لقد أشكل بعض الوهابية على الأخبار التي رواها بعض علماء السنَّة و الَّتي تقول: بأنَّ المهدي أفضل من أبي بكر وعمر، فقالوا:
هذا على إطلاقه يتعارض مع قول النبيّ 9:
" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم"
كما أجمع أهل السنة على أن أبابكروعمرأفضل الصحابة.
نرجو من فضلكم أن تتفضَّلوا ببيان الرد المناسب عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
لقد روى شيخ البخاري ابن أبي شيبة، فقال :
((حدثنا أبو أسامة عن عوف عن محمد قال:" يكون في هذه الأمة خليفة لا يُفَضَّل عليه أبو بكر ولا عُمر"))[1]. أي: أنَّ المهدي أفضل من أبي بكر وعمر.
وقال نعيم بن حماد ((حدثنا يحيى عن السري بن يحيى عن ابن سيرين قيل له المهدي خير أو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ قال هو أخير منهما ويعدل بنبي.))[2]
وقال أيضاً: ((حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن محمد بن سيرين أنه ذكر فتنة تكون فقال إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر -رضى الله عنهما-
قيل يا أبا بكر: خير من أبي بكر وعمر ؟
قال قد كان يفضل على بعض الأنبياء))[3].
و أمَّا بشأن ما ادَّعاه أصحاب مذهب ابن تيمية بأنَّ أهل السنة أجمعوا على أن أبابكروعمرأفضل الصحابة،
فادعاء هذا الإجماع غير صحيح لأنَّ من علماء السنة ما يفضلون الإمام عليّ (عليه السلام) عليهما؛ فقد قال ابن حجر الهيتمي:
(( قال أبو بكر بن عياش: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم في حاجة لبدأت بحاجة عليّ قبلهما لقرابته من رسول الله ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي أن أقدمه عليهما ))[4].
كذلك علم عليA ، فهو أعلم الصحابة
قال ابن أبي شيبة:
S حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ , قَالَ : قلْت لِعَطَاءٍ : كَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيٍّ , قَالَ : لاَ , وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ !R [5].
فأين هذا الإجماع المزعوم
هذا هو الرد الأوَّل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة : 7 / 513 [ح. 37639 / ما ذكر في فتنة الدجَّال]،ضبطهه وصححه ورقَّم كتبه وابوابه واحاديثه: محمد عبد السلام شاهين ، دار الكتب العلمية – بيروت ، لبنان، ط. الثانية: 2005م- 1426هـ
[2]الفتن لنعيم بن حماد:1 / 221 تحقيق وتقديم : الدكتور سهيل زكار1414 هـ- 1993 م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت - لبنان.
[3]نفس المصدر السابق :1 / 221.
[4]الصواعق المحرقة لابن حجر :355 ، [ تتمة كتاب الصواعق / باب إكرام الصحابة ومن بعدهم لأهل البيت ] ، ط . دار الكتب العلمية ، سنة ؛ 1420هـ - 1999م ، بيروت .
[5]الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة :6 /374 [ح. 32100/فضائل علي بن أي طالب رضي الله عنه]،ضبطهه وصححه ورقَّم كتبه وابوابه واحاديثه: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية – بيروت ، لبنان، ط. الثانية: 2005م- 1426هـ.
الرد الثاني
لو كان أبو بكر وعمر أفضل من أهل البيتD لأمر الله تعالى بإحضارهما للمباهلة ، ولكن الله تعالى خص بذلك فاطمة وأبوها وبعلها وبنوهاD، وذلك في
قوله تعالى:
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )[آل عمران/59-61].
جاء في صحيح مسلم ، وغيره : ((... ولما نزلت هذه الآية : P فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم O [ آل عمران : 61 ] دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " ))( 1 ).
فإذا كان بعض الصحابة أفضل من هؤلاء لطلب الله تعالى من الرسول أن يحضرهم عوض عن علي والحسن والحسين وفاطمة؟؟؟!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
( 1 )صحيح مسلم : 1020 [ ح . 2404 –32 - باب فضائل علي بن أبي طالب ] ، ط . الأولى ؛ 1426هـ - 2005م ، مؤسسة المختار ، القاهرة ، و السنن الكبرى للبيهقي: 10 / 204[ح. م[13676- كتاب النكاح/باب إليه ينسب أولاد بناته]،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع –بيروت ، لبنان؛ ط. 2005م- 1426هـ.
