عدد المساهمات : 18 نقاط : 54 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2013
موضوع: للنساء العارفات الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 3:48 am
طوبى للنساء العارفات
رُوي أنه لما كان يوم أُحد حاص أهل المدينة حيصة فقالوا قتل محمد ( صلى الله عليه وآله ) حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة ، فخرجت امرأة من الأنصار متحزنة فاستقبلت بابنها و أبيها و زوجها و أخيها و هم شهداء . فلما مرَّت على آخرهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أخوك و أبوك و زوجك و ابنك . قالت : ما فعل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالوا : أمامك . فمشت حتى جاءت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) و أخذت بناحية ثوبه و جعلت تقول : بأبي أنت و أمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلُمت أنت من عطب . و خرجت السمراء بنت قيس أخت أبي خزام و قد أصيب ابناها فعزاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهما فقالت كل مصيبة بعدك جلل و الله لهذا النقع الذي في وجهك أشد من مصابهما و عن جويرة بنت أسماء أن ثلاثة إخوة شهدوا بششتر و استشهدوا و بلغ ذلك أمهم فقالت مقبلين أم مدبرين فقيل لها بل مقبلين فقالت : الحمد لله نالوا و الله الفوز و أحاطوا الذمار بنفسي هم و أبي و أمي و ما تأوهت و لا دمعت لها عين .
و عن أبي قدامة الشامي قال كنت أميرا على جيش في بعض الغزوات فدخلت بعض البلدان و دعوت الناس الغزاة و رغبتهم في الجهاد و ذكرت فضل الشهادة و ما لأهلها ثم تفرق الناس و ركبت فرسي و سرت إلى منزلي ، فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تنادي يا أبا قدامة فمضيت ولم أجب . فقالت : ما هكذا كان الصالحون . فوقفت فجاءت و دفعت إليَّ رقعة و خرقة مشدودة و انصرفت باكية ، فنظرت في الرقعة و إذا فيها مكتوب أنت دعوتنا إلى الجهاد و رغبتنا في الثواب و لا قدرة لي على ذلك ، فقطعتُ أحسن ما فيَّ و هما ضفيرتاي و أرسلتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك في سبيل الله فيغفر لي . فلما كان صبيحة القتال فإذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل حاسرا ، فتقدمت إليه و قلت يا غلام أنت فتى غر راجل و لا آمن أن تجول الخيل فتطؤك بأرجلها فارجع عن موضعك هذا . فقال : أ تأمرني بالرجوع و قد قال الله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ } و قرأ الآية إلى آخرها . قال : فحملته على هجين كان معي . فقال : يا أبا قدامة أقرضني ثلاثة أسهم . فقلت أ هذا وقت قرض ، فما زال يلح حتى قلت بشرط ، إن منَّ الله عليك بالشهادة أكون في شفاعتك . قال : نعم . فأعطيته ثلاثة أسهم فوضع سهما في قوسه فرمى به فقتل روميا ، ثم رمى بالآخر فقتل روميا ، ثم رمى بالآخر و قال السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع ، فجاءه سهم فوقع بين عينيه ، فوضع رأسه على قربوس سرجه فقدِمتُ إليه و قلت : لا تنسها . فقال : نعم ، و لكن لي إليك حاجة ، إذا دخلت المدينة فآت والدتي و سلِّم خُرجي إليها ، و أخبرها فهي التي أعطتك شعرها لتقيد به فرسك فسلِّم عليها ، فهي العام الأول أصيبت بوالدي ، و في هذا العام بي ثم مات ، فحفرت له و دفنته . فلما أتيت المدينة ذهبت إلى دار والدته فلما قرعت الباب خرجت أخته إلي فلما رأتني عادت إلى أمها و قالت يا أماه هذا أبو قدامة و ليس معه أخي و قد أصبنا في عام الأول بأبي و في هذا العام بأخي . فخرجت أمه فقالت : أ معزيا أم مهنئا . فقلت : ما معنى هذا ؟ فقالت : إن كان ابني مات فعزِّني ، و إن كان استشهد فهنئني .
فقلت : لا بل قد مات شهيدا . فقالت : الحمد لله . الحرُّ صبور
عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السَّلام ) يقول : " إن الحر حرٌ على جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، و إن تراكمت عليه المصائب لم تكسره ، و إن أسر و قهر و استبدل باليسر عسرا ، كما كان يوسف الصديق الأمين ( عليه السَّلام ) لم يضرر حريته أن استعبد و أسر و قهر و لم تضرره ظلمة الجب و وحشته و ما ناله ، أن من الله عليه فجعل الجبار العالي له عبدا بعد أن كان ملكا ، فأرسله و رحم به أمته ، و كذلك الصبر يعقب خيرا ، فاصبروا و وطِّنوا أنفسكم على الخير تؤجروا " . الجنة محفوفة بالمكاره
رُوي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنه قال : " الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر ، من صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ، و جهنم محفوفة باللذات و الشهوات ، فمن أعطى نفسه لذتها أو شهوتها دخل النار " . الصبر ثلاثة
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " الصبر ثلاثة ، صبر عند المصيبة ، و صبر على الطاعة ، و صبر عن المعصية .
فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض . و من صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش . و من صبر على المعصية كتب الله له تسع مائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش " . ما أعظم هذا الموقف ! رُوي أن قوما كانوا عند الإمام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فاستعجل خادماً بشواء في التنور فأقبل به مسرعاً فسقط السفود من يده على وَلد لعلي بن الحسين ( عليه السَّلام ) فأصاب رأسه فقتله . فوثب علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) لماَّ رأى ابنه ميتا و قال للخادم : " أنت حر لوجه الله تعالى ، أما إنك لم تتعمده " ثم أخذ الإمام ( عليه السَّلام ) في جهاز ابنه . باسم الشمري