من تشرف بلقاء القائم عج) حكاية الرمان والوزير الناصبي بالبحرين
كاتب الموضوع
رسالة
خادم اهل البيت
عدد المساهمات : 747 نقاط : 2249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2013
موضوع: من تشرف بلقاء القائم عج) حكاية الرمان والوزير الناصبي بالبحرين الخميس يونيو 13, 2013 4:36 pm
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجاء في ذلك الكتاب الشريف أيضاً أن بعض الأفاضل الكرام والثقاة الأعلام قال: لما كانت بلدة البحرين تحت حكم الفرنجة جعلوا والياً عليها رجلاً من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير أشد نصباً منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت عليهم السلام ويحتال في إهلاكهم والإضرار بهم بكل حيلة.
فلما كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانه فأعطاها الوالي فإذا مكتوب عليها:
(لا إله إلا الله محمد رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله).
فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن تكون من صناعة البشر فتعجب من ذلك وقال للوزير هذه آية بينة وحجة قوية على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين؟ فقال له أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين وينبغي أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك وإن أبو إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث: إما أن يؤدوا الجزية وهم صاغرون أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص عنها أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة أموالهم.
فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في أمرهم ولم يقدروا على جواب وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.
فقال كبراؤهم أمهلنا أيها الأمير ثلاثة أيام لعنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلا فاحكم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحرين.
فاجتمعوا في مجلس وأجالو الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشر ثلاثة فقالوا لأحدهم أخرج الليلة إلى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بإمام زماننا وحجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.
فخرج وبات طوال ليلته متعبداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو ويستغيث بالإمام (ع) حتى أصبح ولم ير شيئاً فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبة ولم يأتيهم بخير فازداد قلقهم وجزعهم.
فأحضروا الثالث وكان تقياً فاضلاً اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان.
فلما كان في آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول: يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ولماذا خرجت إلى هذه البرية؟ فقال له: أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم وخطب لا أذكر إلا لإمامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني.
فقال: يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن شرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به.
قال محمد بن عيسى فلما سمعت ذلك توجهت إليه قلت له نعم يا مولاي لأنت تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.
فقال (صلوات الله عليه) يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئاً من الطين على هيئة الرمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها وصارت هكذا فإذا مضيتم غداً إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا أبدية لك إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك فترى غرفة فقل للوالي لا أجيبك إلا في تلك الغرفة وسيأبى الوزير ذلك فبالغ أنت في ذلك ولا ترض إلا بالصعود غليها فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه يتقدم عليك فإذا دخلت الغرفة رأيت فيها كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذ ترفيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.
يا محمد بن عيسى قل للوالي أيضاً إن لدينا معجزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته.
فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحاً شديداً وقبل الأرض بين يدي الإمام (صلوات الله عليه) وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.
فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام وظهر كل ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له من أخبرك بهذا؟ فقال: إمام زماننا وحجة الله علينا فقال ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمة واحداً بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر (صلوات الله عليهم).
فقال الوالي: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم (عليهم السلام) وحسن إيمانه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته منقول من كتاب اروع القصص فيمن راى المهدي عليه السلام
من تشرف بلقاء القائم عج) حكاية الرمان والوزير الناصبي بالبحرين