عدد المساهمات : 12 نقاط : 36 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: فخرُ الدنيا وذخرُ الآخرة الذرية الصالحة السبت نوفمبر 16, 2013 2:01 am
بقلم : رويده الدعمي
من منا لم يسمع حديث رسول الله " صلى الله عليه وآله " الذي يقول فيه : "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
فالولد الصالح - اخي القارئ الكريم – هو احد الركائز الثلاث التي يعتمد عليها المرء بعد موته .. ولكن اي ولد صالح ؟ انه الذي ( يدعو لأبويه بعد مماتهما ) فلم يقل رسول الله " صلى الله عليه وآله " ولد صالح ويسكت بل اكمل الحديث الشريف بعبارة " يدعو له " . وهنا نلاحظ هذا الترابط بين الولد الصالح وبين الدعاء ، فقد يكون الولد صالحاً لكنه لا يدعو لأبويه بعد موتهما ولا يبرهما بوصلهما وهما في اشد الحاجة الى دعائهِ واستغفاره ووصاله ! فهذا الولد - ورغم صلاحه – لكنه يكون من المقصرين العاقين والعياذ بالله حتى وان كان باراً بوالديه في حياتهما ! قال الإمام الباقر عليه السلام : (( إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عز وجل عاقاً ، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير باراً بهما ، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر عنهما فيكتبه الله عز وجل باراً )) اذن هذه دعوة لكل القراء الكرام – ومن خلال هذا البحث المتواضع - بأن نقف قليلاً عند مسألة الذرية الصالحة وكيف نغرس وننمي فيهم ثقافة " التواصل مع الوالدين بعد الممات " حتى لا يكونوا لنا فخراً في الدنيا فقط بل وذخراً للآخرةِ ان شاء الله ..
1- تبدأ مسألة طلب الذرية الصالحة منذ مرحلة ما قبل الزواج عندما يدعو الرجل ربه ان يرزقه بالمرأة الصالحة وتدعو المرأة كذلك بأن يهبها الله رجلاً صالحاً يكون عوناً وسنداً لها ولذريتها في المستقبل القريب .. وقد أكد ديننا الحنيف على مسألة اختيار شريك الحياة لكلا الجنسين وتأثيره على الذرية فيما بعد فقد جاءت الأحاديث تؤكد بالقول ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) وقوله صلى الله عليه وآله : ( من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. )
2- ثم بعد ذلك تأتي الليلة الأولى للزواج عندما يحثنا الشارع المقدس على عدم الاستخفاف بهذه الليلة من الناحية ُ الروحية والدينية ، بل وضع لها آداب وسُنة حث الشاب والرجل المؤمن بالالتزام بها ومن اهم تلك الأمور الصلاة ركعتين وقراءة الدعاء المأثور والخاص بهذه الليلة لطلب الذرية الصالحة التي يقر الله بها عيني الأبوين .
3- كما يرشدنا ديننا الحنيف – احبتي القراء- الى اهم الطرق المتبعة في حالة تأخر أو تعذر الإنجاب ، فنلاحظ الدروس القرآنية في قصة نبي الله زكريا " عليه السلام " ودعائه المعروف : (( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين )) ويوصينا أئمتنا ( عليهم السلام ) بتكرار هذه الآية الشريفة بعد الصلوات والالتزام بها حتى يرزقنا الله بما يقر بهِ أعيننا . وكذلك ما جاء في الكتاب الكريم عن فضل الدعاء لطلب الذرية الصالحة في قوله تعالى : (( والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما )) فلذلك يُنصح المؤمنون بقراءة هذه الآيات القرآنية بكثرة ليرزقهم الله ما يتمنوه ان شاء الله ..
اما الوسيلة الثانية في حال تأخر الانجاب فهي كثرة " الاستغفار " قال تعالى : (( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً** يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً** وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ))