1 ـ قال أبو الحسن بن أبي معاذ(1):
إنَّ مـــوسى مــديحه ليس يُنكر
زر ببغداد قبر موسى بن جعفر
منــــه حـــاجاتنا ونحبى ونجبر
هـــو باب إلى المهـيمن تُقضى
ومـــلاذي وموئلي يـــوم أحشر
هــــو حـصني وعدّتي وغياثي
ــــه مصفّى به الكبـــــائر تغـفر
صائم القيظ كاظم الغيظ في اللـ
ه وأعمى أتاه صحّ وأبصر(2)
كـــم مريـــض وافـى إليه فعافا
- وقال الناشي:
قبــــــور أغشت الآفــــاق نـــــورا
ببـــــــغداد وان ملئــــــت قصـــورا
إمــــــام يحــــــتوي مـــجداً وخيرا
ضـــريح السابع المعصوم موســى
لــــه جدث غــــدا بهــــجاً نضــيرا
بأكنـــــــاف المقــــابر من قـــريش
يغشّي نــــور بهــــجته الحضــورا
وقبـــــر محمد في ظــــــهر موسى
تجـــــاوز فــــي نـــفاستها البحورا
همــــــا بحران من علــــــم وحــلم
فجـــــوهرها يــــنزّه ان يغــــــورا
إذا غـــــارت جــــواهر كـــلّ بـــحر
تحــــصّل كـــفّه الــدرّ الخطيرا(3)
يــــلوح عــلى الســــواحل من بغاه
2 ـ وقال زيد بن سهل الموصلي النحوي:
بقـــصدك تمحيص الــذنوب الكبائر
قصــدتك يا موسى بن جعفر راجياً
وأنت لعمر الله خيــــر الذخائـرِ(4)
ذخــــرتك لي يوم القـــيامة شــافعا
3 ـ وقال الأربلي:
مــــــن قــــائم مجـــتهد صــائمِ
القـــائم الصــــــائم أكــــرم بــه
وأشرقــــوا فـــــي الزمن القائمِ
مـن معشر سنّو الندى والقرى
أشــــرف خــــلق الله في العالمِ
وأحـرزوا خصل العلى فاغتدوا
مـــصدّق في النـــقل عـن عالمِ
يـــــروي المعالي عــــالمٌ منهم
كــــــما تـــــساوت حلقة الخاتم
قد اســتووا في شرف المرتقى
إلــــــى عــــليِّ وإلى فاطـــــــمِ
مـــن ذا يجاريهم إذا ما اعتزوا
خيــر بني الدنيا أبا القاسم(5)
ومـــن يناويـــــهم إذا عــــدّدوا
4 ـ وقال الشيخ مطر بن محمود الخفاجي الغروي(6):
وانــــزلت في واد من الهول مخطرِ
إذا ما دهاك الدهر يوماً بمعــــضل
عليك بباب الله موسى بن جعفرِ(7)
وحاطـت بك الأهوال من كل جانب
5 ـ وقال الشيخ موسى محيي الدين(
:
عمّــــــت جمــــيع بـــــني الدنيا مــــكارمهُ
يــــا كاظـــم الغيظ يـــا جد الجــواد ومن
سامي الـــــــذرى وبه شيـــــدت دعـــائمهُ
ومـــن غـــدا شــرع خير المرسليـــن به
والشرع لولاك ما قـــــــامت قــــوائمهُ(9)
الحـــــــق لـــولاك ما بـــانت حقــــائـــقه
جاشـــــت عليـــنا بـلا جرم قشاعمهُ(10)
وفيــــــك ينكشـــف الكرب العظــــــيم إذا
أفعاله الــــــغر مـــــذ نيــــــطت تمـــــائمهُ
إمــــــام حـــــق أبــان الحــــق وانتشرت
وكاظــــم الغيظ خيـــر الناس كاظمهُ(11)
فعــــــــالم الدين خيـــــر الــــنـاس عالمه
أكــــرم به عنــــصراً طـابت جراثمهُ(12)
مـــولى غــــدا من رســـــول الله عنصره
أبنــــــائه الغرقد شيــــــــدت مـــــــــعالمهُ
بـــــــه وآبــــائــــه زان الوجــــــود وفي
لـــلازم كيــــف لا تقـــــضى لوازمهُ(13)
مـــن أمّ معــــنـاك يا أزكى الورى نســـباً
حبـــــــا الخليل بأســــنى مـا يلائمهُ(14)
فيـــــــا خلــــيـــــلي والخـــــل الخـليل إذا
فالشـــــوق إن هـــاج لا تخــــفى علائمهُ
لا تحســـــــبــــا كــــل شــوق يدّعى عبثاً
والدمع من مقـلتي فاضت سواجمهُ(15)
ولا تــــلومــــــا إذا مـــــارحت ذا كلــــف
موسى بن جعفر صب القلب هائمهُ(16)
أنــا المشوق المعنّى بازديـــاد حــــمــــى
فـــــإن فــــــي ذكره تقوى عزائمهُ(17)
فـــــــعللا قلبي العانـــــي الضــعيــــف به
في الإمامين الكاظمين (عليهما السلام)
1 ـ قال الشريف الرضي:
بقربهـــــما نــزاعي واكتئابي(18)
ولـــــي قبران بالـــــــزوراء أشفي
ســــــلاماً لا يحيـــــد عــن الجوابِ
أقود إليهـــــما نفــــسي وأهـــــدي
ويـــدرأ عــن ردائي كلّ عابِ(19)
لقــــــاءهما يطــــــهّر مـــن جناني
2 ـ وقال السيد صادق الفحام والعجز للشيخ محمد رضا النحوي، نظماها عند مشاهدتهما للمرقد الشريف:
وقــــد مـــلأا بــــنورهما البطاحـــا
همــــا العلمان بـــالزوراء لاحــــــا
فعـــــج بالعيـــس واغتـــنم الفلاحا
فـــــإن رمت المعاج عـــــلى فـلاح
فليـــــس ترى عــلى حال بــــراحـا
علـــى ربـــع يطيب لها منـــــاخـــاً
إذا وردت ويُســــــعفها مـــــــراحا
يســـــيغ لها على خمــــس شــرابا
لمـــؤنسها الهدى اتـــضح اتضاحا
علـــــى وادي طـوى إذ نار موسى
أعـــــاد اللــــــيل ثـــــاقبها صبـاحا
وان دجـــــت الغــــياهب وادلهـمت
يمـــــيح ولا يــــرى ان يســـتماحا
وان يقــــــري العفاة بهــــــا جـواد
إذا ســـــأل القرى اهتزّ ارتــــياحــا
فهــــز إلـــى القرى لك أريحــــيّـــاً
وذا الرشــــد الهــدى طـلاقا مراحا
فيــقري ذا الضـــلال هدى ورشــدا
وذا الاقـــــتار منّــــاً وامتــــــناحــا
ويُقـــــري ذا الغــــــناء غنى مديدا
فــــــقل ودع الغــــلو فـــلا جُـــناحا
ســـلالة سادة ســـــادوا البــــــرايا
جمـــــيعاً مـــن غــــدا منهم وراحا
وقـــــدّمهم عــلى الرسل المواضي
ســــــــراة للـــــرجا خلقوا نجـــاحا
نجــــــوم للهـــــدى جبلوا رشـــاداً
وسحــــــــب للـندا جُعلوا ســــماحا
بحـــور للـــــجدا طفــــــــحوا زلالا
منــــــاط النســــر مرمى أو مطاحا
هـــــم راشـــوا المكارم فاســـتقلَّت
وقــــــد كانـــــت ولم تمــلك جناحا
ومــــــا جنحت إلى وكـــر مــــطاراً
وهــن واخفض من الـــذل الجناحا
فـــدن واخـلع به النـــعلين واخضع
وعـــــفَّر بالتــــــراب ولا جــــناحا
وخـــــــرَّ إلى الســـــجود بــه ذليلا
فــــــليسوا مـــــــا ســألهم شحاحا
وســـــل لمطـــــالب الــدارين نُجحا
بجاههم العظيم ترى النجاحا(20)
وان خفــــي النــجاح علـيـك فاسأل
3 ـ وقال السيد محمد معصوم القطيفي(21) بعد أن وصف سير راحلته السريع في اتجاه بغداد قال:
غـــمر النـــاس يــداً بعـــض نداها
قصـــــدها الكاظـــم موســى والذي
حيــــــث تحبــيها سـلاماً من فناها
قـــف فــدتك النــفس وأغنم أجرها
طــــــالباً للنفـــس مـــــا فيه هداها
مبـــــلغاً جــــلّ ســــــلامي لهـــــما
زورة تــطفي عــــلى النفس لظاها
أشـــــــهيدي جـــــانب الزوراء هل
جــــــدثي قــــــدسكما تـجلو جلاها
أم لعيــــــني نـــــــظرة مـــمن رأى
مثــــــــل ما نلتم فأنــــتم غـــرباها
لــــم يـــــر الله أناســــــا غيـــــركم
فحــــــسوتم بــــعده كأس حــساها
جـــــدّكم أعــــــظم قــــــــدراً وأذى
عــــــطر القرآن من عطر شـــذاها
وســــــقاكم ثــــدي أخــــلاق بهـــا
ذي العـــرش الورى والبدء طــاها
يـــــــا ذواتاً أكملت عــــــــلة ايجاد
كيف والراجي الميامين فتاها(22)
مـــــا رجا راجٍ بكـــــــم إلاّ نـــــجـا
4 ـ وقال الشيخ عباس النجفي(23):
والدهـــــر عـــــــيشك نـــــــكَدْ
لـــــذ ان دهتـــــــك الـــــــرزايا
وبالجـــــــواد مــــــــحمدْ(24)
بكـــــــــاظم الـــــغيظ مـوســـى
الهوامش
1 - علي البغدادي: ذكر له المسعودي قصيدة، وترجم له السيد الأمين في أعيان الشيعة. وفاته سنة 280.
2 - مناقب آل أبي طالب: 4 / 329.
3 - مناقب آل أبي طالب: 4 / 329.
4 - أدب الطف: 2 / 317.
5 - كشف الغمة: 3 / 48.
6 - ترجم له صاحب نشوة السلافة وذكر بعض شعره، والأمين في أعيان الشيعة.
7 - أعيان الشيعة: 10 / 129.
8 - من أعلام الأدب. توفي في النجف الأشرف سنة 1285.
9 - ما ذكره الشاعر للإمام الكاظم (عليه السلام) هو عام في جميع الأئمة (عليهم السلام)، فقد روى الخاص والعام حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه أينما دار) فهم (صلوات الله عليهم) ورثوا هذه المكرمة فيما ورثوا عن أبيهم (عليه السلام) من مواريث الإمامة.
10 - قشاعمه: القشعم ـ من كل شيء الضخم المسن، ويقال للحرب والمنيّة والداهية: أم قشعم.
11 - العالم: من ألقاب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
12 - جراثمه: أصله.
13 - المغنى: المنزل الذي غنى به أهله.
14 - حباه: أعطاه.
15 - سجم ـ الدمع والمطر: سال.
16 - صبّ ـ إليه صبابة: رقّ واشتاق. والهيام: شدة العشق.
17 - أعيان الشيعة: 10 / 189.
18 - القبران: قبر الإمام موسى بن جعفر، وقبر الإمام محمد الجواد عليهما السلام. والزوراء: بغداد.
19 - ديوان الشريف الرضي: 1 / 117.
20 - شعراء الحلة: 3 / 43.
21 - النجفي؛ من الشعراء المكثرين في أهل البيت (عليهم السلام) له روضة في رثاء الحسين (عليه السلام). توفي في كربلاء سنة: 1271.
22 - أدب الطف: 7 / 59.
23 - من فحول شعراء العصر، والمشتغلين بعلوم الشريعة، عاجلته المنية وهو في ريعان شبابه سنة 1276، رحمه الله برحمته الواسعة.
24 - أعيان الشياعة: 7 / 421. وقد كتبا في الأيوان الذهبي للحرم الكاظمي.