بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) ))سورة الانسان
الايثار عند اهل البيت (عليهم السلام ) عظيم جدا لا يمكن ان نحيط به بهذه العجالة المختصرة , بحيث تنقل لنا المصادر انهم (عليهم السلام ) كانوا يؤثرون على انفسهم كل شئ , فصومهم عليهم السلام لمدة ثلاثة ايام بلا افطار هو دليل على شدة تعلقهم وحبهم لله تبارك وتعالى وهذا واضح في روايات الفريقين لعلنا نذكر بعضها تيمنا بذلك ونبدأ بذكر روايات تفاسير الشيعة :
( التبيان في تفسير القرآن ج10 ص203 للشيخ الطوسي) (وقد روت الخاصة والعامة أن هذه الايات نزلت في علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فانهم آثروا المسكين واليتيم والاسير ثلاث ليال على إفطارهم وطووا عليهم السلام، ولم يفطروا على شئ من الطعام فأثنى الله عليهم هذا الثناء الحسن، وأنزل فيهم هذه السورة وكفاك بذلك فضيلة جزيلة تتلى إلى يوم القيامة، وهذا يدل على أن السورة مدنية.)
( تفسير فرات الكوفي ) [529] عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) نزلت [ ش: أنزلت] في علي وفاطمة أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا فباتوا جياعا فنزلت فيهم [ هذه.ش ] الآية.وما تشاء ون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما 30 .
( تفسير الامثل ج 16 ص 332 ) ( إنّ القرآن يمجد أولئك الذين آثروا الأسير على أنفسهم، وقدّموا له طعامهم، فيقول: (ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) وهذه الآية ـ طبقاً لرواية معروفة ـ نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، إذ كانوا صائمين وأعطوا إفطارهم لمسكين مرّة وليتيم أخرى، لأسير ثالثة.) .
اما تفاسير العامة فنكتفي بـ( الفخر الرازي والبحر المديد )
(الفخر الرازي ج16 ص222) (الواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب «البسيط» أنها نزلت في حق علي عليه السلام ، وصاحب «الكشاف» من المعتزلة ذكر هذه القصة ، فروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : «أن الحسن والحسين عليهما السلام مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما ، إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي عليه السلام بيد الحسن والحسين ودخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : " ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم " وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبريل عليه السلام وقال : خذها يا محمد هنّاك الله في أهل بيتك فأقرأها السورة») .
(البحر المديد ج6 ص470) (( وعن ابن عباس رضي الله عنه : أنّ الحسن والحسين رضي الله عنهما مَرِضا فعادهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أّناس معه ، فقالوا لعليّ رضي الله عنه : لو نذرت على ولدك ، فنذر عليّ وفاطمةُ وجاريتهما يقال لها : فِضة إن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشُفيا ، فاستقرض عليّ من يهودي ثلاث أصُوع من الشعير فطحنت رضي الله عنها صاعاً ، واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني ، أطعمكم اللهُ من موائد الجنة ، فآثروه ، وباتوا لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صياماً ، فلما أمسوا وضعوا الطعام بين أيديهم ، فوقف عليهم يتيم ، فأثروه ، ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ بيد الحسن والحسين ، وأقبلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون ، كالفراخ من شدة الجوع ، قال عليه السلام : « ما أشد ما يسوؤني مما أرى بكم » ، وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل عليه السلام وقال : يا محمد هنّاك الله في بيتك ، فأقرأه السورة . هكذا ذكر القصة الزمخشري وجمهور المفسرين ،)) .