شهر آشوب في معالمه: 32 رقم 180.

وذكره ابن داود في القسم الاول من رجاله: 67 رقم 349 أيضا،

وكذا العلامة(3) في رجاله: 36 رقم 1، لكن ورد في رجال العلامة ان اسمه " ثوير " على أحد الاقوال، والظاهر انه تصحيف " برير " على ما مر نقله عن رجال الشيخ فلاحظ.

وقال ابن حجر العسقلاني في الاصابة: 4 / 62 رقم 384: " أبو ذر الغفاري، الزاهد المشهور الصادق اللهجة.. مختلف في اسمه واسم أبيه، والمشهور: انه جندب بن جنادة ابن سكن، وقيل: بن عبد الله، وقيل: اسمه برير، وقيل: بالتصغير، والاختلاف في أبيه كذلك الا في السكن، قيل: يزيد عرفة، وقيل: اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن بياض ابن عمرو بن مليل بلامين - مصغرا - ابن صعير - بمهملتين مصغرا - ابن حرام - بمهملتين

بن غفار، وقيل: اسم جده سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار، واسم امه: رملة بنت الوقيعة، غفارية أيضا..)(4)

___________________________
(1) موسوعة أصحاب الفقهاء - (ج 1 / ص 65)
(2) يقصد به الشيخ الطوسي - ره -
(3) يقصد به العلامة الحلي - ره -
(4) التحرير الطاووسي- (ص 118


إن المتتبع لحياة وسيرة أبي ذر الغفاري ، يجده شخصية قليلة النظير ، فقد كان راسخ العقيدة ، صلب الايمان ،غيوراً على الدين ، لا تأخذه في الله لومةُ لائم ، فلم يكن يداهن أو يجامل على حساب الحق ، بل كان يجاهر بالحق ، حتى ضج منه الطواغيت وضاق به حكام الجور أمثال معاوية

وكان متفانياً في حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين) ، حتى انه كان يجهر بفضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) في وقت منع فيه أيًّ ذكر لأهل البيت (عليه السلام)

وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) مطلعاً على هذه الشخصية لذا منح صاحبها أكثر من وسام


فقال ( صلى الله عليه وآله ) في حقه :

" ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر يعيش وحده ويموت وحده ، ويبعث وحده ويدخل الجنة "(1)




وجاء في كتاب الأمالي للشيخ المفيد :


عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

" إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي وأخبرني أنه يحبهم "


قلنا من هم يا رسول الله و ليس منا أحد إلا يحب أن يكون منهم فقال ( صلى الله عليه وآله ) :

"ألا إن عليّاً منهم " يقولها ثلاثا " والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي "(2)




وقال ( صلى الله عليه وآله ) عنه أنه من أهل الجنة ، أي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمن أنه من أهل الجنة ، فقد روى الشيخ الصدوق - رحمه الله تعالى - في علله هذا الحديث :


إبراهيم بن احمدبن هشام المؤدب وعلي بن عبدالله الوراق وعلي بن احمد بن محمد الدقاق رضى الله عنهم قالوا: حدثنا ابوالعباس احمدبن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكربن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن ابيه، عن ابى الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي، صلى الله عليه وآله ذات يوم في مسجد (قبا) وعنده نفر من أصحابه فقال ( صلى الله عليه وآله ) :

" أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة "

فلما سمعوا ذلك قام نفرمنهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب ان يعود ليكون هو أول داخل فيستوجب الجنة فعلم النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك منهم فقال ( صلى الله عليه وآله )لمن بقى عنده من أصحابه :

" سيدخل عليكم جماعة يستبقون فمن بشرني بخروج آذار فله الجنة "

فعاد القوم ودخلوا ومعهم ابوذر رحمه الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) لهم :

" في أي شهر نحن من الشهور الرومية "

فقال ابوذر : قد خرج آذار يارسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله) :

