بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..
ان المولى جل وعلا حكيم في تدبيره لطيف بخلقه ، ومن آثار حكمته ومقتضى لطفه انه بعث الانبياء مبشرين ومنذرين وأرسل معهم الشرائع ليهدوا الناس الى الحق وليسيروا أمور الخلق ، فبينوا للناس ما يصلح دينهم ودنياهم ، وأرشدوهم الى ما ينفعهم مما يقوي قلوبهم ويشفي أمراضهم ويعافي أبدانهم ويداوي أسقامهم .
وما عند الانبياء(عليهم السلام) ورثه الأوصياء (عليهم السلام) ، وبث هؤلاء مما عندهم الى من كان حولهم فعلموهم شيئاً ممن تلك العلوم وأرشدوهم الى بعض ما ينفعهم .
وها نحن اليوم نجد بعضاً من تلك العلوم القيمة حيث وصلت الينا عن طريق الأفاضل من العلماء والفقهاء
وهي علوم مصدرها العلم الرباني فهي لا يتطرق اليها الخطأ ولا يشوبها الشك ان نقلت بطرق صحيحة واسناد تامة ، وقد أثبت العلم الحديث كثير من نتائجها وانهارت كثير من النظريات التي كانت تعارضها وتبرهن على خلافها .
لذا فمن أراد السعادة والعافية في الدنيا ، فعليه باتباع وصايا المعصومين(عليهم السلام) :
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) :
" نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "(1)
قال الاصبغ بن نباتة: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول لابنه الحسن (عليه السلام) :
" يا بني ألا اعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطبّ ؟ "
فقال (عليه السلام) : " بلى "
قال (عليه السلام) :
"لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء .
فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب "
وقال (عليه السلام) :
« إن في القرآن لآية تجمع الطبّ كلّه " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا "(2) »(3)
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
« اشتكى رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له :
" سل من امرأتك درهماً من صداقها، فاشترِ به عسلاً فاشربه بماء السماء "
ففعل ما أمر به فبرئ.
فسئل أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن ذلك الشيء سمعته من النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ قال (عليه السلام) :
" لا، ولكني سمعت الله يقول في كتابه ((فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ))(4)
وقال (( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ))(5) وقال ((وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ))(6)
فاجتمع الهنيء والمرئ والبركة والشفاء، فرجوت بذلكالبرء " »(7)
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنا عنده فسأله شيخ فقال:
إن بي وجعا وأنا أشرب له النبيذ، ووصفه له الشيخ
فقال (عليه السلام) له:
" ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيّ ؟ "
قال: لا يوافقني ، قال (عليه السلام) :
" فما يمنعك من العسل ، قال الله : فيه شفاء للناس ؟ "
قال: لا أجده ، قال (عليه السلام) :
" فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك واشتدّ عظمك ؟ "
قال: لا يوافقني ، قال له أبو عبد الله (عليه السلام):
" أتريد أن آمرك بشرب الخمر ؟ ! لا والله لا آمرك "(
وقال العالم - الامام الكاظم - (عليه السلام) :
" في العسل شفاء من كل داء ، من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، ويكسر الصفراء، ويقمع المرة السوداء، ويصفو الذهن، ويجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر والسكر ينفع من كلّ شيء ولا يضرّ من شيء وكذلك الماء المغلي "(9)
وفي فقه الرضا ما روي عن الامام الرضا (عليه السلام) :
" أروي أنه لو كان شيء يزيد في البدن لكان الغمز يزيد واللين من الثياب وكذلك الطيب ودخول الحمام ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك
وأروي أن الصدقة ترجع البلاء من السماء
وقيل إن الصدقة تدفع القضاء المبرم عن صاحبه وقيل لا يذهب بالأدواء إلا الدعاء والصدقة والماء البارد "(10)
_____________________________________
(1) سنن النبي (صلى الله عليه وآله)- السيد الطباطبائي - (ص 227)
(2) الأعراف : 31
(3) كتاب الخصال للشيخ الصدوق - (ص 230)
(4) النساء: 4.
(5) النحل: 69.
(6) ق: 9.
(7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 265)
(
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 265)
(9) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 261)
(10) فقه الرضا(عليه السلام) ص : 347