عدد المساهمات : 26 نقاط : 78 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2013
موضوع: درب الشام..... الخميس أكتوبر 31, 2013 5:41 am
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين بعد استشهاد الإمام شرع أاتباع بني اميه ينهبون الخيام، وأخرجوا منها النساء وأضرموا فيها النيران، فخرجن حواسر حافيات باكيات ثم أخذوهن سبايا (بحار الأنوار58:45).
ولقد شاءت الإرادة الإلهية أن يكون الإمام الحسين عليه السلام قتيلاً وأن يكون أهل بيته سبايا ، من بلاد إلى بلاد ومن ظالم إلى شر ظالم ، يتصفح الأعداء وجوههن ، يقادون فوق النياق الهزل بغير وطاء ، ويساقون بالجلد والزجر والضرب والشتم ، بين السهول والوديان يتقدمهم رمح طويل مرفوع عليه الرأس المقدس .
وقد عبر الإمام زين العابدين بـ (( الشام الشام )) عندما سئل عن أعظم المصائب . وقال مخاطباً الناس (( أيها الناس، أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك أو كابل ، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلا اختلاق )).
ولقد قاست مولاتنا زينب سلام الله عليها من المصائب وآلام ما لا يوصف ، فلقد قادوها من كربلاء إلى الشام أسيرة ومسبية في رحلة شاقة ، فالضرب بالسياط و الزجر هي اللغة السائدة . فلقد كانت في مصيبة وأنتقلت إلى مصيبة أشد ، وهي التي شاهدت عطش أخيها الحسين ، وسمعت صراخ اليتامى والأطفال ، وكانت تنظر إلى الإنكسار في وجه أخيها الحسين ، ومقتله هو وأهل بيته بتلك البشاعة و الصورة المروعة التي لم تفارق نظريها . وعاشت أيضاً فصول من الترويع والترهيب والتهديد من حرق الخيام وسلبها ، وترويع النساء وجلدها ، وفرار الأطفال على وجوههم في البيداء ومسيرة شاقة من كربلاء إلى الشام ، لاقت فيها جميع أنواع العذاب النفسي والجسدي .
يقول أبن الجوزي : ليس العجب ان يقتل ابن زياد حسينا وانما العجب كل العجب ان يضرب يزيد ثناياه بالقضيب ويحمل نساءه سبايا على أعقاب الجمال .
قال الشاعر : وزاكية لم تلق في النوح مسعـدا * سـوى انهـا بالسوط يزجرها زجر ومذعورة اضحت وخفـاق قلبها * تكـاد شظـاياه يطيـر بهـا الذعر ومذهولة من دهشة الخيل ابرزت * عشيـة لا كـهف لـديها ولا خدر تجاذبها أيـدي العـدو خمارهـا * فتستـر بالأيـدي إذا أعـوز الستر
سرت تتراماهـا العداة سـوافرات * يروح بها مصر ويغـدو بها مصر تطوف بها الاعداء فـي كل مهمة * فيجـذبهـا قفـر ويقـذفهـا قفـر
وقيل أن عدد السبايا عشرين امرأة عدا الصبية ، وقد سيروهن على الجمال بغير وطاء وساقوهن بكل عنف وشدة . وقد مروا بمدينة تكريت وكان اغلب اهلها من النصارى فلما اقتربوا منها وأرادوا دخولها اجتمع القسيسون والرهبان في الكنائس وضربوا النواقيس حزنا على الحسين وقالوا : انا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم فلم يجرأوا على دخول البلدة وباتوا ليلتهم خارجها في البرية . وهكذا كانوا يقابلون بالجفاء والاعراض والتوبيخ كلما مروا بدير من الاديرة او بلد من بلاد النصارى ، وحينما دخلوا مدينة لينيما وكانت عامرة يومذاك تظاهر اهلها رجالاً ونساء وشيباً وشبانا وهتفوا بالصلاة والسلام على الحسين وجده وأبيه ولعن الأمويين وأشياعهم وأتباعهم وأخرجوهم من المدينة وتعالى الصراخ من كل جانب ، وأرادوا الدخول إلى جهينة من بلاد سورياً فتجمع اهلها لقتالهم فعدلوا .
وحينما اشرفوا على مدينة كفرطاب أغلق أهلها الأبواب في وجوههم فطلبوا منهم الماء ليشربوا فقالوا لهم : والله لا نسقيكم قطرة من الماء بعد ان منعتم الحسين وأصحابه منه ، واشتبكوا مع أهالي حمص وكان أهلها يهتفون قائلين : اكفرا بعد ايمان وضلالا بعد هدي ، ورشقوهم بالحجارة فقتلوا منهم 26 فارساً ولم تستقبلهم سوى مدينة بعلبك كما جاء في الدمعة الساكبة فدقت الطبول وقدموا لهم الطعام والشراب . من وحي الثورة الحسينية ـ 4 ولقد طيف بزينب والسبايا مدن كثيرة يقودهم الرأس المقدس إلى أن وصلوا دمشق الشام في رحلة شاقة مضنية ، وهناك بدأت فصول آخرى من الترويع والتشمت بأهل هذا البيت الطاهر .والصلاة والسلام على من قتل بأرض الطفوف وسبيت نساءه وقتلت أطفاله وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين