والحمد لله الذي علم بالقلم علم الأنسان مالم يعلم وصلى الله على عبده وحبيبه ونبيه محمد افضل من علم وعلم وعلى اله واصحابه المتأدبين بآدابه وسلم تسليما ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
اما بعد :-
بمناسبة ولادة النور القدسي الهاشمي صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) نزف احلى التهاني والتبريكات الى مقام النبي الأقدس محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) والى الأئمة الأطهار ( صلوات الله عليهم أجمعين ) والى الأخيار الأنصار والى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها والى سماحة السيد الصرخي الحسني واستاذاه السيد السيستاني والشيخ الفياض (ادام الله ظلهم ) بالصلاة على محمد والى محمد
وفي هذه المناسبة التي تزيّنت لها السموات والأرضين وبإسم الأخيار نقدم هذا البحث المبسط عسى ان يجعله الله نورا لقلوبنا وقلب كل من له لهفة لأمامه صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) بحق محمد وال محمد
وخير مانبدء به قوله تعالى جلت قدرته :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الصف10
ان في هذا الخطاب امور
اولا:- خطاب مقيد بالمؤمنين، لم يقل ياايها الناس
وان هذا النوع من الخطاب يذهب بالتعب والعناء ويدخل السرور والأطمئنان فانها كناية المولى لأوليائه وان حلاوة الخطاب بالكنية، وادل دليل أن المعصومين (عليهم السلام) أغلب خطاباتهم لأولادهم واصحابهم مكناة ، وان الفطرة الأنسانية تزداد سعادتها وحبها ورغبتها واصغائها للمخاطب والأندماج في المشاعر والأحاسيس، وتجد السهولة والحلاوة بالتنفيذ .
ثانيا : - في الخطاب تجارة
وهذه التجارة توقينا من العذاب الأليم ، في قبال ذلك يوجد تجارة لاتوقينا من العذاب الأليم هي التجارة الدنوية ، وتعتبر لهوا مع تزاحم الملاكات (أي مع الأمر المولوي) وخير دليل قوله تعالى :- {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الجمعة،11 لاحظوا قيمة التجارة نفس قيمة اللهو ( تجارة او لهوا) ،هذه التجارة هي خوفا من المحذور والفوز بالمطلوب
ثالثا:-التجارة مشروطة
ماهي التجارة؟؟
يأتي جوابه سبحانه وتعالى :-{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الصف11
أذن التجارة عند الحبيب معلقة او وقايتنا من العذاب الأليم مقيدة او مشروطة وماهي شروطها ؟؟: 1- الأيمان المطلق بالواحد الأحد العالي اللامتناهي جل جلاله وهذا لايكفي بل يكون مرتبطا ارتباطا تلازميا مع النقطة التالية . 2-الأيمان برسوله وهي طاعته في الصغيرة والكبيرة كماجاء بقوله تعالى :- {............. وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر_________ 3- جهادكم باموالكم ، وفيها اشارة تقديم الأموال قبل الأنفس أذ اننا في تقديمنا لأموالنا ماهي الا مقدمة للوصول الى بذل النفس ، فلا يمكن للمرء ان يضحي بالنفس بدون التضحية بالأموال 4- جهادكم بانفسكم ، والمقصود بجهاد النفس هي الوقاية من الموبقات والمعاصي والألتزام بأوامر الجادة المقدسة التي تصدر ممن له الحجة علينا في هذا الزمان , وهي اعلى وارقى مراتب الجهاد ،وأن المقصود بالطاعة ليس الطاعة الذاتية وإنما الطاعة الأعتبارية وأدل دليل قوله سبحانه :- { وتجاهدون في سبيل الله ........} لم يقل وتجاهدون في سبيل الرسول أذن الطاعة الذاتية له سبحانه وتعالى ، وان كلمة رسوله فيها اطلاق غير مقيد برسول معين كذلك غير مقيد بمؤمنين في زمان معين بل الخطاب عام شمولي لكل الأزمنة ، ( يسري كمسرى الشمس والقمر ) ومصداق الرسول في وقتنا هذا هو المجتهد الجامع للشرائط حيث انه أولى منا بأنفسنا ، ولابد ان نكون بين يديه كالميت بين يدي الغسال ، وماهي إلا ترويظا للنفس لأستقبالها للطلعة الهاشمية
وحتى نكون مصداق لحديث الصادق ( سلام الله عليه ) وهو يصف اصحاب الأمام ( عجل الله تعالى فرجه){ ............وهم اطوع من الأمة لسيدها}، وكيف نكون اطوع ان لم نرغم النفس على طاعة المجتهد الجامع للشرائط ،( وان الراد عليه هو كالراد على الأمام والراد على الأمام كالراد على الله وهو حد الشرد ) هذاعلى حد قول الأمام الصادق ( عليه السلام )
النتيجة ان التجارة مقيدة باربعة شروط اذا انخرق منها شرط فان المؤمنين في عذاب اليم ، و ان الخطاب فيه تلازم (كتلازم النار والحرارة) اذا انخرق احدهن فقد فسدت التجارة كلها
( بمعنى اذا ثبت الشرط ثبت الجزاء واذا انتفى الشرط انتفى الجزاء ) وفي أنتفاء الشرط والعياذ بالله لم ولن نحصد سوى الخزي والعار والويل والسعير وجهنم وبئس المصير ولا يكون لنا ناصر لا في السماء ولا في الأرض ، وفي الطاعة تجارة لاتبور
الرابع :- أرباح التجارة
بعد مابينا ماهي التجارة ؟؟ وماهي شروط التجارة ؟؟ في هذه النقطة نبحث عن ربح التجارة
يجيب المولى جلت قدرة :- {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الصف12 ان المولى سبحانه وتعالى عرض ارباح التجارة باختلاف اجناسها
الربح الأول:- عفو عام
انه عفوا عام من المولى سبحانه وتعالى وتسقيط كل المعاصي والموبقات والذنوب التي أرتكبناها من خلال مسيرتنا في هذه الدنيا الدنية السافلة العفنة المتدنية،كما جاء في قوله تعالى :- {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ......} وهذه هي السعادة للدارين التي يبشرنا بها اللطيف الخبير ويعطينا عهدا وميثاقا منه سبحانه وهو غير ملزم بذلك , وماذا نريد بعد , وماذا يريد الأنسان بعد تسقيط ذنوبه حتى تصبح روحه شفافة على منابر من نور ( أي اخف من المنابر ) وهذا يدفعنا ويرغبنا بالألتزام بالشروط