قيمة العقل في مقياس القرآن الكريم

لابد لنا في البداية أن نعرف معنى كلمة العقل ومن أين أتت ؟

العقل (كما في لسان العرب والراغب) هو من العقال أي الحبل الذي يشد به ساق البعير لمنعه من الحركة ، وكما ان العقل يردع الانسان عن القيام بالأعمال الشينة أطلقت هذه المفردة عليه .
فالعقل قيل له عقلاً لأنه يردع الانسان عن الانحراف عن جادة الصواب ، لهذا يقال لمن امتنع لسانه عن النطق (إعتقل لسانه) .

لذا فإن الله سبحانه وتعالى وهب الانسان العقل كي يستعين بقدرته على إدراك الحقائق وفهمها وبذلك يستحق اللوم والتوبيخ إذا ترك الانتفاع بهذه القدرة .

وتبرز أهمية العقل كطريق لمعرفة الله جلّ وعلا ، فالله سبحانه جعل هناك طريقي الفجور والتقوى وعلى الانسان (بالعقل السليم) أن يختار ، وقد أمر سبحانه الملائكة بالسجود له (أي العقل) وذلك لأهميته وإلا فما الفائدة من السجود الى التراب والطين .

وهناك عدة وظائف للعقل كما دلّ عليها القرآن منها التذكر (أفلا تتذكرون) والتفكر (أفلا تتفكرون) والإبصار (أفلا تبصرون) ...

وكلها طرق لمعرفة الحق سبحانه وتعالى وتقربه منه وترتقي به الى أعلى سلم الكمالات .

والآيات التي تشير الى العقل هي :

قوله تعالى ((كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))/ البقرة 242

وقوله ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ))/ البقرة 269

وقوله ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ))/ الذاريات 21

وقوله ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ))/ الأنعام 50

وكثير غيرها ...


*** والحمد لله ربّ العالمين ***