عدد المساهمات : 747 نقاط : 2249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2013
موضوع: الضرب والبذاءة بين الأزواج الخميس مايو 30, 2013 2:46 am
إذا جرى السبّ والشتائم على لسان رجل أو امرأة ـ والعياذ بالله ـ فسيعرف الجميع بأن هذا الرجل وتلك المرأة لا يتمتعون بشخصية إسلامية ولا إنسانية بالمرة، وأن الله تباركت أسماؤه، ورسوله الكريم(ص) يمقتان مثل هؤلاء الأفراد.
"كان للإمام الصادق"ع" صديقٌ لا يكاد يفارقه، إذا ذهب مكاناً، فبينما هو يمشي معه في الحذَّائين ومعه غلامٌ له سنديٌّ يمشي خلفهما، إذْ التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره، فلما نظر في الرابعة، قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله الصادق"ع" يده فصكَّ بها جبهة نفسه، ثم قال: سبحان الله تقذف أمَّهُ؟ قد كنتُ أرى أنَّ لك ورعاً فإذا ليس لك ورع؟ فقال: جعلت فداك إن أمَّةُ سنديّة مشركة، فقال: ما علمت أن لكل أمةٍ نكاحاً، تنحَّ عنّي، قال: فما رأيته يمشي معه حتى فرّق الموت بينهما".
من هذا نفهم بأن الرجل الذي يسبّ ابنه، أو امرأته حتى ولو كان هناك قصورٌ منهما فهو مغضبٌ لله جلَّت صفته، وأن المرأة التي تشتم زوجها أو ابنها لا ينبغي لها أن تتوقع من الباري تعالى غير الغضب، وأن الرسول الأكرم(ص)، وفاطمة الزهراء"ع"، والأئمة الأطهار"ع" غاضبون عليها، وأن السبّ أو الشتم سيتجسد في عالم البرزخ ليضحى رفيقاً للسبّاب، ويتجسد أيضاً يوم القيامة على شكل حيوان مفترس يلتهمه ولا يموت. قال تعال في محكم كتابه المجيد: (يوم تَجِدُ كُلُّ نفسٍ ما عمِلتْ مِنْ خَيرٍ مُحْضراً، وما عملت من سوءٍ، تودُّ لو أنَّ بينها وبينه أمراً بعيداً) .
لذا يجب على المسلم أينما كان، وكيفما كان، أن يكون مؤدباً، ملتزماً، يُدرك ما يقول، وهذا ما يوصي به الإمام الصادق"ع" أصحابه دائماً، فالمعلم لا يجدر به أن يكون لعّاناً ولا بذيئاً مع تلاميذه، والزوجة يجب عليها أن تبتعد عن السبّ والشتيمة، وكذا الولد عليه أن ينتبه لهذه المسألة الحساسة والمهمة، وليعلم الجميع بأن المسلم ليس بلعّان ولا طعّان ولا فاحش ولا بذيء.
أما بالنسبة للضرب فهو الآخر حاله كحال السبّ والشتم والبذاءة في الكلام، وأن الرسول الأكرم(ص) نهى عنه كثيراً، وهدد الرجل الضارب لزوجته بسبعين ضربة سوط من يد مالك جهنم في يوم القيامة لأن الضرب ليس من شأن المسلم الحقيقي، ليس من عمل الإنسان الواعي، ومن فعل ذلك، رجلاً كان أو امرأة عُدَّ أحمق ووضيعاً، وعليه فالبذاءة والضرب تميت القلوب، بعد أن تُذهب المحبة منها. سأل رجل النبيّ صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الزوجة ولا تقبّح، ولا تهجر إلاَّ في البيت"