هل الاستدلال باحاديث اهل البيت ع حول حياة الامام المهدي ع تلزم الدور ؟
كاتب الموضوع
رسالة
خادم اهل البيت
عدد المساهمات : 747 نقاط : 2249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2013
موضوع: هل الاستدلال باحاديث اهل البيت ع حول حياة الامام المهدي ع تلزم الدور ؟ الإثنين سبتمبر 09, 2013 6:41 am
لا يقال: بأنّ الاستدلال بروايات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) لإثبات أنّ الامام المهدي ع حيّ، إنّما يلزم منه الدور، لأنّ حجيّة أقوالهم موقوفة على إمامتهم وعصمتهم، والمفروض أنّ إمامتهم متوقّفة على حجيّة أقوالهم. لأنّه يقال: إنّ هذا الإشكال مدفوع ببيانين: الأوّل: انه بعد أناثبات عصمتهم يمكن الاحتجاج والاستناد إلى أقوالهم لإثبات خصائص إمامة المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، ولا يلزم محذور في المقام، لاختلاف الموقوف عن الموقوف عليه، فيرتفع الدور. الثاني: أنّه حتّى لو لم تثبت عصمة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) إلاّ أنّه يمكن الاعتماد على رواياتهم، وذلك من خلال أنّهم رواة ثقات عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، فتكون حجيّة قولهم على حدّ حجيّة قول أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين قبل المسلمون عامّة، الاعتماد على ما ينقلونه عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا أظن أنّ أحداً من المسلمين يتوقّف في قبول مثل هذا الأمر بشأن أهل البيت (عليهم السلام) سواء فيما صرّحوا فيه من الروايات، بأنّهم ينقلونه عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أو التي لم يصرّحوا فيها بذلك، بل اكتفوا بالقاعدة الكليّة التي بيّنوا فيها، أنّ حديثهم هو حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله)32. وعلى هذا، لم نجد أحداً من المسلمين، شكك فيما نقل الإمام الباقر أو الإمام الصادق(عليهما السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع علمنا أنّ كثيراً من هؤلاء الذين سمعوا هذه الأحاديث من الأئمّة (عليهم السلام) وقبلوها، ورووها، لم يكونوا يعتقدون بعصمة الأئمّة (عليهم السلام) كاعتقاد الشيعة بهم، غير أنّهم كانوا يعتقدون بأنّ هؤلاء في أعلى درجات التقى والعلم والوثاقة والصدق. ولا يخفى أنّ هناك طرقاً أخرى لإثبات حياته (عجّل الله فرجه) كشهادة من رآه، وهم جمٌّ غفير، وفيهم الثقات والعلماء، فقد أحصى البعض (عدد مَنْ شاهد الإمام المهدي، فبلغوا زهاء 304 شخص)33. ولعلّ ما فاته أكثر ممّا ذكره. من هنا جاءت اعترافات عدد كبير من علماء السنّة، تبيّن ولادة المهدي (عجّل الله فرجه)، وقد صرّح بعضهم، أنّه هو الإمام الموعود بظهوره في آخر الزمان. وقد أحصى الشيخ مهدي فقيه إيماني في كتابه (المهدي في نهج البلاغة) ما يزيد عن (100) شخصيّة، صرّحت بولادته (عجّل الله فرجه). وكنموذج على ذلك، ما ذكره العلاّمة الشعراني الحنفي في كتابه القيّم (اليواقيت والجواهر) حيث قال: (فهناك يترقّب خروج المهدي (عليه السلام) وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري، ومولده (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمسة وخمسين ومائتين، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (عليه السلام) _ إلى أن يقول _ وعبارة الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من (الفتوحات): واعلموا أنّه لابدّ من خروج المهدي (عليه السلام)، لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، فيملأها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد، طوّل الله تعالى ذلك اليوم، حتّى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة (رضي الله عنها) جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري، ابن الإمام علي النقي بالنون، ابن الإمام محمّد التقي بالتاء، ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمّد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الإمام الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، اسمه اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام…)34. كانت هذه عبارة صاحب الفتوحات المكيّة، كما ينقلها أحد أعلام القرن العاشر الهجري، ولكن ممّا يؤسف له، أنّ الأيادي غير الأمينة عبثت بهذا النص، عندما طبعت الفتوحات، فجاء النص بنحو آخر: (اعلم أيّدنا الله، أنّ لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض ظلماً وجوراً، فيملأها قسطاً وعدلاً، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، طوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي هذا الخليفة من عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من ولد فاطمة، يواطئ أسمه اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب، يبايع بين الركن والمقام…)35. وبهذا تخرج مسألة الإيمان بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، وأنّه حيٌّ يُرزق، عن دائرة أتهام الشيعة باختلاقها وإيجادها في الفكر الإسلامي.
32) وسائل الشيعة، ج 27، ص 83، باب 8; الكافي، ج 1، ص 53. (33) من هو المهدي، أبو طالب التجليلي التبريزي، ص 460 ـ 505، نقلاً عن كتاب دفاع عن الكافي، تأليف ثامر هاشم حبيب العميدي، ج 1، ص562. (34) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التأريخ العربي، بيروت ـ لبنان، ج 2، ص 562. (35) الفتوحات المكيّة، دار إحياء التراث العربي، ج 3، ص 327.
ــــــــــــــــــ مقتبس من كلام للسيد كمال الحيدري بتصرف
هل الاستدلال باحاديث اهل البيت ع حول حياة الامام المهدي ع تلزم الدور ؟