عدد المساهمات : 797 نقاط : 2351 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/05/2013
موضوع: صلاة الليل السبت سبتمبر 21, 2013 2:57 am
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلاة الليل وتأثيرها الصحي : صلاة الليل مستحبة وتركها مكروه، وهي مما تؤثر في صحة البدن. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قيام الليل مصحة للبدن». وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير السيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن أجسادكم». وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «صلاة الليل تحسن الوجه وتحسن الخلق وتطيب الريح وتدر الرزق وتقضي الدين وتذهب بالهم وتجلو البصر عليكم، بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ومطردة الداء عن أجسادكم».
إن من بركات صلاة الليل، ومن ملكوت صلاة الليل، وباطن هذه الصلاة، حالة تنقية أخطاء النهار.. فالإنسان في النهار: في زحمة من العيش، وفي السوق، وفي المدرسة، وفي الجامعة، وفي العشرة الاجتماعية؛ ينسى الحدود الربانية لا تعمدا (وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض.. ولكن سوّلت لي نفسي، وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليَّ).. فالإنسان بصلاة الليل يعمل عملية تنظيف ليلي، لما اجترحه في النهار (إن الحسنات يذهبن السيئات).
يقول الإمام الصادق (ع): (صلاة المؤمن بالليل، تذهب بما عمل من ذنب بالنهار).. فالإنسان يوميا يخطئ، ويذنب عن غير عمد؛ وعندما يأتي الليل، يخلو مع ربه، وبقطرات من الدموع يتكلم مع ربه؛ فيعيد نشاطه، ويعيد طراوته ونظافته الباطنية.. ومن هنا يعلم أن صلاة الليل أيضا واجبة، بمعنى من المعاني.. صحيح أنها ليست واجبة فقهيا؛ ولكنها واجبة سلوكيا، كما كانت واجبة فقهيا على النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- كما يقال.
إن البعض يصلي صلاة الليل في شهر رمضان، وفي شهر رجب، وفي شهر شعبان، ثم ينقطع؛ فيشكو أنه ما رأى نورا من صلاة الليل.. فالإمام الباقر -عليه السلام- يقول: (أحب الأعمال إلى الله عز وجل، ما داوم العبد عليه، وإن قلّ)؛ أي إلتزم بعمل قليل، ولكن لا تقطع ذلك العمل.. فالذي يقوم بالعمل المستحب ويتركه؛ قد يكون في ذلك نوع من أنواع الوهن والإعراض.. مثل إنسان يأتيك كل صباح، وتقدم له الطعام الهني، وتعطيه جائزة في كل يوم، وبعد شهر أو شهريين ينقطع عنك.. ماذا تقول عن هذا الإنسان؟.. أليس هذا زهدا عمليا في عطائك؟!.. أليس هذا إعراضا عمليا عما كنت تعطيه؟!.. إن ترك العمل بعد الالتزام به، يعده العلماء من موجبات سلب التوفيق.
صلاة الليل: وقتها: من بعد اول الليل الى ما قبل صلاة الصبح.
النية: أصلي نافلة الليل قربة الى الله تعالى.
الركعات: 11 ركعة، 8 ركعات تصليها بنية نافلة الليل، تصليها ركعتان تتلوها ركعتان، وتقرأ التشهد خلف كل ركعتان، وركعتان تصليها بنية الشفع وتقرأ التشهد بعدها وركعة الوتر.
* الركعة الثانية: يقرأ الحمد و (قل يا أيها الكافرون) ثم يقنت، ويستطيع الدعاء على من ظلمه بان يجازيه الله بما يستحقه في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليتين وبعد السجدتين يتشهد ويسلم، ثم ينتصب واقفاً.
* الركعة الثالثة الى الركعة الثامنة: يقرأ الحمد وما يشاء بعدها في كل ركعة، وبعد كل ركعتين يتشهد ويسلم ومن ثم يقف، وفي الركعة السادسة بعد السجدتين يتشهد ويسبح تسبيح الزهراء.
الشفع:
* ركعتي الشفع: بعد النية (أصلي ركعتي الشفع قربة الى الله تعالى).
* الركعة الأولى: يقرأ الحمد وسورة الناس.
* الركعة الثانية: يقرأ الحمد وسورة الفلق وتكون من غير قنوت، وبعد السجود يتشهد ويسلم.
الوتر:
* ركعة الوتر: بعد النية (أصلي ركعة الوتر قربة الى الله تعالى) يقرأ بعد الحمد سورة الاخلاص ثلاث مرات والمعوذتين مرة واحدة، ثم يقنت، ثم يستغفر لأربعين مؤمناً بقوله (اللهم اغفر لفلان، اللهم اغفر لفلان … الخ)، ثم يستغفر الله سبعين مرة (أستغفر الله وأتوب اليه)، ثم يقول سبع مرات (هذا مقام العائذ بك من النار)، ثم يقول العفو العفو ثلاثمائة مرة، ثم يكبر يركع ويسجد ثم يتشهد ويسلم.
وبعد اتمام ركعة الوتر تدعو بهذا الدعاء بعد الصلاة على محمد و آل محمد:
(أناجيك يا موجود كل في كل مكان لعلك تسمع ندائي، فقد عظم جرمي وقل حيائي، مولاي يا مولاي أي الأهوال أتذكر، وأيها أنسي، ولو لم يكن بعد الموت لكفي، كيف وما بعد الموت أعظم وأدهي، مولاي يا مولاي حتى متى والى متى أقول لك العتبي مرة بعد أخرى ثم لا تجد عندي صدقاً ولا وفاء، فيا غوثاه ثم يا غوثاه بك يا الله من هوي قد غلبني، ومن عدو قد استكلب علي، ومن دنيا قد تزينت لي ومن نفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربي، مولاي يا مو لاي ان كنت رحمت مثلي فارحمني، وان كنت قبلت مثلي فاقبلني، يا من لم أزل أتعرف منه الحسني، يا من يغذيني بالنعم صباحاً ومساءً ارحمني، يو آتيك فرداً شاخصاً اليك بصري، مقلداً أعمي، قد تبرأ جميع الخلق مني، نعم وأبي وأمي، ومن كان له كدي وسعيي، فان لم ترحمني فمن ذا الذي يرحمني، ومن يؤنس في القبر وحشتي، ومن ينطق لساني اذا خلوت بعملي وسألتني عما أنت اعلم به مني، فان قلت نعم فأين المهرب من عدلك، وان قلت لم أفعل قلت ألم أكن الشاهد عليك، فعفوك عفوك يا مولاي قبل سرابيل القطران، عفوك عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي الى الأعناق، يا أرحم الراحمين وخير الغافرين. اللهم اني أستغفرك مما تبت اليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك، وأستغفرك للنعم التي مننت بها علي وتقويت بها على معصيتك، أستغفر الله الذي لا اله الا الا هو الحي القيوم، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، لكل ذنب أذنبته، ولكل معصية ارتكبتها، اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزماً ثابتاً، ولباً راجحاً، وقلباً زاكياً، وعزماً ثابتاً، وقلباً زاكياً، وعلماً كثيراً، وأدباً بارعاً، وأجعل ذلك كله لي، ولا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى اللهم على محمد و آل الطيبين الطاهرين).