المسبب الرئيسي للتعصب و العناد هل اشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة
كاتب الموضوع
رسالة
قطمير اهل البيت (ع)
عدد المساهمات : 58 نقاط : 178 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/09/2013
موضوع: المسبب الرئيسي للتعصب و العناد هل اشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة الجمعة سبتمبر 20, 2013 3:52 pm
في القرآن الكريم آيات تشير الى أن الجهل هو السبب وراء التعصب والعناد واللجاج نذكر منها: 1-((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13))) (سورة البقرة). وأصل السفه: خفة الحلم وكثرة الجهل يقال: ثوب سفيه اذاكان رقيقا باليا وسفهته الريح: اذا طيرته كل مطير . فأمر الله تعالى أن يؤمنوا كما آمن المؤمنون المستبصرون فقالوا: أنؤمن كما آمن الجهال ومن لا رأي له ومن لا عقل له كالصبيان والنساء فحكم الله عليهم حينئذ بانهم السفهاء باخباره عنهم بذلك وهو من تقدم ذكره من المنافقين والسفيه إنما سمي مفسدا من حيث انه يفسد من حيث يظن انه يصلح ويضيع من حيث يرى أنه يحفظ وكذلك المنافق يعصي ربه من حيث يظن انه يطيع ويكفر به (تفسير التبيان ج1.ص76)
قيل: المعني من جعل إلهه ما يهوى، وذلك نهاية الجهل، لان ما يدعو اليه الهوى باطل، والاله حق يعظم بما لا شئ أعظم منه، فليس يجوز أن يكون الاله ما يدعواليه الهوى، وانما الاله ما يدعوا إلى عبادته العقل. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " أم تحسب " يا محمد وتظن " أن اكثر " هؤلاء الكفار " يسمعون " ما تقول سماع طالب للافهام " او يعقلون " ما تقوله لهم؟ بل سماعهم كسماع الانعام، وهم أضل سبيلا من الانعام، لانهم مكنوا من طريق الفهم، ولم تمكن النعم من ذلك، وهم مع ذلك لا يعقلون ما تقول، إذ لو عقلوا عقل الفهم به لدعاهم عقلهم اليه، لانه نور في قلب المدرك له. وقيل " بل هم اضل سبيلا " لانها لا تعتقد بطلان الصواب وإن كانت لا تعرفه، وهم قد اعتقدوا ضد الصواب الذي هو الجهل. (تفسير التبيان ج7 .ص485)
هذه الآية الكريمة تجعل أقوال هذه المجموعة من أهل الكتاب المتعصبين شبيهة بأقوال الجهلة من الوثنيين. بعبارة اُخرى: هذه الآية تقرر أن المصدر الأساس للتعصب هو الجهل والبعد عن العلم، لأن الجاهل مطوّق بمحيطه المحدود، لا يقبل غيره، بل هو ملتصق بما ملأ ذهنه منذ صغره وإن كان خرافياً، ويرفض ما سواه. (تفسير الامثل ج1 ص324)
قوله تعالى: و قال الذين لا يعلمون هم المشركون غير أهل الكتاب و يدل عليه المقابلة السابقة في قوله تعالى: و قالت اليهود ليست النصارى على شيء، و قالت النصارى ليست اليهود على شيء، و هم يتلون الكتاب كذلك، قال الذين لا يعلمون مثل قولهم الآية. ففي تلك الآية ألحق أهل الكتاب في قولهم بالمشركين و الكفار من العرب، و في هذه الآية ألحق المشركين و الكفار بهم، فقال: و قال الذين لا يعلمون لو لا يكلمنا الله أو تأتينا آية، كذلك قال الذين من قبلهم - و هم أهل الكتاب و اليهود من بينهم - حيث اقترحوا بمثل هذه الأقاويل على نبي الله موسى (عليه السلام)، فهم و الكفار متشابهون في أفكارهم و آرائهم، يقول هؤلاء ما قاله أولئك و بالعكس، تشابهت قلوبهم. قوله تعالى: قد بينا الآيات لقوم يوقنون جواب عن قول الذين لا يعلمون إلخ، و المراد أن الآيات التي يطالبون بها مأتية مبينة، و لكن لا ينتفع بها إلا قوم يوقنون بآيات الله، و أما هؤلاء الذين لا يعلمون، فقلوبهم محجوبة بحجاب الجهل، مئوفة بآفات العصبية و العناد، و ما تغني الآيات عن قوم لا يعلمون.(تفسير الميزان ج1 ص 152)
فمحصل المعنى أن هؤلاء المشركين الرامين للقرآن بأنه افتراء مثل المشركين و الكفار من الأمم السابقة استقبلتهم من الدعوة الدينية بمعارفها و أحكامها أمور لم يحيطوا بها علما حتى يوقنوا بها و يصدقوا، فحملهم الجهل على التكذيب بها و لما يأتهم اليوم الذي يظهر لهم فيه تأويلها و حقيقة أمرها ظهورا يضطرهم على الإيقان و التصديق بها و هو يوم القيامة الذي يكشف لهم فيه الغطاء عن وجه الحقائق بواقعيتها فهؤلاء كذبوا و ظلموا كما كذب الذين من قبلهم و ظلموا فانظر كيف كان عاقبة أولئك الظالمين حتى تحدس بما سيصيب هؤلاء.(الميزان الجزء 10 .0 ص34)
والحمد لله ربّ وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين...
المسبب الرئيسي للتعصب و العناد هل اشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة