الحوراء زينب بطلة الأرض والتأريخ ...
من يبحر في كتب التأريخ بحثاً عن بطلات خلدن بين سطورها نجد الكثير منهن أخذ مكانا وأسعا وصفحات ناصعه في سجل البطولات والتضحيات وحسبنا سمية أم عمار بن ياسر التي وقفت بوجه المشركين وتحدت الموت, وخولة بنت الأزور التي سجل التأريخ لها بطولات وصولات في ميادين المعارك والقتال. ولكن عندما بحثنا عن أعظم بطلة عرفتها التأريخ كان ولابد أن نعرج الى أرض الطفوف وعلى معركة كــــــــــــــربلاء, التي لولا الحوراء بنت الزهراء لما بقي لكربلاء ونهضتها أي تأريخ يذكر, في صحراء كربلاء سطرت الحوراء زينت أعظم بطولة في الفداء والتضحية كيف لا وهي بنت الأسد علي وأخت الليث عباس.
يحدّثنا التاريخ أنّ العقيلة زينب عليها السّلام كانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله تَقَدّمها أميرُ المؤمنين عليه السّلام وسار خلفها أخوها العبّاس عليه السّلام واكتَنَفها أخَواها الحسنان عليهما السّلام من اليمين والشمال، كي لا تَلمح عينُ ناظرٍ لها شخصاً ولا خيالاً، حتّى إذا اقتربوا من القبر المطهّر أسرع أمير المؤمنين عليه السّلام فأخمَد نورَ المصابيح زيادةً في رعاية الستر والحجاب لكريمته عقيلة بني هاشم وفخرهم . فشاءت الأقدار أن تعيش الحوراء زينب عليها السلام وتواكب كل أحداث ومصائب كربلاء لحظة بلحظة . لذا كانت في مواقفها البطوليه في كربلاء ومابعد هذه الفاجعة الأثر الكبير في حفظ الثورة الحسينية وحمايتها وأيصال صوتها الى مختلف أرجاء العالم الذي أستفاق على صوت وهي تحاول أيقاظه من سباته الطويل.
من يقرأ تأريخ كربلاء يجد أن الحوراء عليها السلام تحملت أعباء تعجز أي أمرأة عن تحملها. فقال أبن زياد لها بعد أستشهاد الأمام الحسين عليه السلام : ( كيف رأيت فعل ألله بأهل بيتك). فقالت : مارأيت الأجميلا. وفي الشام وقفت امام يزيد بكل شجاعة وعنفوان رغم معاناتها من التعب والمرض التي ألمت بها وقالت خطبتها المشهورة رغم أنها كانت دامية القلب وقد أحاط بها الأعداء من كل حدب وصوب: فكد كيدك وأسعى سعيك, فوالله لان تمحو ذكرانا ولن تميت وحينا. ياسيدتي حتى قلمي وقف حائرا أمام عظمتك وشجاعتك. يازينب الحوراء لله درك من شجاعة تعلو على همم الر جال عند الشدائد, كيف لا وأنت بنت من قال : وألله لو تضافرت كل العرب على قتالي لما وليت عنها. فأستقبلت الحوراء الحياة بأعباء الرسالة وهمومها التي كلفتها الكثير من التضحيات , وما كان منها الأ أن شاركت بكل جدارة في تحمل مسؤولياتها . ولم تكن واقعة كربلاء مجرد حدث عابر في حياتها بقدر ماكانت عنوانا للتضحية والفداء التي عبرت من خلالها عن صرخة الضمير علها تنقذ ماتبقى من الذين تلوثت وتدنست نفوسهم وعقولهم برذائل الخبث الأموي الحاقد على الدين وأهله. فكانت فاجعة كربلاء بصمة عار في جبين الظالمين. ومن بين رماد الصحراء وسيوف الظالمين خرجت صوت الحوراء لتعلو قمم الجبال وتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة, أن شجاعة الحوراء زينب عليها السلام ليست من الأمور الخفيه وقد أعترف بها كل من كتب في وأقعة كربلاء ونوه بجلألتها كل أرباب السير, ولعمري من كان أبوها علي وأمها فاطمة حرية أن تكون بهذه المستوى من الشجاعه والأقدام.
كان صبرها عليها السلام على المصائب التي ماوقعت عليها رغما !! بل هي بأختيارها وبكل أرادتها . وقد دخلت المعركة وهي عالمة بكل ماسيؤول اليه حالها وهي عقيلة الطالبيين والمعوّل عليها حمل العبء المتبقي من طريق الرسالة الحسينية وكيفية تأديتها بأروع صور الجهاد والصبر والبطولة العقائدية التي لو لم تكن عقيدتها بتلك القوة لما أستطاعت الصمود التأريخي في كربلاء ولما أستطاعت المثول أمام جبابرة عصرها وهي تصفهم صفات الحق وتكشف الحقائق في عقر دارهم وبين حاشيتهم وأمام كراسيهم.
وفي خضم مأسي كربلاء وفاجعتها بقيت الحوراء قوية صلبه لاتهاب الطواغيت والجبابرة واستطاعَت السيدة زينب (عليها السلام) بإيمانها وصبرها وصمودها ان تقهر أعتى صروح الظلم والطغيان، وأزالت كل الحجب عن طغيان الأشرار، فلم يشهد التاريخ مثيلاً لتلك المرأة العظيمة ، وقد تجلّت مواقفها وصفاتها خلال النهضة الحسينية المباركة، بكل صفحاتها، وما تضمنته تلك المواقف من مِحَن وصعوبات لم تثنها عن قول الحق في مجالس الظَلَمة، من خلال الخطب التي كانت أحرفها أشد وقعاً من سيوف الظالمين.
لم يعرف التأريخ في جميع مراحلة أشجع ولا أربط جأشا من زينب بنت علي عليها السلام, فكانت شجاعتها معجزة كربلاء الخالده, وكانت في يوم العاشر من محرم صامده كالجبل لم تهزها رياح الظلم العاتيه فحيرت الألباب بشجاعتها وأذهلت العقول بصلابتها وقوة بأسها, فلم تنهار من شدة البلاء والمحنه بل على العكس تماماً كانت تزداد قوة وعنفوانا. عادة في الحروب تتطاير الأفئدة من الخوف والرعب الأ في كربلاء زينب فأختلفت وقلبت كل الموازيين فسطرت بطولات بحروف من ذهب رسمتها أناملها المتعبه. فياألله ماأعظمك ياحوراء وكأنك تجسدتي بالزهراء. فكانت الحوراء هي من نشرت مأثر كربلاء وبطولاتها وهي التي أحرقت شعلة الحسين في كربلاء وحافظت على بريقها المتوهج.
ياعقيلة الأطهار والشرف التي لاذت أليه حقيقة الأدراك منك يسوغ الدهر كماله, ذكراك سطرها الخلود بريشة الذهب, يازينب ياضوء القمر التي لم تكشف يوما للناس وعطر أزكى من رائحة العنبر. ياذروة العلياء حسبك أنما يحوي الزمان في العلا علياك. يامن تزينت البطولة والفداء بأسمها, زينب ياسر الخلود ومعدنها يابنت الصميدع حيدر أقسم بأنك سر خلود كربلاء ووجودها. فياحوراء من ذا يطاولك الفخر وأنت بنت الأرحام الطاهره والأنجم الزاهره , يابضعة المرتضى والزهراء لك مني ولأخيك الحسين سلام مابقي في العين دمع وفي القلب نبض