"قد علمت ذلك يااباذر ولكن احببت ان يعلم قومي إنك رجل من اهل الجنة ، وكيف لا تكون كذلك وأنت المطرود من حرمي بعدي لمحبتك لأهل بيتي !
فتعيش وحدك وتموت وحدك ويسعد بك قوم يتولون تجهيزك ودفنك أولئك رفقائي في [الـ]جنة الخلد التي وعد المتقون "(3)
_______________________
(1) روضة الواعظين - (ص 284)
(2) الامالي - ( ص 125)
(3) علل الشرايع - (ج 1 / ص 176)


نماذج من جهاد أبي ذر :

نقل الشيخ الطوسي - ره - في أماليه :

عن حنش بن المعتمر، قال سمعت أبا ذر الغفاري (رضي الله عنه) يقول أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول :

" إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من دخلها نجا، و من تخلف عنها هلك "(1)

ونقل العلامة المجلسي - ره - في البحار :

قال سليم بن قيس: بينما أنا وحميش بن معتمر بمكة إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب ثم نادى بأعلى صوته في الموسم: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن جهلني فأنا جندب أنا أبو ذر، أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول:

" إن مثل أهل بيتي في امتي كمثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل، أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول: إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وأهل بيتي"إلى آخر الحديث.

فلما قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال: ما حملك على ما قمت به في الموسم ؟ قال: عهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمرني به، فقال: من يشهد بذلك ؟ فقام علي (عليه السلام) والمقداد فشهدا، ثم انصرفوا يمشون ثلاثتهم فقال عثمان: إن هذا و صاحبيه يحسبون أنهم في شيء(2)


عن رافع مولى أبي ذر قال: قال صعد أبو ذر رضي الله عنه على درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب، ثم أسند ظهره إليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:

" إنما مثل أهل بيتي في هذه الامة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تركها هلك، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين "(3)


وقال اليعقوبي في تأريخه :
« وبلغ عثمان أن أبا ذر ، يقعد في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) ويجتمع اليه الناس ، فيحدث بما فيه الطعن عليه ، وأنه وقف بباب المسجد ، فقال :
أيها الناس ، من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو ذر الغفاري ، جندب بن جنادة الربذي : إن الله إصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم ، وآل عمران على العالمين . ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم . محمد الصفوة من نوح ، فالأول من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمد . إنه شرف شريفهم واستحقوا الفضل في قوم ( قومهم ) هم فينا كالسماء المرفوعة ، وكالكعبة المستورة ، أو كالقبلة المنصوبة ، أو كالشمس الضاحية ، أو كالقمر الساري ، أو كالنجوم الهادية ( أو كالشجرة الزيتونة ) أضاء زيتها ، وبورك زبدها . ومحمد وارث علم آدم ، وما فضل به النبيون ، وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه .
أيتها الأمة المتحيرة ، أما لو قدمتم من قدَّم الله ، وأخرتم من أخَّر الله وأقررتم الوالية والوراثة في أهل بيت نبيكم ، لأكلتم من فوق رؤوسكم ، ومن تحت أقدامكم ، ولما عال ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف إثنان في حكم الله ، إلا وجدتم علم ذلك عندهم ، من كتاب الله وسنة نبيِّه ، فأما اذا فعلتم ما فعلتم ، فذوقوا وبال أمركم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .(4)

______________________________
(1) الأمالي للطوسي - (ص 514)
(2) بحار الأنوار - (23 / 119)
(3) بحار الأنوار - (23 / 121)
(4) تأريخ اليعقوبي 2 / 172 .
سبب نفي عثمان لأبي ذر الى الشام :

نقل العلامة المجلسي - قدس الله روحه - في البحار حول سبب نفي أبي ذر - رحمه الله - الى الشام ، فقال :


أن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الاموال واختص زيد بن ثابت بشئ منها جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع: بشر الكافرين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته، ويتلو قوله تعالى: " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "(1)

فرفع ذلك إلى عثمان مرارا وهو ساكت، ثم إنه أرسل إليه مولى من مواليه أن انته عما بلغني عنك فقال أبو ذر:

أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله تعالى، وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله لان أرضى الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضى عثمان،



فأغضب عثمان ذلك وأحفظ فتصابر وتماسك إلى أن قال عثمان يوما والناس حوله: أيجوز للامام أن يأخذ من بيت المال شيئا قرضا، فإذا أيسر قضى ؟

فقال كعب الاحبار: لا بأس بذلك، فقال أبو ذر: يابن اليهوديين أتعلمنا ديننا ؟

فقال عثمان: قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي، الحق بالشام، فأخرجه إليها، فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها، فبعث إليه معاوية يوما ثلاثمائة دينار، فقال أبو ذر لرسوله: إن كانت من
عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها وردها عليه ...(2)

______________________________
(1) التوبة: 34.
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (22 / 414)

نفي أبي ذر من الشام الى المدينة المنورة ثم الى الربذة :

روى العلامة المجلسي في البحار قائلاً :


(( ... ثم بنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال أبو ذر:
يا معاوية إن كانت هذه من مال فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهي الاسراف

وكان أبو ذر يقول بالشام: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه، إني لارى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا مكذبا، و أثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه،

فقال حبيب بن مسلمة الفهري: لمعاوية: إن أبا ذر لمفسد عليكم الشام، فتدارك أهله إن كان لك فيه حاجة .

وروى أبو عثمان الجاحظ عن جلام بن جندل الغفاري قال: كنت عاملا لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلافة عثمان، فجئت إليه يوما أسأله عن حال عملي، إذ سمعت صارخا على باب داره يقول: أتتكم القطار بحمل النار، اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له، اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له فازبأر معاوية وتغير لونه وقال: يا جلام أتعرف الصارخ ؟ فقال: اللهم لا، قال: من عذيري من جندب بن جنادة، يأتينا كل يوم فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ثم قال: أدخلوه، فجيئ بأبي ذر بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه، فقال له معاوية: يا عدو الله وعدو رسوله تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع، أما إني لو كنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني أستأذن فيك، قال جلام: وكنت احب أن أرى أبا ذر لانه رجل من قومي، فالتفت إليه فإذا رجل أسمر، ضرب من الرجال، خفيف العارضين، في ظهره حناء فأقبل على معاوية وقال: ما أنا بعدو الله ولا لرسوله، بل أنت وأبوك عدوان الله ولرسوله، أظهرتما الاسلام، وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا عليك مرات أن لا تشبع، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" إذا ولى الامة الاعين الواسع البلعون الذي يأكل ولا يشبع فلتأخذ الامة حذرها منه "

فقال معاوية: ما أنا ذلك الرجل، قال أبو ذر:

أنت ذلك الرجل أخبرني بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعته يقول وقد مررت به:

" اللهم العنه ولا تشبعه إلا بالتراب "
وسمعته يقول:
" اسيت [الست] معاوية في النار "

فضحك معاوية وأمر بحبسه، وكتب إلى عثمان فيه، فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل جنيدبا إلي على أغلظ مركب وأوعره،

فوجه به من سار به الليل والنهار، وحمله على شارف ليس عليها إلا قتب حتى قدم به المدينة، وقد سقط لحم فخذيه من الجهد

فلما قدم بعث إليه عثمان:

أن إلحق بأي أرض شئت،
قال بمكة،
قال: لا،
قال: ببيت المقدس
قال: لا،
قال: بأحد المصرين،
قال: لا،
قال: ولكني مسيرك إلى الربذة

فسيرة إليها، فلم يزل بها حتى مات ))(1)


______________________________

(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (22 / 416)


وروى العلامة المجلسي - ره - عن الواقدي وغيره ، فقال :


أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له:
لا أنعم الله بقين عينا * نعم ولا لقاه يوما زينا
تحية السخط إذا التقينا

فقال أبو ذر: ما عرفت اسمي قينا.


