قول النبي (ص) علي مني وانا من علي و حسين مني وانا من حسين
كاتب الموضوع
رسالة
وبشر الصابرين
عدد المساهمات : 18 نقاط : 54 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2013
موضوع: قول النبي (ص) علي مني وانا من علي و حسين مني وانا من حسين الإثنين نوفمبر 11, 2013 1:15 am
روى ابن ماجة باسناده عن سعيد بن أبي راشد «أن يعلى بن مرة حدثهم أنهم خرجوا مع النبي إلى طعام دعُوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا، ويضاحكه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى أخذه، فجعل احدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه، فقبّله وقال: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبطٌ من الأسباط»((1) إذا قال عليه السّلام «علي مني وأنا من علي» أو إذا قال «حسين مني وأنا من حسين» فانما يعني شخصه الروحي الذي هو رسالة السماء الى العالم السفلي، أي أن شخصية علي وشخصية الحسين اللتين هما مصدر الصلاح في العالم، والتضحية في سبيل هذا الصلاح، هاتان الشخصيتان مشتقتان من شخصية محمّد، فهو مصدرهما وهو بشخصيته الروحية مبعث نورهما فيما قاما به من اصلاح وتضحية في سبيل هذا الاصلاح، هذا من حيث الشق الأول في كلمته الخالدة «علي منّي وأنا من علي» أو «حسين مني وأنا من حسين». وأما الشق الثاني وهو قوله: «أنا من علي ومن حسين» فيعني بذلك أن رسالته السماوية هذه المعبر عنها بشخصيته الروحية يعترضها، وهي في طريقها الى الخلود، سلطان يحاول القضاء عليها فينقذها علي، ثم يعترضها سلطان آخر مثله فينقذها الحسين، فكأن محمّداً إذ ذاك بعثه ذلك الانقاذ من جديد في العالم، فالسلطان الأول الذي حاول القضاء على ناموس محمّد هو معاوية بن أبي سفيان، والسلطان الثاني هو سلطان ابنه يزيد، فكان لهما حسين وأبوه بالمرصاد في الحرص على شخصية محمّد والاحتفاظ بناموسه الأعظم، مضحّيين في سبيل هذه الشخصية بنفسيهما ابقاءً على محمّد وعلى دين محمّد، وعلى شخصية محمّد وناموس محمّد. فمحمّد إذ ذاك بهذه الرسالة العظمى التي هي رمز وجوده وخلوده، وليد تضحية علي بنفسه في الضرب على يد معاوية، إذ حاول أن يمدها لهتك الدين في سبيل دنياه، ووليد تضحية الحسين بنفسه وأهله في قطع دابر الأمويين، وعلى رأسهم يزيد بن معاوية، إذ حاول أن يقضي على رسالة محمّد كما حاول أبوه ذلك من قبله، فعلي والحسين اذن بشخصيتهما الروحانيتين هما من محمّد، لأن هاتين الشخصيتين وليدتا فرقان محمّد وناموس محمّد ومحمّد هذا هو بشخصيته الروحانية هذه الباقية على الدهر سالمة من تواطؤ الأمويين بالقضاء عليها، هو من علي أولا، ومن الحسين أخيراً فكأني بمحمّد يريد أن يقول من وراء قوله: «حسين مني وأنا من حسين» يريد أن يقول: ان رسالة علي والحسين التي هي عين علي والحسين هي وليدة رسالتي وان رسالتي التي هي عين ذاتي وليدة رسالتهما إذ كانت رسالتهما الحرص على رسالتي ثم التضحية في سبيل الابقاء عليها من كفر الأمويين بها والعمل على تشويهها ثم التضحية في سبيل هتكها ودمارها ذلك هو المعنى اللائق بقول محمّد صلوات الله عليه: علي مني وأنا من علي، ثم قوله. «حسين مني وأنا من حسين» (2)
(1) سنن ابن ماجه ج1 المقدمة ص51 رقم 144، ورواه البخاري في الأدب المفرد ص133 برقم 364 والحاكم ج3 ص177 والسيد المرتضى في الأمالي ج1 ص219. (2) دين وتمدين لمحمّد علي الحوماني ـ الجزء الثاني ص218.
قول النبي (ص) علي مني وانا من علي و حسين مني وانا من حسين