جميعنا نعرف جيدا هذه الشخصيه ، وجميعنا ننجذب إلى هذه الشخصيه ، وجميعنا تقريباً نحب هذه الشخصيه. وهي شخصية الخطيب العظيم عبد الحميد المهاجر نبذه صغيرة عن هذه الشخصية الكريمة.
في معرض الحديث عن ترجمة حياة الشيخ عبد الحميد المهاجر لا يقتصر الأمر على الجانب الفني او الثقافي للمنبر الحسيني فحسب ، وأنما هو حديث عن المروءة و النبل و الايثار والخلق السامي والخصال اللامعة التي تميزت بها هذه الشخصية الشهيرة المعروفة. للمهاجر رصيد كبير من المحبة والاحترام في نفوس عارفيه واصدقائه لما له من نوايا طيبة ، وسريرة نقية ، ومشاعر رقيقة وأنسانيات جمة ، والحديث عن المهاجر لا بد ان يقترن بالمجالس الصاخبة والتجمهر المذهل ، والتدفق الهائل ، فهو خطيب جماهيري موفق ، اينما خطب رأيت الساحات والأزقة والشوارع والسرادق مكتظة بجمهوره ورواد خطابته وهواة أحاديثه. الشيخ عبد الحميد خطيب جسور من الدرجة الأولى يصدع بملء فيه لشجب الباطل ومحاربة الطغيان وترقيم الأحداث الراهنة. للمهاجر مواقف مشهودة في مجالس العراق والخليج في الظروف القائمة والأيام المظلمة فهو الذي يقتحم حصون الطغيان ببليغ منطقه ، و يجتاح قلاع الباطل بقوة عقيدته . اذا اعتلى المهاجر اعواد المنابر تفجر سحراً وبراعة وشدَّ اليه الأسماع عذوبة واعجاباً وادهش الحاضرين بمواقفه الجريئة واحاديثه السؤولة ثم لم يلبث حتى يتسلل أعماق القلوب ويحرك المشاعر ويؤجج العواطف بخطبه الحماسية اللاهبة. الأسم والشهرة: انما الدنيا حميدٌ واياديه الجسام. فأذا ولّى حميدٌ فعلى الدنيا السلام. اسمه (حميد) ركبه بأضافة العبودية فيما بعد فأصبح عبد الحميد ولقبه مرجع ديني كبير بالمهاجر فأشتهر بهذا اللقب الذي هو حقاً اسم على مسمى وفعلاً هو الخطيب الجوال المهاجر برسالته المنبرية وخدماته الاسلامية فلايكاد يهدأ في بلد حتى يهاجر لآخر ولا يكاد يستقر في قطر او مصر حتى يتجول الى غيره ولقد تجول بمعظم دول العالم وأقطار الدنيا شرقية وغربية وخصوصاً الأوربية والأفريقية والأسترالية ليكون مهاجراً بحق بالقول والفعل وليحرز لقبه بصدق وأنسجام. لما شاع وذاع واشتهر بلقب المهاجر أثر هجرته من مسقط رأسه الرميثة الى كربلاء المقدسة ، جاْه ابوه الى السجن متسائلاً ومستغرباً ومذكراً بنسبته الحقيقية قائلاً : لماذا المهاجر وانت الشمرتي؟ ، فأجاب: أني هجرت الألقاب وهاجرت الى الحسين فأنا المهاجر. وشيخنا المهاجر نجفي الأصل من ابوين نجفيين خالصين فوالده المرحوم الحاج كزار عبد الرضا عبد الواحد الشمرتي الأسرة المعروفة في النجف ، ووالدته من آل حرز وهي من الأسرة العلمية ومنها الشيخ محمد حرز صاحب مراقد المعارف ومعارف الرجال وغيرها من المؤلفات القيمة. الا ان اسرته هاجرت هي الاخرى من موطنها في النجف الاشرف ونزلت مدينة الرميثة على اثر احداث الشمرت والزكرت الدامية في النجف يومذاك واستوطنتها بين اتخذ بعض اعمامه مدينة السماوة موطناً ومستقراً لهم ابتعاداً عن المشاكل والعنتريات الصبيانية.