ثم قال العلامة - ره - :

وفي رواية الاخرى:

لا أنعم الله بك عينا يا جنيدب، فقال أبو ذر، أنا جندب وسماني رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله، فاخترت اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي سماني به على اسمي،

فقال له عثمان: أنت الذي تزعم أنا نقول: يد الله مغلولة، وأن الله فقير ونحن أغنياء ؟

فقال أبو ذر: لو كنتم لا تقولون هذا لانفقتم مال الله على عباده ولكني أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا، وعباده خولا "

فقال عثمان لمن حضر: أسمعتموها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟

قالوا: لا، قال عثمان: ويلك يا أبا ذر أتكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟

فقال أبو ذر لمن حضر: ما تدرون أني صدقت ؟
قالوا: لا والله ما ندري، فقال عثمان: ادعوا لي عليا، فلما جاء قال عثمان لابي ذر:

اقصص عليه حديثك في بني أبي العاص، فأعاده فقال عثمان لعلي (عليه السلام): أسمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟

قال(عليه السلام) :" لا، وصدق أبو ذر "

فقال: كيف عرفت صدقه ؟ قال(عليه السلام) :

« لاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
" ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " »

فقال من حضر: أما هذا فسمعناه كلنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أبو ذر:

احدثكم أني سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتتهموني ؟ ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله).




وفي خبر آخر بإسناده عن صهبان مولى الاسلميين قال: رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان، فقال له: أنت الذي فعلت وفعلت،

فقال أبو ذر: نصحتك فاستغششتني، ونحصت صاحبك فاستغشني،

قال عثمان: كذبت، ولكنك تريد الفتنة وتحبها، قد انغلت الشام علينا،

فقال له أبو ذر: اتبع سنة صاحبيك لا يكن لاحد عليك كلام،

فقال عثمان: مالك وذلك ؟ لا ام لك

قال أبو ذر: ما وجدت لي عذرا إلا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،

فغضب عثمان وقال: أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب، إما أن أضربه أو أحبسه أو أقتله، فإنه قد فرق جماعة المسلمين، أو أنفيه من أرض الاسلام، فتكلم علي (عليه السلام) وكان حاضرا فقال(عليه السلام) :

" اشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون: "وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ " [غافر : 28]
فاجابه عثمان بجواب غليظ، وأجابه علي (عليه السلام) بمثله، ولم يذكر الجوابين تذمما منهما. قال الواقدي: ثم إن عثمان حظر على الناس أن يقاعدوا أبا ذر أو يكلموه فمكث كذلك أياما ثم أتى به فوقف بين يديه،

فقال أبو ذر: ويحك يا عثمان أما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورأيت أبا بكر وعمر، هل هديك كهديهم ؟

أما إنك لتبطش بي بطش جبار، فقال عثمان: اخرج عنا من بلادنا،

فقال أبو ذر: ما أبغض إلي جوارك، فإلى أين أخرج ؟ قال: حيث شئت،

قال: أخرج إلى الشام أرض الجهاد قال: إنما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها، أفأردك إليها ؟

قال: أفأخرج إلى العراق ؟ قال: لا، إنك إلا تخرج إليها تقدم على قوم اولي شبه وطعن على الائمة والولاة،

قال: أفأخرج إلى مصر ؟ قال: لا، قال: فإلى أين أخرج ؟ قال: إلى البادية،

قال أبو ذر: أصير بعد الهجرة أعرابيا ؟ قال: نعم،

قال أبو ذر: فأخرج إلى بادية نجد، قال عثمان: بل إلى الشرف الابعد فأقصى ، امض على وجهك هذا، فلا تعدون فخرج إليها. (1)

__________________________
(1) بحار الأنوار / جزء 22 / صفحة[417]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو ذرّ الغفاري .. دافع الضريبة الباهضة لأجل ثباته على الحق وتمسكه بالولاية الحقة !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علي مع الحق و الحق مع علي
» الإمامُ محمدُ الباقرُ/ع/ وحتميّة القيام المهدوي الحق)):تأملٌ معرفي في نص مهدوي
» أهل الباطل في تعاملهم مع أهل الحق
» صراع الحق والباطل
»  مباركة الحق للحياة الزوجية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شمس خلف السحاب :: ولايه اهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: