المحكم : هو النص الذي يكون المراد منه ظاهرا وواضحا دون الحاجة الى وجود ما يوضّحه أو يبيّنه من دليل أو قرينة تصرفه الى المراد منه .
والمتشابه: هو النص الذي يكون المراد منه يحتمل أكثر من وجه وقد يكون هناك مانع من الأخذ بأحد الوجوه أو أكثر .
وقد ذكر الشيخ الطوسي المحكم والمتشابه بشيء من التفصيل في تفسيره التبيان فقال (قدس سره ) :
( ... فالمحكم : هو ما علم المراد بظاهره من غير قرينة تقترن إليه ولا دلالة تدل على المراد به لوضوحه , مثل قوله تعالى : " إن الله لايظلم الناس شيئا " (1) وقوله تعالى: " لا يظلم مثقال ذرة " (2) لانه لايحتاج في معرفة المراد به إلى دليل.
والمتشابه: ما لا يعلم المراد بظاهره حتى يقترن به ما يدل على المراد منه ,نحو قوله: " وأضله الله على علم " (3) فانه يفارق قوله: " وأضلهم السامري " (4) لان اضلال السامري قبيح وإضلال الله بمعنى حكمه بأن العبد ضال ليس قبيح بل هو حسن.) (5)
ثم ذكر الشيخ (اعلا الله مقامه ) آراء بعض المتقدمين وأقوالهم في المحكم والمتشابه , فقال :
( واختلف أهل التأويل في المحكم، والمتشابه على خمسة أقوال:
فقال ابن عباس: المحكم الناسخ، والمتشابه المنسوخ.
الثاني - قال مجاهد: المحكم ما لا يشتبه معناه، والمتشابه ما اشتبهت معانيه. نحو قول: " وما يضل به إلا الفاسقين "(6) ونحو قوله: " والذين اهتدوا زادهم هدى "(7).
الثالث - قال محمد بن جعفر بن الزبير، والجبّائي: إن المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا، والمتشابه ما يحتمل وجهين فصاعدا.
الرابع - قال ابن زيد: إن المحكم: هو الذي لم تتكرر ألفاظه. والمتشابه هو المتكرر الألفاظ .
الخامس - ما روي عن جابر أن المحكم: ما يعلم تعيين تأويله، والمتشابه مالا يعلم تعيين تأويله. نحو قوله: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها "(
.(9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) سورة يونس آية: 44.
(2) سورة النساء آية: 40.
(3) سورة الجاثية آية: 23.
(4) سورة طه آية: 85.
(5) (التبيان ج2 ص393)
(6) سورة البقرة آية: 26.
(7) سورة محمد آية: 17.
(
سورة الأعراف آية: 187، وسورة النازعات آية: 42.)
(9) (التبيان ج2 ص394)
وخلاصة ما تقدّم فإن المحكم هو النص الذي يمكن أن يدرك المراد منه بلا دليل أو قرينة يقترن بها النص , اما المتشابه فهو النص الذي يحتاج الى بعض القرائن أو الى نص آخر محكم لمعرفة المراد منه .
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين...