(الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)) أسباب خروج الحسين عليه السلام
كاتب الموضوع
رسالة
عادل الاسدي مشرف
عدد المساهمات : 797 نقاط : 2351 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/05/2013
موضوع: (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)) أسباب خروج الحسين عليه السلام السبت سبتمبر 21, 2013 3:06 am
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى ((أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ))/محمد 29
المعنى/ أي يظهر أحقادهم على المؤمنين ...
إنّ السبب في قتل الحسين عليه السلام مع علمهم بأنه سيد شباب أهل الجنة هي الأحقاد الدفينة والنعرة الجاهلية والقبلية وصرح بذلك يزيد قائلاً ((ليت أشياخي ببدر شهدوا)) ومعروف من هم أشياخه .
السؤال الذي قد يطرحه البعض هو لماذا خرج الحسين عليه السلام؟ وهل السبب هو كتب أهل العراق اليه؟ وإذا كان كذلك فهو يعلم خذلانهم فلماذا لبى نداءهم؟
ستجد الاجابة عندما نلقي نظرة على الوضع العام الذي كان في ذلك الوقت ، وسنرد بعض الروايات التي توجب على الامام الخروج .
مقدمة
لقد شاء الله أن يبيّن زيف الخليفة المزعوم يزيد ويكشفه للمجتمع الاسلامي ، لأن الإعلام آنذاك كان يظهر الخليفة الأموي على غير ماهو عليه ، إنّ الخليفة بدأ يمسح معالم الاسلام ويرجع الى أفعال الجاهلية من الفجور وشرب الخمور وغيرها من الأمور التي حرمها الله ، فبدأ الاسلام يفقد مبادئه الأساسية رويدا رويدا ، هذا الدين الذي تكبد ماتكبده الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأصحابه الأُول من أجله وضحى المضحون من أجل إرساء قواعده الى أن ظهر للوجود . لذلك وجب على الحسين عليه السلام أن ينتفض ضد الجور والطغيان ويكشف الأمويين على حقيقتهم فكانت ثورته ولو كان بذلك قتله وأصحابه مادام الهدف هو الحفاظ على بيضة الاسلام (لا كما يصوره البعض أصحاب النفوس المريضة بأنها مسألة ملك وخلافة) .
ولايمكن لغير الحسين عليه السلام أن يقوم بهذه المهمة ...
اذن خروج الحسين عليه السلام كان لابد له بالنظر الى ماسبق ، وإضافة الى ذلك كان هناك أمراً الهياً يأمره بذلك ، وقد وردت النصوص بذلك اليك بعضاً منها .
الأمر بالخروج
عن الأوزاعي قال: بلغني خروج الحسين الى العراق فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي وقال: (مرحبا بك يا اوزاعي، جئت تنهانى عن المسير، ويأبى الله إلا ذلك) .
ونستشف من هذه الرواية إنّ هناك أمراً إلهياً يقتضي خروجه وعليه فالإمام اذن يمتثل للأمر الالهي .
عندما خرج الحسين عليه السلام من مكة نحو العراق منعه جماعة من التوجه نحو العراق وأحدهم عبد الله بن العباس (حَبْر الأمّة) فقال له الحسين : يابن عباس : إن رسول الله أمرني بأمرٍ أنا ماضٍ فيه .
فقال : بماذا أمرك جدّك؟
فقال الحسين : أتاني جدّي في المنام وقال : يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله شاء أن يراك قتيلا .
فقال ابن عباس : إذن فما معنى حملُك هؤلاء النساء معك؟
وهذه الرواية تدل أيضاً على أمر الخروج وهذه المرة من جهة الرسول صلّى الله عليه وآله .
بعد موت معاوية استولى ابنه يزيد على مسند الخلافة ، وادّعى أنه خليفة رسول الله والقائم مقامه ، مع العلم أنه لم تكن في يزيد مؤهّلات الخلافة ، من نسبه المهتوك وحسبه الدنيء ، وموبقاته التي كان يرتكبها من الخمور والفجور واللعب بالكلاب والقردة ، والاستهتار بجميع معنى الكلمة .
فكتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (والى المدينة) يُخبره بموت معاوية ، ويأمره بأخذ البيعة من هل المدينة عامّة ومن الحسين بن علي خاصّة .
فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين وقرأ عليه كتاب يزيد ، فقال الحسين: أيها الوليد : إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله وبنا يَختم ، ومِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة .
وقد أوردت المصادر بان يزيد قد بثّ جلاوزته لإغتيال الحسين عليه السلام ولو كان متعلقاً باستار الكعبة .
نرى من هذه الرواية بان الحسين عليه السلام أجبر على الخروج لأنه إن لم يخرج تكون واحدة من إثنين إما قتله عليه السلام بالحرم المكي وإما بيعته ليزيد وهذا مالايمكن .
اذن بعد كل ماأوردناه يتضح لك سبب خروج الحسين عليه السلام سواء أكتب أهل العراق أم لم يكتبوا .
(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
(الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)) أسباب خروج الحسين عليه السلام