المرأةُ والحَراكُ الثقافي المُعاصِر : فوبيا القِيَم :
كاتب الموضوع
رسالة
خادمه الحسين
عدد المساهمات : 472 نقاط : 1426 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/05/2013
موضوع: المرأةُ والحَراكُ الثقافي المُعاصِر : فوبيا القِيَم : الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 11:53 pm
: المرأةُ والحَراكُ الثقافي المُعاصِر : =================== :فوبيا القِيَم : ====== بسم الله الرحمن الرحيم والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وآله المعصومين
إنَّ المُتتبعَ في ما تطرحه وسائل الإعلام والصحافة والنشر في وقتنا المُعاصربما يتعلِّق بالمرأة ثقافة وسلوكا يجد أنَّ مَنْ وراء هذه الوسائل الإعلامية يعمل ويشتغل على إستحداث صورة جديدة للمرأة تؤمن بالإنفكاك والإندكاك
بشكل عام بغض النظر عن دينها وإنتمائها أو مستواها الإجتماعي أو الثقافي أو غيره.
تُركِّز هذه الصورة على إظهار أنوثة المرأة المُعاصرة بشكل مُفرط ومريب .
حتى بلغ الحال والتجري إلى الكشف عن ما لايجوز في ناموس الأخلاق والدين.
وربما يقع ذلك بطريق إرادة ضخ القناعة بمشروعية التبرج الفاحش والخلاعة والنعومة المُريبة.
وإنَّ كل ذلك إنما يقع ويحصل لأجل إرضاء صاحب الوسيلة الإعلامية ذاتها وإشباعاً لرغباته الإباحية أو نشراً وتعميماً لأدلجة ليبرالية ما تستهدف القيم والدين في فلسفتها الثقافية والآيديولوجية معاً .
إعتقاداً منها بأنَّ إظهار المرأة لأنثوتها
هو ضرورة تتماشى مع إنفتاحات العصر وحرياته . وإمتزاجاً وتقارباً وتماثلاً مع ما تطرحة العولمة (globalization )
من تنميطات وفروضات ثقافية على الشعوب والأمم .
ولكن هذا الإعتقاد ليس صحيحاً ولا منطقياإذ لايعدو عن كونه إجتراراً ثقافياً غير واعٍ
يُسهم في تسفيل صاحبه لامحالة إن أصرَّ على هضم المواد الثقافية الوافدة دون أن يُسمِّي عليها أو يُذكيها إن صح التعبير
وما يُلحَظُ في الواقع المُعاصِر خاصة في وسائل الإعلام الإسلامية والعربية
هو مايلي :1: التركيز على كاريزما المرأة الجسمانية بصورة فاحشة ومُتجاوزة لحدود الأخلاق والدين. كما هو حاصل في إظهار المرأة لوجهها المُتبرِّج وبلون يُناسبالمودرن (the modern )
ووضع العدسات وأحمر الشفاه الصارخ والمتلائم مع حجابها المزعوم والموضوع على الرأس الخاوي .
لدرجة أنَّكَ عندما تشاهد مذيعة محسوبة على قناة إسلامية أو عربية تحسبُ أنّكَ تشاهد صالون نساء وكوافير حتى أنَّ أغلبهن لايجيدنَّ قراءة الأخبار وهي مكتوبة أمامهن بصورة العربية الفصحى. ذلك لما صرفنَّ من جهدهنَّ في التركيز على بُعد الكاريزما أكثر من التركيز على بعد الجوهر فهبطن ولم يعلنَّ أبدا .
:2: إنَّ ما تصنعه المرأة المُعاصِرة في وسائل الإعلام عن جهلٍ أو عن عمدٍأيَّاً كان الداعِ يُسهمُ بنسبة كبيرة في إضلال الفتيات البريئاتكونهنَّ يرسمن صورة للمرأة بألوان لا ترسمها ريشة الدين والأخلاق مطلقا.
فالتي لاتعلم أنَّ التبرج حرامٌ وهي تشاهد مذيعة مسلمة مُحجبة متبرجة تطلُّ عليها من شاشة فضائية إسلامية (في محرم تلطم على الإمام الحسين:عليه السلام: وتندبه)
سيتتولد عندها فهماً مرنا وسمحاً في هذا الجانب جانب التبرج للمحجبة . وربما تفهم المُتلقيَّة حليته وجوازه في بعض الأحيان.
:3: هناك ثمة أمرٍ لايمكن السكوت عنه وهو إختراق حرمة الَعَلاقة بين الرجل والمرأةخاصة فيما تعرضه القنوات الإسلامية من مسلسلات تركية أوعربية أو غيرها
وتشتمل هذه المُسلسلات على مشاهد مثيرة كنوم الرجل والمرأة معاً على فراش واحد حتى وإن كان عنوان المشهد الزوج وزوجته
لكنه بالنتيجة يخترق حد محدود في نوع هذه العلاقةسيما والمرأة تُشاهد ذلك وتتأثر به . هذا فضلاً عن أفانين العِناق والُقبلات التي تُظهرها المشاهد بقصد وعمد ضخاً لقناعة إختراق المحظور.
مما يُنتج في المحصلة جيلاً يستمرىء هذه الأفانين والثقافات في نمطية حياته المعاصرة والتي كشفتْ سوأة المحظورات الدينية .
:4: يمكن تسجيل مَلحظاً رئيسا على قنواتنا الإسلامية وهو غياب برامج تنمية المرأة دينيا وأخلاقيا وثقافيا. وعدم وجود برامج تتصدى للبرامج التي تبثها القنوات المتحررة والتي بلغتْ الجرأة بها أن تتحدث عن مشروعية بيع المرأة لجسدها أو رتق الشرفية بعملية طبيَّة أو إستنكار معاقبة المرأة الزانية ومهاجمة مقولة (غسل العار) وهلمَّ جرا وكأنَّ المرأة قد ولِدتْ لتُمتهن وليُستسلع بها دون أن تنوجد لها حماية دينية وأخلاقية وعقلائية .
إنَّ كل تلك اللحاظات وغيرها مما لم أذكره تحفظاً
يجعلنا نعيش في فوبيا وقلق القيم وخطورة ما تواجهه المرأة في حَراكها الجديد والمعاصرمع جدليّة العولمة وتنميطاتها الثقافية .
ليضعنا ذلك القلق عند ضرورة التبصر والتحذر من ما يجري في عالمنا الجديد للننجوَ وأهلينا ونسائنا من كيد الحداثة في وجهها السلبي والإنفتاحي .
والأخذ بقوة بكل أمرٍ حسن ومقبول دينيا وأخلاقيا. طبقاً لثقافة الفرز والتصفية والرشد والخيار القويم.
قال تعالى {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة63