عدد المساهمات : 121 نقاط : 368 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 05/08/2013
موضوع: أحاديث حكم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الخميس سبتمبر 12, 2013 5:22 am
1ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه صلى الله عليه وآله ، وسنة من وليه عليه السلام : فأما السنة من ربه : فكتمان السر . وأما السنة من نبيه صلى الله عليه وآله : فمداراة الناس . وأما السنة من وليه عليه السلام : فالصبر في البأساء والضراء . أقول : إن الله هو الحليم الستار والعفو الغفور وله الأسماء الحسنى وسبقت رحمته غضبه ، وأما نبينا فقد قال الله في حقه : إنك لعلى خلق عظيم ، وأما مناط جعل الأئمة أئمة فهو كما عرفت قوله تعالى : جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ، ويشهد لهم التاريخ وسيرتهم عليهم السلام ، وعلى أولياءهم أن يتحلوا بخلقهم ويظهروا بصفات تعاليمهم كلها ، وإن شرح أقوال الإمام له مجال آخر لعله نشرح بعض ما يأتي من أقوال الإمام في الجزء الثالث دون الأقوال في هذا الباب وذكرنا هذا لبيان للتنبيه عليه .
2ـ وقال عليه السلام : صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله .
3ـ وقال عليه السلام : ليس العبادة الصيام والصلاة . وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله .
4ـ وقال عليه السلام : من أخلاق الأنبياء التنظيف .
5ـ وقال عليه السلام : ثلاث من سنن المرسلين : العطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة .
6ـ وقال عليه السلام : لم يخنك الأمين ، ولكن ائتمنت الخائن .
7ـ وقال عليه السلام : إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم ، فأنفذ أمره وتمت إرادته . فإذا أنفذ أمره ، رد إلى كل ذي عقل عقله فيقول : كيف ذا ومن أين ذا .
8ـ وقال عليه السلام : ما من شيء من الفضول ، إلا وهو يحتاج إلى الفضول من الكلام .
9ـ وقال عليه السلام : الأخ الأكبر بمنزلة الأب .
10ـ وسئل عليه السلام عن السفلة ؟ فقال عليه السلام : من كان له شيء يلهيه عن الله .
11ـ وكان عليه السلام : يترب الكتاب ، ويقول : لا بأس به . وكان إذا أراد أن يكتب تذكرات حوائجه كتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أذكر إن شاء الله ، ثم يكتب ما يريد .
12ـ وقال عليه السلام : إذا ذكرت الرجل : وهو حاضر فكنّه . وإذا كان غائبا فسمه .
13ـ وقال عليه السلام : صديق كل امرؤ عقله ، وعدوه جهله .
14ـ وقال عليه السلام : التودد إلى الناس نصف العقل .
15ـ وقال عليه السلام : لا يتم عقل امرؤ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون . يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه . لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يمل من طلب العلم طول دهره . الفقر في الله أحب إليه من الغنى ، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه . والخمول أشهى إليه من الشهرة . ثم قال عليه السلام : العاشرة وما العاشرة ، قيل له : ما هي ؟ قال عليه السلام : لا يرى أحدا إلا قال : هو خير مني وأتقى . إنما الناس رجلان : رجل خير منه وأتقى ، ورجل شر منه وأدنى . فإذا لقي الذي شر منه وأدنى قال : لعل خير هذا باطن وهو خير له ، وخيري ظاهر وهو شر لي . وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى : تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، و حسن ذكره ، وساد أهل زمانه .
16ـ وسأله رجل عن قول الله : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ؟ الطلاق : 3 . فقال عليه السلام : للتوكل درجات : منها : أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك ، فما فعل بك كنت راضيا . وتعلم أنه لم يألك خيرا ونظرا ، وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه . ومن ذلك : الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها ، فوكلت علمها إليه وإلى أمنائه عليها ، ووثقت به فيها وفي غيرها .
17ـ وسأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل ؟ فقال عليه السلام : للعجب درجات : منها : أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ، ويحسب أنه يحسن صنعا . ومنها : أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله ، ولله المنّة عليه فيه .
18ـ قال الفضل قالوا لأبي الحسن الرضا عليه السلام : يونس بن عبد الرحمن يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب . قال عليه السلام : لا ما أصاب ، إن الله يعطي الإيمان من يشاء فمنهم من يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مستودعا عنده ، فأما المستقر : فالذي لا يسلبه الله ذلك أبدا ، وأما المستودع : فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه .
19ـ وقال صفوان بن يحيى : سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعباد فيها صنع ؟ قال عليه السلام : لا . قالوا : لهم فيها أجر ؟ قال عليه السلام : نعم تطول عليهم بالمعرفة ، وتطول ـ امتن ـ عليهم بالصواب.
20ـ وقال الفضيل بن يسار سألت الرضا عليه السلام عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة ؟ قال عليه السلام : هي والله مخلوقة - أراد خلق تقدير لا خلق تكوين - . ثم قال عليه السلام : إن الإيمان : أفضل من الإسلام بدرجة ، والتقوى : أفضل من الإيمان بدرجة ، واليقين : أفضل من الإيمان بدرجة ، ولم يعط بنو آدم أفضل من اليقين . ـ اللهم أرزقنا اليقين ـ.
21ـ وسئل عن خيار العباد ؟ فقال عليه السلام : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا . وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا عفوا . ـ اللهم أجعلنا منهم ـ.
22ـ وسئل عليه السلام عن حد التوكل ؟ فقال عليه السلام : أن لا تخاف أحدا إلا الله.
23ـ وقال عليه السلام : من السنة إطعام الطعام عند التزويج .
24ـ وقال عليه السلام : الإيمان أربعة أركان : التوكل : على الله ، والرضا : بقضاء الله ، والتسليم : لأمر الله ، والتفويض : إلى الله ، وقال العبد الصالح ـ مؤمن آل فرعون ـ : " وأفوض أمري إلى الله فوقاه الله سيئات ما مكروا " غافر : 44.
25ـ وقال عليه السلام : صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها ، وقال : في كتاب الله : ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ، البقرة : 266 .
26ـ وقال عليه السلام : إن من علامات الفقه : الحلم والعلم . والصمت باب من أبواب الحكمة . إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير (حق ) . 27ـ وقال عليه السلام : إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله .
28ـ وقيل له : كيف أصبحت ؟ فقال عليه السلام : أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا تدري ما يفعل بنا .
29ـ وقال عليه السلام : خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة في أرومته ـ أصله ـ ، والكرم في طباعه ، والرصانة في خلقه ، والنبل في نفسه ، والمخافة لربه .
30ـ وقال عليه السلام : ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا .
31ـ وقال عليه السلام : السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه ، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه .
32ـ وقال عليه السلام : إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا ، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله .
33ـ وقال عليه السلام : يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء : تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحد في الصمت .
34ـ وقال له معمر بن خلاد : عجل الله فرجك . فقال عليه السلام : يا معمر ذاك فرجكم أنتم ، فأما أنا فوالله ما هو إلا مزود فيه كف سويق مختوم بخاتم .
35ـ وقال عليه السلام : عونك للضعيف أفضل من الصدقة .
36ـ وقال عليه السلام : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث : التفقه في الدين . وحسن التقدير في المعيشة . والصبر على الرزايا.
37ـ وقال عليه السلام لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري : يا داود إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله ، وإن لكم علينا حقا . فمن عرف حقنا وجب حقه ، ومن لم يعرف حقنا فلا حق له .
38ـ وحضر عليه السلام : يوما مجلس المأمون وذو الرآستين حاضر ، فتذاكروا الليل والنهار وأيهما خلق قبل صاحبه . فسأل ذو الرآستين الرضا عليه السلام عن ذلك ؟ فقال عليه السلام له : تحب أن أعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك ؟ فقال : أريده أولا من الحساب ، فقال عليه السلام : أليس تقولون : إن طالع الدنيا السرطان ، وإن الكواكب كانت في أشرافها ؟ قال : نعم .
قال عليه السلام : فزحل في الميزان ، والمشتري في السرطان ، والمريخ في الجدي ، والزهرة في الحوت ، والقمر في الثور ، والشمس في وسط السماء في الحمل ، وهذا لا يكون إلا نهارا . قال : نعم . قال : فمن كتاب الله ؟ قال عليه السلام : قوله : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ، أي أن النهار سبقه . يس : 40 . .
39ـ قال علي بن شعيب دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فقال لي : يا علي بن حسن : من أحسن الناس معاشا ؟ قالوا : يا سيدي أنت أعلم به مني . فقال عليه السلام : يا علي بن حسن : معاش غيره في معاشه . يا علي : بن أسوء الناس معاشا ؟ قالوا : أنت أعلم . قال : من لم يعش غيره في معاشه . يا علي : أحسنوا جوار النعم ، فإنها وحشية ما نأت ـ بعدت ـ عن قوم فعادت إليهم . يا علي : إن شر الناسمن منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده . 40ـ وقال له عليه السلام رجل في يوم الفطر : إني أفطرت اليوم على تمر وطين القبر. فقال عليه السلام : جمعت السنة والبركة .
41ـ وقال عليه السلام لأبي هاشم الجعفري : يا أبا هاشم العقل : حباء من الله ، والأدب كلفة ، فمن تكلف الأدب قدر عليه ، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا.
42ـ وقال أحمد بن عمر والحسين بن يزيد : دخلنا على الرضا عليه السلام فقلنا : إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش ، فتغيرت الحال بعض التغير فادع الله أن يرد ذلك إلينا ؟ فقال عليه السلام : أي شيء تريدون تكونون ملوكا ؟ أيسركم أن تكونوا مثل طاهر وهرثمة ،وإنكم على خلاف ما أنتم عليه؟ فقالوا : لا والله ما سرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه . فقال عليه السلام : إن الله يقول : اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ، سبأ : 12، أحسن الظن بالله ، فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال : خفت مئونته ، ونعم أهله ، وبصره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام .
43ـ وقال له ابن السكيت : ما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال عليه السلام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه . فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب .
44ـ وقال عليه السلام : لا يقبل الرجل يد الرجل فإن قبلة يده كالصلاة له . وفي الكافي قال : لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا يد رسول الله أو من أريد به رسول الله صلى الله عليه وآله .
45ـ وقال عليه السلام : قبلة الأم على الفم ، وقبلة الأخت على الخد ، وقبلة الإمام بين عينيه .
46ـ وقال عليه السلام : ليس لبخيل راحة ، ولا لحسود لذة ، ولا لملوك وفاء ، ولا لكذوب مروءة . انتهى ما نقل عن تحف العقول .
47ـ سئل الرضا عليه السلام عن طعم الخبز والماء . فقال عليه السلام : طعم الماء طعم الحياة ، وطعم الخبز طعم العيش .
48ـ عن العباس بن المأمون ، عن أبيه قال : قال لي علي بن موسى الرضا عليهما السلام ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الأيام على ذوي الأدوات الكاملة ، واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة .
49ـ عن محمد بن عبيدة قال : دخلت على الرضا عليه السلام فبعث إلى صالح بن سعيد فحضرنا جميعا فوعظنا ثم قال : إن العابد من بني إسرائيل لم يكن عابدا حتى يصمت عشر سنين ، فإذا صمت عشر سنين كان عابدا . ثم قال : قال أبو جعفر عليه السلام كن خيرا لا شر معه ، كن ورقا لا شوك معه . ولا تكن شوكا لا ورق معه ، وشرا لا خير معه . ثم قال إن الله تعالى: يبغض القيل والقال ،وإضاعة المال ، وكثرة السؤال. ثم قال : إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم ، قال لهم موسى عليه السلام : اذبحوا بقرة ، قالوا : ما لونها ، فلم يزالوا شددوا حتى ذبحوا بقرة يملا جلدها ذهبا ـ لغلائها ـ. ثم قال إن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : إن الحكماء ضيعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها .
عن فقه الرضا عليه السلام باب حق النفوس من باب الديات .
50ـ قال عليه السلام : سلوا ربكم العافية في الدنيا والآخرة ، وقال : العافية المُلك الخفي ، إذا حضرت لم يؤبه لها ، وإن غابت عرف فضلها .
