عدد المساهمات : 12 نقاط : 36 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2013
موضوع: السماوات السبع الخميس أكتوبر 31, 2013 5:06 pm
السّماوات السّبع كلمة «سماء» تشير إلى جهة عليا، ولها مفهومواسع ذو مصاديق مختلفة. ولذلك كان لها استعمالات عديدة في القرآن الكريم: 1 ـأطلقت أحياناً على «الجهة العليا» المجاورة للأرض كقولهتعالى: (أَلَمْ يتَرَكَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةطَيِّبَة أصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ). 2 ـوعنى بها القرآن تارة المنطقة البعيدة عن سطح الأرض: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً). 3 ـعبّر القرآن بها في موضع آخر عن (الغلاف الجوي) المحيطبالأرض: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً). لأنهذا الغلاف يقي الكرة الأرضية من الصخور يالسماوية (النيازك) التي تتجه إلى الأرضلي ونهاراً بفعل جاذبية الأرض، لكن اصطدام هذه الصخور بجوّ الأرض يؤدي إلى اشتعالهاومن ثم تحوّلها إلى رماد. 4 ـوأراد القرآن بالسماء فيموضع آخر (الكرات العليا): (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَدُخَانٌ). نعود الآن إلى «السماوات السبع» لنرى ماالمقصود من هذا العدد. تعددت آراء المفسرين والعلماء المسلمين في ذلك. 1 ـ منهممن قال إنها السّيارات السّبع في اصطلاحالفلكيين القدماء: أي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل والقمر والشمس. 2 ـومنهم من قال إن المقصود بها هو الطبقات المتراكمةللغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية. 3 ـومنهم من قالإن العدد (سبعة) لا يراد به هذا العدد المعروف، بل يراد به الكثرة، أي أن معنى «السماوات السبع» هو السماوات والكرات الكثيرة في الكون. ولهذا نظير في كلامالعرب وفي القرآن، كقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةأَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَا نَفِدَتْكَلِمَاتُ اللهِ). وواضح أن المقصود بالسبعة في هذه الآية ليس العدد المعروف،لأن علم الله لا ينتهي حتى ولو أن البحر يمده من بعده الآلاف المؤلفة من الأبحر. 4ـ الأصح في رأينا أن المقصود بالسماوات السبع، هووجود سبع سماوات بهذا العدد. وتكرر هذه العبارة في آيات الذكر الحكيم يدل على أنالعدد المذكور في هذا الآيات لا يعني الكثرة، بل يعني العدد الخاص بالذات. ويستفاد من آيات اُخرى أن كل الكرات والسيّارات المشهودة هي جزء من السماءالاُولى، وثمة ستة عوالم اُخرى خارجة عن نطاق رؤيتنا ووسائلنا العلمية اليوم. وهذهالعوالم السبعة هي التي عبّر عنها القرآن بالسماوات السبع. يقول تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابيحَ) ويقول أيضاً: (إِنَّازَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ) ويتضح من هاتينالآيتين أن ما نراه وما يتكون منه عالم الأفلاك هو جزء من السماء الاُولى، وما وراءهذه السماء ست سماوات اُخرى ليس لدينا اليوم معلومات عن تفاصيلها. نحن نرىاليوم أنه كلما تقدمت العلوم الناقصة للبشر اكتشفت عجائب ومجاهيل عظيمة. علم الفلكتقدّم إلى مرحلة بعيدة جداً في الرصد عن طريق التلسكوبات، ثم توقفت قدرة الرؤية إلىأكثر من ذلك. أبعد ما اكتشفته دوائر الأرصاد الفلكي العالمية حتى الآن مسافة فيالكون تعادل ألف مليون (مليار) سنة ضوئية. والراصدون يعترفون أن أقصى ما اكتشفوه هوبداية الكون لا نهايته. وما يدريك أن العلم سيكتشف في المستقبل سماوات وعواملاُخرى!