عدد المساهمات : 16 نقاط : 48 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2013
موضوع: يحكم بضرورة اليوم الموعود ويوم الخلاص الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 5:16 am
لو صرفنا النظر عن النصوص وعن الأدلّة التي تثبت انه لابد من مصلح في اخر الزمان فإنَّ العقل وحده يحكم بضرورة اليوم الموعود ويوم الخلاص ويوم الإنقاذ لبعدين: البعد الفلسفي: يتسائل العقل: لماذا خلقت الحياة؟ فيجيب القرآن الكريم: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك: 2)، أي خلقت الحياة لأجل أن يصل المجتمع الإنساني إلى الكمال، والكمال بانتصار العدالة على الظلم، وانتصار الفضيلة على الرذيلة، وبما أنَّ الهدف من الحياة وصول المجتمع الإنساني إلى انتصار العدالة ووصول المجتمع الإنساني إلى انتصار الفضيلة، فلو لم يكن هناك يوم يتحقَّق فيه هذا الهدف لكان خلق الحياة لغواً وعبثاً، واللغو والعبث لا يصدر من الحكيم تعالى. فما دام أنَّ الله قد خلق الحياة لأجل أن تنتصر العدالة على الظلم ولأجل أن تنتصر الفضيلة على الرذيلة، قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد: 25)، إذن لو لم يوجد ذلك اليوم الذي يتحقَّق فيه انتصار العدالة على الظلم وانتصار الفضيلة على الرذيلة في كلّ أرجاء الأرض لكان خلق الحياة لغواً وعبثاً، وهذا دليل عقلي على ضرورة اليوم المنتظر. البعد الاجتماعي: هناك سنن تاريخية، إذ يقول علماء الاجتماع: التاريخ لا يمشي صدفة، بل التاريخ يمشي على طبق سنن تتكرَّر من جيل إلى آخر ومن هذه السنن البقاء للأقوى، ومنها أنَّ الثروة إذا لم توزَّع توزيعاً عادلاً يقع الدمار الأمني والاقتصادي، ومنها ثورة الجوع والخوف, فحينما نراجع تاريخ الأنبياء نجد أنَّ نبيّ الله نوحاً (عليه السلام) قام بثورة الجوع والخوف، حيث قاد مجموعة من الفقراء والمستضعفين وقام بثورته، وهكذا نبيّ الله شعيب (عليه السلام)، بل أغلب الأنبياء والمصلحين كانت حركاتهم منخلقة من الأمر السماوي ومستندة لعوامل من أهمّها عامل الجوع والخوف، فهذه سُنّة من السنن التاريخية تحدَّث عنها (اينشتاين) العالم الفيزيائي، و(راسل) الفيلسوف الفرنسي، و(برنارد شو) الفيلسوف الإنجليزي، لذلك سيأتي يوم من الأيّام تحصل فيه ثورة أمميّة شعوبية لعامل الجوع والخوف، بمعنى أنَّ الشعوب الإنسانية كلّها تدرك فشل الأنظمة الاقتصادية وفشل السياسات المدنية حيث إنَّها لم تؤمّن لها لقمة الخبز ولم تؤمّن لها الأمن، وإذا أدركت الإنسانية أنَّ السياسات الاقتصادية فاشلة ستحصل ثورة أمميّة شعوبية تمهّد ليوم القائد المنتظر (عليه السلام). فالمسألة مسألة عقلية ناشئة عن إدراك العقل لطبيعة المجتمعات حيث تستند إلى ثورة الجوع والخوف ويؤيّدها هؤلاء الفلاسفة، وهذه الثورة هي التي أيَّدها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام أمير المؤمنين، والحسين بن علي (عليهما السلام) الذي لم يقم بثورته من أجل كرسي أو سلطة، بل لأجل ثورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسدّ باب الجوع والخوف، فبنو أميّة تلاعبوا بثروات المسلمين وأكلوا خزانة بيت المال وصرفوها في بناء القصور وزخارف الدنيا، وجعلوا الشعب المسلم في زمانهم مهبّاً لعواصف الجوع والخوف والاضطهاد، من هنا انطلقت ثورة الحسين (عليه السلام): (فإنّي لا أرى الموت إلاَّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاَّ برماً) .