الرد الثالث
قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [الأحزاب/33]،
ولم يخص اللهُ أبا بكر و عمر بهذه الآية ...
بل خصّ علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)
الرد الرابع
كم كان في الصحابة أغنياء وأنفقوا الأموال الطائلة فلم ينزل فيهم شيء من القرآن، ولكن قرص الشعير التي تصدق بها علي وفاطمة والحسن والحسين مدحها الله وأثاب عليها وبشرهم بالجنة فقال تعالى:
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) [الإنسان/7-22]
الرد الخامس
قال الله في شأن عليّ بن أبي طالب عليه السلام:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [المائدة/55، 56].
وذلك عندما تصدق بخاتمه وهو في حالة الركوع في الصلاة، فحصرالله الولاية بين ثلاثة:
ألله و رسوله و عليّ!!!
فمَنْ مِن البشر له هذه المنزلة؟!!!
فنجد الإمام محمد ابن سيرين ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا كما يقول عنه ابن سعد في الطبقات (1)، و قال فيه مورق العجلي (2) : ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين .(3)
يقول الإمام ابن سيرين : (( أن المهدي خير من أبي بكر و عمر ، قد كان يفضل على بعض الأنبياء )) و قال أيضا : (( يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر و لا عمر )) رواه ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح .
راجع : التقاء المسيحين في آخر الزمان / للشيخ أحمد عبد العال الطهطاوي : رئيس جمعية أهل القرآن و السنة / صـ 102
-----------------------
1- الطبقات الكبرى لابن سعد : 7/193 2- قال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب في ترجمة برقم : 6940- مورق بتشديد الراء ابن مشمرج بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم ابن عبد الله العجلي أو [أبو] المعتمر البصري ثقة عابد من كبار الثالثة مات بعد المائة ع . 3- راجع صور من حياة التابعين : للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا / صـ 124 / طبعة 15 / دار الادب الاسلامي .
فهل يبقى للوهابية ناعق ، هل ابن سيرين رافضي أيضا !!!!
الحمد لله الذي أظهر دينه على السن المخالفين
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (
سورة الصف .
الرد السادس
هذه المسألة قد حلَّها أحد كبار علماء السنة وهو ابن حجر الهيتمي ، فقال:
(( واعلم أنه وقع خلاف في التفضيل بين الصحابة ومن جاء بعدهم من صالحي هذه الأمة فذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه يوجد فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة واحتج على ذلك بخبر طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات
وبخبر عمر قال: كنت جالسا عند النبي، فقال: " أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا؟"
قلنا: الملائكة.
قال: " وحق لهم، بل غيرهم.
قلنا: الأنبياء.
قال: " وحق لهم، بل غيرهم " ، ثم قال: " أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيمانا".
وبحديث : مَثَلُ أمتي مثل المطر لا يدرى آخره خير أم أوله ،
وبخبر : ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير ثلاثا ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها
وبخير يأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين
قيل: منهم أو منا يا رسول الله؟
قال: بل منكم.
وبما روى أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة كتب إلى سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم أن أكتب لي بسيرة عمر فأنت أفضل من عمر لأن زمانك ليس كزمان عمر ولا رجالك كرجال عمر وكتب إلى فقهاء زمانه فكلهم كتب بمثل قول سالم
قال أبو عمر فهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية قال: وخبر خير الناس قرني ليس على عمومه لأنه جمع المنافقين وأهل الكبائر الذين قام عليهم وعلى بعضهم الحدود انتهى ))[1]
إضافة إلى ذلك:
وردت عدة أحاديث في كتب السنة تفيد بأنَّ الرسول9أنبأ بمجيء زمان الآمر فيه بالمعروف ، والناهي عن المنكر يكون أفضل مِن أبي بكر و عمر، و له أجر خمسين من الصحابة الّذين آمنوا برسول الله 9، وتابعوه ، وذلك في رواية الطبراني ونكر منها محل الشاهد حيث قال :
Sفهو يومئذ فيهم مثلُ أبي بكر و عمر فيكم فمن أمر يوما بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وتابعنيR[2].
وروى الطبراني أيضاً بإسناده : Sعن عبد الله بن مسعود : عن النبي 9قال : إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شيهدا فقال عمر : يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال : منكمR[3]
وفي رواية أخرى للطبراني أيضاً: S... فإن من ورائكم أيام الصبر الصابر فيه مثل القابض على الجمر للعامل في ذلك الزمان أجر خمسين رجلا وزادني غير عتبة بن أبي حكيم قيل : يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم ؟ قال : لا بل أجر خمسين رجلا منكم R[4].
وروى الحاكم النيسابوري بإسناده في رواية طويلة نذكر محل الشاهد فقط :
S... فإن وراءكم أيام الصبر صبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين يعمل مثل عملِه هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيحR[5].
وفي صحيح الترمذي: S... فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِى غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ « لاَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ »قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.R[6].
وفي رواية البزَّاز: S... قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، خَمْسِينَ مِنْهُمْ أَوْ خَمْسِينَ مِنَّا ؟ قَالَ : خَمْسُونَ مِنْكُمْ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.R[7].
فكل هذه الشواهد تدعم آراء علماء السنة الَّذين قالوا بأنَّ المهدي (عجل الله تعالى فرجه) خير من أبي بكر وعمر ، بل منزلته منزلة نبي ّ ، بل أفضل من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
[1]الصواعق المحرقة لابن حجر : 320 [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي- الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم ] ، ط . دار الكتب العلمية ، سنة ؛ 1420هـ - 1999م ، بيروت .
[2]المعجم الكبيرللطبراني: 4/313 [ح.7713 ]، ضبط نصه و خرج أحاديثه: أبو محمد الأسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط. الأولى؛ 2007م- 1428هـ.
[3]المعجم الكبيرللطبراني: 5/ 132- 133[ح. 10240]، ضبط نصه و خرج أحاديثه: أبو محمد الأسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط. الأولى؛ 2007م- 1428هـ.
[4]المعجم الكبيرللطبراني: 9/262 [ح.18033 ]، ضبط نصه و خرج أحاديثه: أبو محمد الأسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط. الأولى؛ 2007م- 1428هـ، ورواه البيهقي بسنده في كتابه: السنن الكبرى: 15/43،[م- 20773]، دار الفكر، بيروت- لبنان، ط. 1425- 1426هـ - 2005م.
[5]المستدرك على الصحيحينللحاكم النيسابوري: 5/ 241[ح. 8077]،تحقيق وتقديم ودراسة: د. محمود مطرجي، دار الفكر،بيروت- لبنان،ط. الأولى؛ 1421هـ- 2001م.
[6]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي: 4/ 109[ح. 3058/ كتاب تفسير القرآن]، تحقيق: محمود محمد محمود حسن نصار، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، ط. الأولى؛ 1412هـ- 2000م.
[7]البحر الزَّخَّار المعروف بمسند البزار: 5/ 178-179،[ح. 1776]، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، ط. مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1424هـ- 2003م.
الرد السابع
وأمَّا قوله (صلى الله عليه وآله)" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم" فهذه الرواية روتها
بعض كتب السنة ، وهي غير صحيحة؛ لأنَّها ستشمل قرن يزيد بن معاوية الذي كان قرنه من أفسد القرون ، فقد سئل ابن الجوزي الحنبلي: هل يجوز لعن يزيد؟ Sفقال: ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين في السنة الأولى قتل الحسين، و في الثانية أخاف المدينة، و أباحها، وفي الثالثة رمى الكعبة بالمجانيق وهدمها؟
فقالوا: نلعن.
فقال: فالعنوه، فلعنه ابن الجوزي على المنبر ببغداد بحضرة الإمام الناصر [الخليفة العبّاسيّ الناصر لدين الله ]، و أكابر العلماءR[1].
فهل يعقل عاقل أنَّ قرن يهدم الكعبة ويبيح الأعراض والشرف ويهتك حرمات الله وشعائر الإسلام والمسلمين يكون قرنه خير القرون ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
[1]تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 291. ، ط.1383هـ - 1964م.