عدد المساهمات : 33 نقاط : 99 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/10/2013
موضوع: الشاب الموفّق أحمد متفكّر المالكي([1]) المغربي الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 2:11 pm
الأسباب التي دعتني إلى إعتناق المذهب الشيعي كثيرة
الشاب الموفّق أحمد متفكّر المالكي([1]) المغربي إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة عام 1961 م.
ولد أحمد في مراكش من بلاد المغرب عام 1345 هـ ، ونشأ على المذهب المالكي أحد المذاهب السنّية الأربعة. غرس والده محبة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)وصهره في قلبه منذ صباه، فكان يحدّثه وسائر أهل بيته بفضائله(عليه السلام)ومناقبه، وخصائصه ومكارمه، فنشأ الابن على ولاء تلك الشخصية الإسلامية البارعة المقدّسة. تسلم كتاباً مؤرخاً 18/11/1966 م افتتحه بقوله: الحمد لله الذي اصطفى آل رسوله على سائر الناس وطهّرهم تطهيراً([2]) وأبعدهم من جميع الأدناس، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد وآله الشرفاء الفائزين بأجمل المناقب...
ثمّ أخذ يحدث فيه عن بعض الأسباب التي دعته إلى رفضه المذهب المالكي الذي كان عليه، فاعتناقه مذهب الشيعة الإماميّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، إجابة منه على طلبي فقال:
الأسباب التي دعتني إلى إعتناق المذهب الشيعي كثيرة، ولكنّ أهمّها سببان:
1 ـ البيئة التي عشت فيها والتربية التي ربّاني عليها أبي وهي حب آل البيت. 2 ـ الأحاديث النبويّة الواردة في حق آل البيت، والتي يحثّ فيها الرسول الأعظم الأمة على حبّهم، لأن حبّهم علامة الإيمان الصادق الخالص المنبعث من أعماق القلوب، وأنّ بغضهم علامة النفاق([3])، ذلك لأنّ من أحبّهم أحبّ الله ورسوله، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله. ويجب أن نمتثل لأوامرهم، والدفاع عنهم بالنفس والنفيس والسير في نهجهم المستقيم الذي لا يزيغ عنه إلاّ هالك وضال، والاقتداء بهم في أعمالهم الدنيوية التي هي في الحقيقة أحسن زاد يحمله الانسان إلى الدار الآخرة. ومن هذه الأحاديث قول الرسول(صلى الله عليه وآله): «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق»([4])، لهذا أرجو النجاة من الهلاك والضلال... كيف يمكنني أن أكرههم، وأنحرف عن مذهبهم والرسول يقول: «انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ابداً، ألا لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»([5]). وقال أيضاً(صلى الله عليه وآله): «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»([6]). إنّ المتنكّر لآل البيت والرادّ عليهم كالرادّ على الرسول، والرادّ على الرسول كالرادّ على الله تعالى...([7]).
وأعتقد إنّ إمامة الإمام عليّ أصل من اُصول الدين لا يتم الايمان إلاّ بالاعتقاد بها([8]). وإنّ من الواجب، بل من الضروري ان يكون في كلّ عصر من العصور إمام هاد يخلف النبيّ(عليه السلام) في وظائفه، هداية البشر وتوجيههم، وتنوير الطريق أمامهم، وله ما للنبيّ من الولاية العامة على الناس([9]) لتدبير شئونهم ومصالحهم، وإقامة العدل بينهم، وإزالة الظلم والعدوان من نفوسهم. إنّ الخلافة الإسلامية كان من الواجب أن يتولاّها الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)([10]) كما أخبر بذلك الرسول الأعظم لمّا نزل قول الله تعالى ) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ(([11])، دعاهم إلى دار عمّه أبي طالب وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أو ينقصون، وفيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب. والحديث في ذلك من صحاح السنن المأثورة. وفي آخره قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يابني عبد المطلب إنّي والله ما اعلم شابّا من العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن ادعوكم اليه، فأيكم يوازرني على أمري هذا، على ان يكون اخي، ووصيّي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها غير عليّ، ـ وكان أصغرهم ـ إذ قام فقال: انا يا نبيّ الله اكون وزيرك عليه. فأخذ رسول الله برقبته وقال: إنّ هذا اخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع»([12]). كل هذا يبيّن لنا أن الخلافة من حق الإمام المعصوم، ولكنّها غصبت منه.
الرضوي: حيّاك الله يا أحمد، وحيّا ضميرك الطاهر وعقلك المتنور ورحم الله أباك حيّاً وميّتاً، وطاب لبن غذيت به.
[1] ـ المالكي من ينتمي في مذهبه الى مالك بن أنس أحد أئمـّة المذاهب الاربعة السنّية. ولد مالك سنة 95 للهجرة، ومات سنة 179 هـ . وللتعرف على ما قاله السنّة في أئمـّة أصحاب المذاهب الأربعة (ومنهم مالك) واتباعهم اقرأ كتابنا (مهاترات بين أصحاب المذاهب الأربعة). [2] ـ إشارة إلى قوله تعالى في الأحزاب: 33 (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) النازلة في إعلاء شأنهم(عليهم السلام). [3] ـ روى الجويني عن أبي سعيد الخدري قال: إنّا كانّا لا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وعن جابر بن عبد الله قال: والله ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً(عليه السلام) (فرائد السمطين) ج1 ص366 ط بيروت مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر. [4] ـ تقدّم الحديث في صفحة 25 فراجع. [5] ـ حديث الثقلين تجده في ينابيع المودّة طبع اسلامبول عام 1302 ص29 إلى ص32 وفي ص36 منه إلى ص41 بالفاظ مختلفة، والمعنى واحد، رواه عن مسلم في صحيحه وعن أحمد في مسنده وعن الترمذي والثعلبي في تفسيره، وعن زيادات المسند وغيرها. وفي خصائص مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) للنسائي ص21 ط مصر عام 1348 مطبعة التقدم. [6] ـ تجده في ينابيع المودة في ص30 إلى 35 و 41 وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ط بيروت عام 1401 هـ ، ص35 إلى 37. [7] ـ ذلك لأن الله تعالى جعل الإمام عليّاً(عليه السلام) وهو سيّد أهل البيت(عليهم السلام) بعد الرسول بمنزلة نفس الرسول(صلى الله عليه وآله) في: المباهلة، وهي قوله تعالى (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) آل عمران: 61 فمن جعله الله تعالى بهذه المنزلة كان الراد عليه رادّاً على الرسول(صلى الله عليه وآله) لا محالة والرادّ على الرسول كالرّاد على الله تعالى. وقال الرسول(صلى الله عليه وآله): «إنّ عليّاً مني، وأنا من عليّ، وهو وليّ مؤمن بعدي فلا تخالفوه في حكمه». راجع مصادر هذا الحديث وما ورد عنه (صلى الله عليه وآله)بمعناه من طرق السنّة في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟). [8] ـ إذ فيها نزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلامَ دِيناً) المائدة: 3، عن أبي هريرة: يوم غدير خم لمّا اخذ النبيّ(صلى الله عليه وآله) بيد عليّ(عليه السلام) فقال: الست وليّ المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخّ بخّ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن، وأنزل الله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) شواهد التنزيل ج1 ص158 طبع بيروت عام 1393. [9] ـ لقوله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: «الستم تعلمون انّي اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثمّ اخذ بيد عليّ فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». (الخصائص للنسائي ص25) طبع مصر عام 1348 وقال (صلى الله عليه وآله): «فانّ عليّاً مني وأنا منه، وهو وليّكم بعدي». (الخصائص ص24) وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: «عليّ منّي وأنا منه فلا يؤدي عنّي إلاّ انا وعلي (الخصائص ص20) وفي نور الابصار للشبلنجي ص71 ط مصر عام 1312 قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): عليّ منّي وأنا من عليّ ولا يؤدي عني إلاّ علي».
[10] ـ لما عرفت من نصوص الرسول(صلى الله عليه وآله) عليه بها وقد ذكرنا طائفة منها في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟).
[11] ـ الشعراء: 214. [12] ـ حديث الدار مذكور في شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني ج1 ص240 ط بيروت عام 1393 هـ من منشورات الأعلمي .