51ـ وقال عليه السلام : اجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة : لله لمناجاته ، وساعة : لأمر المعاش ، وساعة : لمعاشرة الأخوان الثقاة والذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن . وساعة : تخلون فيها للذاتكم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات : لا تحدثوا أنفسكم بالفقر ، ولا بطول العمر ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل ، ومن حدثها بطول العمر حرص ، اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال ، وما لم يثلم المروءة ولا سرف فيه ، واستعينوا بذلك على أمور الدنيا ، فإنه نروي :" ليس منا من ترك دنياه لدينه ، ودينه لدنياه " .
52ـ وقال عليه السلام : وتفقهوا في دين الله ، فإنه أروي : من لم يتفقه في دينه ما يخطئ أكثر مما يصيب . فإن الفقه : مفتاح البصيرة ، وتمام العبادة ، والسبب إلى المنازل الرفيعة ، وحاز المرء المرتبة الجليلة في الدين والدنيا . فضل الفقيه على العباد كفضل الشمس على الكواكب . ومن لم يتفقه في دينه لم يزك الله له عملا .
53ـ وقال عليه السلام : لو وجدت شابا من شبان الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة بالسيف ، وروي غيري عشرون سوطا ، وأنه قال : تفقهوا وإلا أنتم أعراب جهال .
54ـ وروي أنه قال عليه السلام : منزلة الفقيه : في هذا الوقت كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل .
55ـ وقال عليه السلام : روي : أن الفقيه ، يستغفر له ملائكة السماء ، وأهل الأرض ، والوحش والطير ، وحيتان البحر .
56ـ وقال عليه السلام : وعليكم بالقصد في الغنى والفقر ، والبر من القليل والكثير ، فإن الله تبارك وتعالى يعظم شقة التمرة حتى يأتي يوم القيامة كجبل أحد .
57ـ وقال عليه السلام : إياكم والحرص والحسد ، فإنهما : أهلكا الأمم السالفة ، وإياكم والبخل : فإنها عاهة لا تكون في حر ولا مؤمن ، إنها خلاف الإيمان .
58ـ وقال عليه السلام : عليكم بالتقية ، فإنه روي : من لا تقية له لا دين له ، وروي : تارك التقية كافر ، وروي : اتق حيث لا يتقى ، التقية دين منذ أول الدهر إلى آخره ، وروي : أن أبا عبد الله عليه السلام كان يمضي يوما في أسواق المدينة وخلفه أبو الحسن موسى ، فجذب رجل ثوب أبي الحسن ثم قال له : من الشيخ فقال : لا أعرف ـ تورية لم يقل لا أعرفه ـ .
59ـ وقال عليه السلام : تزاوروا تحابوا وتصافحوا ، ولا تحاشموا ، فإنه روي : المحتشِم والمحتشَم ـ المتغاضبان ـ في النار .
60ـ وقال عليه السلام : لا تأكلوا الناس بآل محمد ، فإن التأكل بهم كفر .
61ـ وقال عليه السلام : لا تستقلوا قليل الرزق فتحرموا كثيرة .
62ـ وقال عليه السلام : عليكم في أموركم بالكتمان في أمور الدين والدنيا ، فإنه روي " أن الإذاعة كفر " وروي " المذيع والقاتل شريكان " وروي " ما تكتمه من عدوك فلا يقف عليه وليك " .
63ـ وقال عليه السلام : لا تغضبوا من الحق إذا صدعتم ، ولا تغرنكم الدنيا ، فإنها لا تصلح لكم كما لا تصلح لمن كان قبلكم ممن اطمأن إليها .
64ـ وقال عليه السلام : إن الدنيا : سجن المؤمن ، والقبر : بيته ، والجنة : مأواه . و الدنيا : جنة الكافر ، والقبر : سجنه ، والنار : مأواه ".
65ـ وقال عليه السلام : عليكم بالصدق ، وإياكم والكذب ، فإنه لا يصلح إلا لأهله .
66ـ وقال عليه السلام : أكثروا من ذكر الموت فإنه أروي : أن ذكر الموت أفضل العبادة .
67ـ وقال عليه السلام : وأكثروا من الصلاة على محمد وآله عليهم السلام والدعاء للمؤمنين والمؤمنات في آناء الليل والنهار ، فإن الصلاة على محمد وآله أفضل أعمال البر ، واحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم ، فإنه ليس شيء من الأعمال عند الله عز وجل بعد الفرائض أفضل من إدخال السرور على المؤمن .
68ـ وقال عليه السلام : لا تدعوا العمل الصالح والاجتهاد في العبادة اتكالا على حب آل محمد عليهم السلام ، لا تدعوا حب آل محمد عليهم السلام والتسليم لأمرهم اتكالا على العبادة ،فإنه لا يقبل أحدهما دون الآخر .
69ـ وقال عليه السلام : واعلموا أن رأس طاعة الله سبحانه ، التسليم لما عقلناه وما لم نعقله ، فان رأس المعاصي الرد عليهم ، وإنما امتحن الله عز وجل الناس بطاعته لما عقلوه وما لم يعقلوه ، إيجابا للحجة وقطعا للشبهة .
70ـ وقال عليه السلام : واتقوا الله وقولوا قولا سديدا : يصلح لكم أعمالكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ، ولا يفوتنكم خير الدنيا فإن الآخرة لا تلحق ولا تنال إلا بالدنيا .
وعن فقه الرضا عليه السلام أواخر باب مكارم الأخلاق .
71ـ قال عليه السلام : انظر إلى من هو دونك في المقدرة ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوجب الزيادة . واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين والبصيرة ، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين والجهد . واعلم : أنه لا ورع : أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، ولا عيش : أهنأ من حُسن الخلق ، ولا مال : أنفع من القنوع ، ولا جهل : أضر من العجب ، ولا تخاصم العلماء : ولا تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم ـ تتركهم ـ .
72ـ وقال عليه السلام : من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة .
73ـ وقال عليه السلام : رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ، وأيم الله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا أعز ولما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء .
74ـ وقال عليه السلام : عليكم : بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله .
صلّوا : في عشائركم ، وصلوا : أرحامكم ، وعودوا : مرضاكم ، واحضروا : جنائزكم . كونوا : زينا ولا تكونوا شينا ، حببونا : إلى الناس ولا تبغضونا ، جروا إلينا : كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح ، وما قيل فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فما نحن كذلك ، الحمد لله رب العالمين .
75ـ وقال عليه السلام : أن رجلا قال للصادق السلام والرحمة عليه : يا ابن رسول الله فيم المروءة . فقال عليه السلام : ألا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك.
وفي كتاب كشف الغمة قال الآبي في نثر الدرر
76ـ سئل الرضا عليه السلام عن صفة الزاهد .
فقال عليه السلام : متبلغ بدون قوته ، مستعد ليوم موته ، متبرم بحياته .
77ـ وسئل عليه السلام عن القناعة ؟ فقال عليه السلام : القناعة : تجتمع إلى صيانة النفس ، وعز القدر . وطرح مؤن الاستكثار ، والتعبد لأهل الدنيا . ولا يسلك الطريق القناعة إلا رجلان : إما متعلل ـ متعبد ـ يريد أجر الآخرة ، أو كريم متنزه عن لئام الناس .
78ـ وامتنع عنده رجل من غسل اليد قبل الطعام ، فقال عليه السلام : اغسلها : والغسلة الأولى لنا ، وأما الثانية فلك فإن شئت فاتركها.
79ـ قال عليه السلام : في قول الله تعالى : " فاصفح الصفح الجميل "غافر : 84 قال : عفو بغير عتاب .
80ـ قال عليه السلام : في قوله " خوفا وطمعا " الرعد : 13 قال : خوفا للمسافر ، وطمعا للمقيم
81ـ وقال عليه السلام : الأجل آفة الأمل ، والعرف ذخيرة الأبد ، والبر غنيمة الحازم ، والتفريط مصيبة ذوي القدرة ، والبخل يمزق العرض ، والحب داعي المكاره ، وأجل الخلائق وأكرمها : اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقيق أمل الأمل ، وتصديق مخيلة الراجي ، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة يكثر الباكين بعد الوفاة .
وفي تذكرة ابن حمدون قال عليه السلام: 82ـ وقال عليه السلام : لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة ، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ازدراء البغي .
83ـ وقال عليه السلام : الناس ظربان : بالغ لا يكتفي ، وطالب لا يجد .
وذكر في كتاب الدرة الباهرة : 84ـ قال الرضا عليه السلام : من شبه الله بخلقه فهو مشرك ، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر .
85ـ وقال عليه السلام : من طلب الأمر من وجهه لم يَزل ، فإن زلَ لم تخذ له الحيلة .
86ـ وقال عليه السلام : الأنس يذهب المهابة ، والمسألة ـ المسكنة ـ مفتاح في البؤس .
87ـ وأراد المأمون قتل رجل فقال له: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال عليه السلام : إن الله لا يزيد بحسن العفو إلا عزا ، فعفا عنه .
88ـ وقال عليه السلام : اصحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرز ، والعامة بالبشر .
89ـ وقال عليه السلام : المشيئة الاهتمام بالشيء ، والإرادة إتمام ذلك الشيء .
90ـ عن أيوب بن نوح قال : قال الرضا عليه السلام : سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء : من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه . ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه . و من أستحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه . ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه . ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزأ بنفسه . و من ذكر الموت و لم يستعد له فقد استهزأ بنفسه . ومن ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه.
91ـ وقال عليه السلام : الاسترسال بالأنس يذهب المهابة .
92ـ وقال عليه السلام : من صدق الناس كرهوه .
93ـ وقال عليه السلام للحسن بن سهل : وقد عزاه بموت ولده : التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة .
94ـ وقال عليه السلام : إن للقلوب : إقبالا وإدبارا ، ونشاطا وفتورا ، فإذا أقبلت بصرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلت وملت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند أدبارها وفتورها .
في كتاب العدد القوية : ومن كتاب النزهة قال : مولينا الرضا عليه السلام :
95ـ وقال عليه السلام : من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى التمدح بذكرها .
96ـ وقال عليه السلام : من لم تتابع رأيك في صلاحه ، فلا تصغ إلى رأيه ، وانتظر به أن يصلحه شر . 97ـ وقال عليه السلام : طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة .
98ـ وقال عليه السلام:لا يختلط بالسلطان في أول اضطراب الأمور.
99ـ وقال عليه السلام : كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة .
100ـ وقال عليه السلام : لا خير في المعروف إذا رخص .
101ـ وقال بعض أصحابه : روي لنا عن الصادق عليه السلام أنه قال : " لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين " فما معناه ؟ قال عليه السلام : من زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى عباده فقد قال بالتفويض . قالوا : يا ابن رسول الله والقائل به مشرك ؟ فقال : نعم . ومن قال بالجبر فقد ظلم الله تعالى ، فقالوا : يا ابن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟ فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به ، وترك ما نهوا عنه . 102ـ وقد قال له رجل : إن الله تعالى فوض إلى العباد أفعالهم ؟ فقال عليه السلام : هم أضعف من ذلك وأقل . قال : فجبرهم ؟ قال عليه السلام : هو أعدل من ذلك وأجل . قال : فكيف تقول ؟ قال عليه السلام : نقول : إن الله أمرهم ونهاهم وأقدرهم على ما أمرهم به و نهاهم عنه . 103ـ سأله عليه السلام الفضل بن الحسن بن سهل : الخلق مجبورون ؟ قال عليه السلام : الله أعدل من أن يجبر ويعذب . قال : فمطلقون ؟ قال عليه السلام : الله أحكم أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه . من كتاب الدر : 104ـ وقال عليه السلام : اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم ، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه ، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه . واعلموا أنكم لا تشكرون الله بشيء : بعد الإيمان بالله ورسوله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد عليهم السلام ، أحب إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنات ربهم ، فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله . 105ـ وقال عليه السلام : من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم عقل . 106ـ وقال عليه السلام : صديق الجاهل في تعب ، وأفضل المال ما وقي به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه . 107ـ وقال عليه السلام : الغوغاء قتلة الأنبياء ، والعامة اسم مشتق من العمى ، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال : بل هم أضل سبيلا . 108ـ وقال عليه السلام : التواضع درجات : منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم ، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه ، إن أتى إليه سيئة واراها بالحسنة ، كاظم الغيظ ، عاف عن الناس ، والله يحب المحسنين. 109ـ عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه ، وفقير فخور . 110 - في عيون أخبار الرضا بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل المؤمن : عند الله عز وجل ، كمثل ملك مقرب . وإن المؤمن : عند الله عز وجل أعظم من ذلك . وليس شيء أحب إلى الله من مؤمن تائب، أو مؤمنة تائبة.