عدد المساهمات : 11 نقاط : 33 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/11/2013
موضوع: لم تكن نتيجة ضغط من أبناء مسلم بن عقيل الأحد نوفمبر 10, 2013 1:04 am
قال كاتب المنشور : "وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهم الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم " . ونقــول :
أولاً: الرواية ضعيفة السند إذ فيها خالد بن يزيد بن عبدالله القسري ، وقد قال عنه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج9 ص 410 :
" وكان صاحب حديث ومعرفة وليس بالمتقن ينفرد بالمناكير ... قال أبو جعفر العقيلي : لا يتابع على حديثه ، وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، وذكره ابن عدي ... وقال : أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا" ، فعبارة " فهمّ بالرجوع " من منكرات خالد هذا.
ثانياً: استغل الكاتب خطأ في تاريخ ابن كثير ، فسعى أن يوهم أن كلمة "لا ترجع" إنما هي أمر من أبناء مسلم بن عقيل للإمام الحسين ( ع ) فهم الذين أجبروه على الاستمرار . ولكن بالرجوع إلى ما نقله الطبري وسائر المؤرخين ، نرى أن أبنـاء مسلم قالوا : " والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل " ، ثم قال الإمام ( ع ) : " لا خير في الحياة بعدكم " فسار ، رواه الطبري في تاريخه ج4 ص 292 ، وابن حجر في الإصابة ج2ص16 ، والمزي في تهذيب الكمال ج6ص427 ، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3ص308 .
ولكن الكاتب بنى على هذه الكلمة " لا ترجع " المنقولة خطأ بدلا من " لا نرجع " ، وأضاف عبارة : " فنزل الحسين على رأيهم " ولم يذكر هذا أحد من المؤرخين على الإطلاق .. وهذا جهل ، أو تعمد لتحريف الحقائق !
ثالثا : وأما الحادثة كما رواها الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص75 خالية من تلك الزيادة بل فيها : " فنظر - أي الحسين ( ع ) - إلى بني عقيل فقال: " ما ترون ؟ فقد قتل مسلم " فقالوا : والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق ، فأقبل علينا الحسين ( ع ) وقال : " لا خير في العيش بعد هؤلاء " ، وكذلك رواه الخوارزمي في ( مقتل الحسين ) ص 327 . وكيف ينتظر أن ينساق الحسين عليه السلام مع أبناء مسلم وهم أتباعه وتحت أمره ورأيه ؟ بل كيف يتراجع وهو الذي عارض ناصحيه كما يقول الكاتب سابقا ؟ وهل يرتاب الحسين بن علي ( ع ) ويتزعزع عند أول مشكلة تواجهه بينما هو خارج للشهادة ويدرك أن المصيبة جسيمة ؟ ولو أن الحسين ( ع ) كان من أولئك الذين تغلبهم العصبية البغيضة لانتقم لمقتل أخيه الامام السبط الحسن عليهما السلام ، خصوصا مع ما حدث عند دفنه من منع عائشة وبني أمية دفنه عند جده ( ص ) ، وإثارة بني هاشم جميعا ، لكنه آثر الصبر .