هل صحيح أن الإمام المهدي تقتله يهودية، وهل هناك كفار في دولة العدل؟

ثمّة أمور ثلاثة:

الأمر الأول : لا توجد أي رواية -معتبرة الإسناد- تبين كيفية وفاة مولانا وإمانا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ..
أمّا رواية اليهودية ذات اللحية التي تقتل إمامنا المهدي في مسجد الكوفة، فلا أدري والله من أين ظهرت؛ إذ لا وجود لها في كتب أصحابنا القدماء ولا المتأخرين ، لا نعرف لها أصلاً، سوى أنها مسرودة في بعض الكتب دون خطام أو زمام ، أي بلا إسناد..

الأمر الثاني : تمسك بعض العلماء بحديث : ما منا إلا مقتول أو مسموم ، وقد صحح إسناده جماعة من علمائنا ..

أقول أنا الهاد : تمسك جماعة من العلماء بعموم هذا الحديث فقالوا : ظاهر الحديث أن الإمام المهدي روحي فداه سيموت قتلاً . فهذا أقصى ما يقال، أما كيف يقتل ، بالسم أم بالسيف أم بغير ذلك ، فلا يوجد شيء في الأخبار يذكر ذلك ، لا المعتبرة ولا غير المعتبرة ..


الأمر الثالث : من الأخطاء التي وقع فيها الكثير ، توهم أنّ عهد الإمام المهدي روحي فداه خال عن أعمال الفسق والإجرام ، وكأن كل الذين يعيشون في الأرض ملائكة !!!

ليست هذه الحقيقة ..
بلى لن يبقى هناك كافر، لا يؤمن برسالة محمد روحي فداه وإمامة الاثني عشر من بعده عليهم السلام ؛ كما لا يوجد مؤلفة قلوبهم يستمالون للإسلام.. الوجه في ذلك أنّ هناك أدلة واضحة، وبراهين ناصعة، ومعاجز قاطعة على صدق دعوى العصمة، وعقيدة الإمامة، ومقالة الخلافة ..؛ وهو معنى أنّ الإمام روحي فداه يقضي بقضاء داود عليه السلام؛ إذ لا يحتاج للبينة ولا الشاهد والشاهدين، كما روي بإسناد صحيح ..

الحقيقة أنّ هناك في دولة المهدي روحي فداه- من المسلمين- من يجرأ على الظلم والفسق والفجور، لكن الفارق هو أن الفسقة الفجار في قبضة العدل على الدوام ، بحيث لا يبقى مظلوم إلا وانتصف له بلمح البصر ، ولا ظالم إلاّ واقتص منه بأسرع من البرق ، بحيث تكون السمة الغالبة على المجتمع البشري هي العدل ، بأبرز معانيه الخارجية، هذا هو معنى يملأ الأرض قسطا وعدلاً ..

للفائدة..